الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كعب بن زهير >> هل حبلُ رملة َ قبلَ البينِ مبتورُ >>
قصائدكعب بن زهير
هل حبلُ رملة َ قبلَ البينِ مبتورُ
كعب بن زهير
- هل حبلُ رملة َ قبلَ البينِ مبتورُ
- أم انت بالحلمِ بعد الجهلِ معذورُ
- ما يجمعُ الشوقُ إن دارٌ بنا شحطت
- ومثلها في تداني الدارِ مهجورُ
- نشفى بها وهي داءٌ لو تصاقِبنا
- كما اشتفى بعيادِ الخمرِ مخمورِ
- ما روضة ٌ من رِيَاضِ الحَزْنِ بَاكَرَها
- بالنبتِ مختلفُ الألوانِ ممطورُ
- يوماً بأطيبَ منها نَشْرَ رائحة ٍ
- بعد المنامِ إذا حُبَّ المَعَاطِيرُ
- ما أنسَ لا أنسها والدمعُ منسربٌ
- كأنَّه لُؤْلؤٌ في الخَدِّ محدورُ
- لما رأيتهم زمّت جمالهمُ
- صَدّقتُ ما زعموا والبَيْنُ محذورُ
- يحدو بهن أخو قاذورة ٍ حذرٌ
- كأنه بجميعِ الناسِ موتورُ
- كأَنَّ أظعانَهم تُحْدَى مُقَفِّية ً
- نخلٌ نعينينِ ملتفٌ مواقيرُ
- غُلْبُ الرِّقابِ سَقَاها جَدْوَلٌ سَرِبٌ
- أَوْ مَشْعَبٌ مِن أَتِيِّ البَحْرِ مفجورُ
- هل تبلغنِّي عليَّ الخيرَ ذعلبة ٌ
- حرفٌ تزلّلَ عن أصلابها الكورُ
- من خَلْفِها قُلُصٌ تَجْرِي أزِمَّتُها
- قد مسّهن مع الإدلاجِ تهجيرُ
- يَخْبِطْنَ بالقومِ أنضاءَ السرِيح وقد
- لاذتْ من الشمسِ بالظِّلِّ اليَعَافِيرُ
- حتَّى إذا انتصَب الحِرْباءُ وانتقلتْ
- وحانَ إذ هجّروا بالدّوِ تغويرُ
- قالوا تنحَّوا فمسّوا الأرضَ فاحتولوا
- ظِلاًّ بمُنْخَرَقٍ تهفو به المُورُ
- ظَلُّوا كأنَّ عليهمْ طائراً عَلِقاً
- يهفو اذا انسفرتْ عنه الأعاصيرُ
- لوجْهة ِ الرِّيح منه جانِبٌ سَلِبٌ
- وجانبٌ بأكف القوم مضبورُ
- حتَّى إذا أبردُوا قاموا إلى قُلُصٍ
- كأنهن قسيّ الشوحطِ الزورُ
- عَوَاسِلٌ كرَعِيلِ الرُّبْدِ أَفْزَعَها
- بالسيِّ من قانصٍ شلٌّ وتنفيرُ
- حتى سقَى اللّيل سَقْي الجِنِّ فانغمستْ
- في جَوْزِه إذ دَجَا الآكامُ والقُورُ
- غَطَّى النَّشَازَ مع الآكامِ فاشْتَبهَا
- كِلاهُما في سَوادِ اللَّيْلِ مغمورُ
- إن عليًّا لميمونٌ نقيبهُ
- بالصَّالحاتِ مِن الأفعالِ مشهورُ
- صِهْرُ النَّبِيِّ وخيرُ النَّاسِ مُفْتَخَراً
- فكلُّ من رامه بالفخرِ مفخورُ
- صَلَّى الطَّهورُ مع الأُمِّيِّ أوَّلهمْ
- قبلَ المَعَادِ ورَبُّ النَّاسِ مكفورُ
- مقاومٌ لطغاة ِ الشركِ يضربهُم
- حتى استقاموا ودينُ الله منصورُ
- بالعدلِ قمتَ أميناً حين خالفه
- أهلُ الهوَى وذووُ الأهواءِ والزُّورِ
- ياخيرَ من حملتْ نعلاً له قدمٌ
- بعدَ النَّبيِّ لَدَيْهِ البَغْيُ مهجورُ
- أعطال ربُّك فضلاً لا زوالَ له
- مِنْ أينَ أَنَّى له الأيَّامَ تَغْيِيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه