الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فدوى طوقان >> العودة >>
قصائدفدوى طوقان
- وأطلّ وجهك مشرقاً من خلف عام
- عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام
- عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام
- وعواصف ثلجية تصطكّ حولي والطريق
- كانت تضيق كأنها أمل يضيق
- ويضيع في تيه القتام
- عام طويل ظلّ يفصلنا به بحر صموت
- بحر دجت أمواجه و تجمدت ، بحر تموت
- فيه الحياة و تغرق الجلجات في برد السكوت
- و أنا على شط الأصم
- أنا و الفراغ و ليل وهمي
- أصغي لعل صدى يمر
- بي ، علّ شيئاً منك ، همس ، نبأة ،
- شيئاً يمر
- بي منك عبر مدى السكوت
- لا شيء ، إلا وطأة ثقلت و صمتٌ مستمر
- عام ، و دبت بعده بعده في البحر معجزة الحياة
- لم أدر كيف ، هناك رفّت بغتة فوق المياه
- و هفت حمامه
- زرقاء ، في طهر السماء ، هفت إلي على غمامه
- و طوت جناحيها وقرت في يديه
- و رنت إليه
- و تنفست دفئاً و عطراً
- و شممت فيها منك شيئاً هاجني وجداً و ذكرى
- فمضيت ألثم ريشها
- و جعلت صدري عشها
- و شعرت أنك عدت ، أنك في الطريق
- و اجتاحني فرح الغريق
- حضنته شطآن النجاة
- و أطل وجهك من بعيد
- حلواً يرف على وجودي
- و رأيت أحزاني تموت على تعانق راحتينا
- و أضاء في فمك ابتسام
- البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا
- عادت تضيء كأنها قلب النهار
- و تصب في نفسي فيشربها دمي
- و يعبها قلبي الظمي
- و نسيت آلامي الكبار
- و نسيت في فرح اللقاء عذاب عام
- عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام
المزيد...
العصور الأدبيه