الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فدوى طوقان >> أنا والسر الضائع >>
قصائدفدوى طوقان
- ما زلت والدرب بعيد طويل
- أبحث في المجهول عبر الزمان
- عن ضائع أبحث ، عن سرّ
- ظننته أنأى من المستحيل
- ما انفك يجري خلفه عمري
- وهو وراء الغيب في لا مكان
- كان دعاني صوته المفعم
- والعمر فجرٌ والصّبا برعم
- ولم يزل يعمر قلبي صداه
- عذباً ، قوياً، فائراً كالحياة
- مستغلقاً ، كأنه طلسم
- ولم أزل أبحث عنه سدى
- في ألف وجه من وجوه الحياة
- في الليل ، في الإعصار ، في الانجم
- وهو يناديني وينأى مداه
- ولم أزل أبحث حتى رمى
- بي اليأس في ظلامه المعتم
- وسرت والايام أمشي إلى
- لا غاية ، لا مأمل ، لا رجاء
- وسرت شيئاً ميّت الروح لا
- أبحث عن شيء،
- وفي نفسي
- ثلج وليل ، ووطأة اليأس
- تخنق في نفسي بقايا النداء
- وكان يوم ، كان صبح رطيب
- فتحت عيني على ضوئه
- وخلف أجفاني حلمٌ قريب :
- وجه أليف ومكان غريب
- تفتّحت روحي في فيئه
- وثلج قلبي ذاب في دفئه
- فتحت عينيّ وكان النهار
- صافي المجالي ضاحك الشمس
- وكان بي حسّ خفي الدبيب
- توقّعٌ مستبهم ، وانتظار
- مأتاهما من أين ؟
- لم أدر . .
- لم أدر إلا أن في صدري
- يداً من الغيب مضت كفّها
- تمسح عنه عتمة اليأس
- ورحت ، في نفسي صفاء وفي
- قلبي حنين وانجذاب خفي
- وبغتة ، في لفتة عابرة
- لقيته يملأ دربي سناه
- لقيته ، لم أدر من ساقه
- إليّ ، من وجّه نحوي خطاه
- لقيته لا حلماً ، إنما
- حقيقة ساطعة باهرة
- عانقت فيها حين عانقتها
- الله والحبّ وسرّ الحياة
- يا جذل الروح ونعمى الوصول
- لقيت سرّي الضائع المبهما
- لقيت سرّي بغتةً بعدما
- ظننته أنأى من المستحيل
المزيد...
العصور الأدبيه