الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> اِسأليني >>
قصائدمحمد حسن فقي
- إسأليني..
- فلقد تَسْمَعُ أذناكِ طنيناً مِنْ جَوابِي..
- ولقد تُبْصِرُ عَيْناكِ خَلاصي مِن عَذابي..
- ولقد يُدْمِي حَناياكِ طِعانٌ من حِسابي..
- ولقد يُشْجِيكِ عِرْفانُ سُلُوِّي في مَآبي..
- * * *
- واسأليني..
- فلقد أَصْبَحْتُ مِن بُعْدِك مُخْضَرَّ الرِّحابِ..
- وَتَسَنَّمْتُ –وقد كنْتُ على الأَرْضِ- سَحابي..
- عُدْتُ للرَّبْعِ أَرى فيه أُهَيْلي وصِحابي..
- بَعْدما كنْتُ –وما أَوْحشَ أَمْسي- في اغْتِرابِ..
- * * *
- واسأليني..
- كنتُ رَغْم الذُّلِّ والفِتْنَةِ.. أَهْواكِ طَهْورا..
- وإلى جَنْبِكِ رَهُطٌ يَبْتَغِي مِنْكِ الفُجورا!.
- وتقُولينَ.. أَلا تُبْصِرُ مِن حَوْلي الصُّقُورا؟!
- سوف لا يَلْقَوْنَ إلاَّكَ فِطِبْ.. إلاَّ نُفُورا..
- * * *
- واسأليني..
- فلقد غَرَّرْتِ بي حِيناً من الدَّهْرِ فَلاقَيْتُ ثُبُورا..
- حِينَ لاقَوْا هُمْ من الوَصْلِ نَعِيماً وحُبُورا..
- وسَمِعْتُ الهَمْسَ من حَوْلي. ما أقساهُ بَغْياً وكُفورا..
- تخِذوا سُخْرِيةً مني. وما كنت لدى الجُلّس حَصُورا
- واسأليني
- إنَّ ذاكَ الهَمْسَ قد كانَ سِهاماً وحِرابا..
- فتحامَلْتُ وغادَرْتُ.. فقد كانَ ضَلالاً وكِذابا..
- كُنْتِ لي هذا.. وأمَّا الرَّهْطُ فاسْتَوفى الثَّوابا..
- نَهَلَوا ثم انْثَنَوْا عَنكِ.. ولاقَيْتُ السَّرابا..
- واسأليني
- فأنا اليَومُ تَعرَّفْتُ مِن الغَيِّ. من الغَدْرِ الصَّوابا..
- وتَعرَّفْتُ إلى الحُسْنِ أفانِينَ.. هَدِيلاً ونُعابا..
- عدت أجني منه. مِن أَسْوائِهِ الكُثْرِ نِعماً وثَوابا..
- كَدِراً مِثْلَكِ لاقَيْتُ. ولاقَيْتُ نقيا مُسْتَطابا..
- * * *
- واسْأليني..
- وسَتُصْغينَ فَتَلْقَيْنَ من الإِصْغاءِ هَمّاً مُسْتَطِيرا..
- مِثْلَما لاقَيْتُ بَلْ أَنْكى.. وأَقسى مِنْه نِيرا..
- نَدَماً يُشْقِيكِ. بل يُصْلِيكِ يا ليْلى سَعيرا..
- فَتَنامِينَ على الشَّوْكِ. وبِئْسَ الشَّوْكُ لِلْحُسْنِ سَرِيرا..
- * * *
- واسأليني..
- أنا يا لَيْلى هُنا أَرْفُلُ في النُّعْمى وأَشْدو..
- بَيْنَ حُورٍ يَجْتَذِبْنَ الرُّوحَ ما يُشْقِي بِهِنَّ الرُّوحَ صَدُّ..
- بالَّذي يَرْفَعُ للنَّجمِ.. وما أَحْلا.. فما طَرْفٌ ونَهْدُ؟!
- هُنَّ كالمُزْنِ طَهُوراتٌ.. وهُنَّ العَيْشُ رَغْدُ..
- ولقد أَلْهَمْنَني شِعْراً.. حُمَيَّاهُ تَرانِيمٌ وَوَقْدُ..
- ولقد أَرْوَيْنَني.. فالرَّوْضُ مِعْطارٌ بِه فُلٌّ ووَرْدُ..
- وفُؤادِي جائِشٌ بالوَجْدِ فالدُّنْيا به حُبٌّ وَوَجْدُ..
- يا فَتاة الأَمْسِ. إنَّ اليَوْمَ نَشْوانُ. وما لِلأَمْس عَوْدُ
المزيد...
العصور الأدبيه