الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> طرفة بن العبد >> قفي ودعينا >>
قصائدطرفة بن العبد
- قِفي وَدّعِينا اليوْمَ يا ابنةَ مالِكِ،
- وعُوجي علَينا مِن صُدورِ جِمالِكِ
- قفي، لا يكُنْ هذا تَعِلّةَ وَصلِنا
- لِبَينٍ، ولا ذا حَظّنا من نَوالِكِ
- أُخَبّرْكِ أنّ الحَيّ فَرّقَ بَيْنَهُمْ
- نَوَى غُربَةٍ، ضَرّارةٍ لي كذلِكِ
- ولمْ يُنْسِني ما قدْ لَقِيتُ، وشفّني،
- مِنَ الوَجْدِ، أنّي غيرُ ناسٍ لِقاءَكِ
- وما دُونَها إلاّ ثلاثٌ مَآوِبٌ،
- قُدِرْنَ لِعيسٍ، مُسنِفاتِ الحَوَارِكِ
- ولا غَرْوَ إلاّ جارَتي وسُؤالُها:
- ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
- تُعيِّرُ سَيري في البلادِ ورِحلَتي،
- ألا رُبّ دارٍ لي سوى حُرّ داركِ
- ولَيسَ امرُؤ أفنى الشّبابَ مجاوراً
- سِوى حَيّه، إلا كآخَرَ هالِكِ
- ألا رُبّ يومٍ، لو سَقِمْتُ لعَادَني
- نِساءٌ كِرَامٌ مِنْ حُيَيٍّ ومالِكِ
- ظَلِلتُ بِذي الأرطى فُوَيقَ مُثقَّبٍ
- ببيئةِ سَوءٍ هالِكاً أو كَهَالِكِ
- ومِنْ عامِرٍ بِيضٌ، كأنّ وُجوهَها
- مَصابِيحُ لاحَتْ في دُجًى مُتحالك
- تَرُدُّ عليّ الرّيحُ ثَوبيَ، قاعِداً
- إلى صَدَفيٍّ، كالحَنِيّةِ بارِكِ
- رأيتُ سُعُوداً من شُعوبٍ كثيرةٍ،
- فلمْ تَرَ عَيني مِثلَ سَعدِ بنِ مالِكِ
- أبَرَّ وأوفى ذِمّةً يَعقِدونها،
- وخَيراً، إذا ساوَى الذُّرَى بالحَوارِكِ
- وأنمى إلى مَجدٍ تَليدٍ وسُورةٍ،
- تكونُ تُراثاً، عندَ حَيٍّ، لـهالِكِ
- أبي أنزَلَ الجبّارَ عامِلُ رُمحِهِ،
- عن السرْج، حتى خرّ بين السّنابكِ
- وسَيفي حُسامٌ، أختلي بذُبابهِ
- قَوانِسَ بِيضِ الدّارِعينَ الدّواركِ
المزيد...
العصور الأدبيه