الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا >>
قصائدبهاء الدين زهير
أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا
بهاء الدين زهير
- أبى اللهُ إلاّ أنْ تسودَ وتفضلا
- وَيَبْطُلَ كَيْدُ الحاسدينَ ويُخذَلا
- وقاكَ الذي تخشاهُ منْ كلّ حادثٍ
- جميلٌ رعاكَ اللهُ فيهِ تطولا
- فلا أدركَ الحسادُ ما فيكَ أملوا
- وأدركتَ ما فيهمْ غدوتَ مؤملا
- سَعَيْتَ لأمْرٍ كامِليٍّ أطَعْتَهُ
- أطَعْتَ بهِ أمْرَ الإلَهِ المُنَزَّلا
- وكانَ مسيراً فيهِ أوفى مسرة ٍ
- وصارَ فُضُولُ الحاسدينَ تَفَضّلا
- وَما أُغْمِدَ الهِنديُّ إلاّ ليُنْتَضَى
- وَما ثُقّفَ الخَطّيُّ إلاّ ليُحْمَلا
- فلِلّهِ يَوْمٌ أنْتَ فيهِ مُسَلَّمٌ
- وَهَبتَ لَهُ جُرْمَ الزّمانِ الذي خَلا
- فإنْ ذكروا يوماً أغرَّ محجلاً
- فإيّاهُ يَعْنُونَ الأغَرَّ المُحَجَّلا
- لقد ضَلّ مَن يَبغي لنَصرٍ إسَاءَة ً
- وخابتْ مساعيهِ وخانَ التفضلا
- أميرٌ لَهُ في الجُودِ كلُّ غَريبَة ٍ
- بها يَطرَبُ الرّاوي إذا ما تَمَثّلا
- أعزُّ الورى قدراً وأمنعهمْ حمى
- وَأكْرَمُهُمْ نَفْساً وَأرْفَعُهمْ عُلى
- وما قستهُ في الناسِ قطّ بماجدٍ
- وَإنْ جَلّ إلاّ كانَ أزكَى وَأفضَلا
- سَوَاءٌ عَلَيْهِ أنْ يُجَرّدَ عَزْمَهُ
- إذا نابَ خَطبٌ أوْ يُجرّدَ مُنصُلا
- أخو يقظة ٍ لوْ أنّ بعضَ ذكائهِ
- ألَمّ بأطْرَافِ الذُّبالِ لأشعَلا
- بهِ افتخرتْ تيمٌ وعزّ قبيلها
- وأصبحَ منها مجدها قد تأثلا
- أمولايَ لقيتَ الذي أنتَ آملٌ
- وَبُقِّيتَ للرّاجي نَداكَ مُؤمَّلا
- وهنئتَ أبناءً كراماً أعزة ً
- رأيتَ لهمْ مثلَ الضراغمِ أشبلا
- صلاتهمُ في الجودِ أضحتْ عوائداً
- وسائِلُهُمْ في النّاسِ لَنْ يَتَوَسّلا
- إذا ركبوا في الروعِ زانوكَ موكباً
- وإنْ نَزَلُوا في السّلمِ زانوكَ مَحفِلا
- بحُورٌ بُدورٌ في النّوَالِ وَفي الدّجَى
- غيوثٌ ليوثٌ في المحولِ وفي الفلا
- فلا عدموا من فضلكَ الجمّ أنعماً
- أحَلَّتْهُمُ رَوْضَ السّعادة ِ مُقبِلا
- عسَى نَظرَة ٌ من حُسنِ رَأيكَ صُدفَة ً
- تسوقُ إلى جدبي بها الماءَ والكلا
- فها أنا ذا أشكو الزمانَ وصرفهُ
- وتأنفُ لي علياكَ أن أتبذلا
- مقيمٌ بأرضٍ لا مقامَ بمثلها
- وَلَوْلاكَ ما أخّرْتُ أنْ أتَحَوّلا
- فَجُدْ لي بحُسنِ الرّأيِ منكَ لَعَلّني
- أرَى الدّهرَ ممّا قد جرَى مُتَنَصّلا
- وحسبُ امرىء ٍ كانتْ أياديكَ ذُخرَهُ
- إذا طرقتْ أحداثهُ متمولا
- وما زِلتُ مذ أصبحتُ في النّاس قاصِداً
- جَنابَكَ مَقصُودَ الجَنابِ مُبَجَّلا
- وهل كنتُ إلاّ السّيفَ خالَطَهُ الصّدا
- فكنتَ لهُ يا ذا المَوَاهبِ صَيقَلا
- وما ليَ لا أسْمُو إلى كلّ غَايَة ٍ
- إذا كنتَ عوني في الزمانِ وكيفَ لا
المزيد...
العصور الأدبيه