الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فدوى طوقان >> في سفح عيبال >>
قصائدفدوى طوقان
- ها أنا وحدي في ثنايا الجبل
- كأنني أسطورة تائهة
- تهمسها الريح بإذن السفوح
- ها أنا والفضاء حولي غزل
- والكون عشق ، ورؤى والهه
- وأنت قلبي وعيني روح
- يومىء لي نحو غدٍ أخضر
- يغفو الشذا في دربه المزهر
- ها انا وحدي ومعي صبوتي
- ترف في صدري بألفي جناح
- وانت سر في كياني استتر
- وكلما هتفت من فرحتي
- اسأل : ما أنت ؟ سمعت الرياح
- تقول لي في مثل همس القدر
- إنك يا حبي نشيد الخلود
- وإنني صداك عبر الوجود
- وتعتريني نفضة من شعور
- بغبطة تملأ أحنائيه
- كأنها لحن مضيء النغم
- فأنثني أحفر فوق الصخور
- إسمك في نشوة إحساسيه
- وأشبع الأحرف لثماً وشم
- والفرح الكبير يا حبي
- تهدر موسيقاه في قلبي
- وترتمي عيناي في مرتمى
- أفق بعيد حال ما بيننا
- وكلما أشخص روحي تراك
- أحسّ عينيك وما فيهما
- من وهج يطفر منه السّنى
- حولي تشعّان بنجوى هواك
- نارهما السوداء كالصاعقة
- تنقضّ من نظرتك الحارقة
- وأرسل ((الآوف)) غناء حنون
- يسيل من روحي وأوصالي
- فتنتشي ((بالأوف)) حتى السفوح
- لحن هوىً ، مرتعشٌ بالحنين
- سمعته يوماً (( بعيبال)) . .
- إذ أنت في السفع غريب الجروح !
- فبات وهو اليوم أغنيتي
- يحملني اليك في وحدتي
- هل نلتقي ؟ أواه ؛ هذي أنا
- سوسنة فتّح أكمامها
- دفء الهوى والأمل المشرق
- تلوي بها الريح ، وتبقى هنا
- تستودع السفوح أحلامها
- وأنت عطر مسكر يعبق
- في دمها . . أوّاه هذي أنا
- وحدي هنا في السفح وحدي هنا !!
المزيد...
العصور الأدبيه