الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كعب بن زهير >> أمن نوارَ عرفتَ المنزلَ الخلقا >>
قصائدكعب بن زهير
أمن نوارَ عرفتَ المنزلَ الخلقا
كعب بن زهير
- أمن نوارَ عرفتَ المنزلَ الخلقا
- إذ لا تفارقُ بطنَ الجوِّ فالبرقا
- وَقَفْتُ فيها قليلاً رَيْثَ أَسْأَلُها
- فانهلّ دمعي على الخدّين منسحقا
- كادَتْ تُبَيِّنُ وَحْياً بعضَ حاجَتِنا
- لو أن منزل حيٍ دارساً نطقا
- لا زالت الريح تزجي كلَّ ذي لجبٍ
- عَيْثاً إذا ما ونَتْهُ ديمة ُ دفَقَا
- فَأَنْبَتَ الفَعْوَ والرَّيْحانَ وَابِلُه
- والأيهقانَ مع المكنانِ والذُّرقا
- فَلَمْ تَزَلْ كُلُّ غَنَّاءِ البُغَامِ به
- من الظباءِ تراعي عاقداً خرقا
- تَقْرُو به مَنْزلَ الحَسْنَاءِ إذْ رَحَلَتْ
- فاستقبلت رُحبَ الجوفين فالعمقا
- حلّتْ نوار بارضٍ لا يبلغها
- إلا صموت السُّرى لا تسأم العنقا
- خطَّارة ٌ بعد غبِّ الجهد ناجية ٌ
- لا تشتكي للحفا من خفها رققا
- ترى المريءَ كنصلِ السيفِ إذ ضمنتْ
- أو النَّضَيّ الفَضَا بَطَّنْتَه العُنَقَا
- تَنْفِي اللُّغامَ بمثلِ السِّبْتِ خَصَّرَه
- حاذٍ يمانٍ إذا ما أرقلتْ خفقا
- تَنْجُو نَجاءَ قَطاة ِ الجَوِّ أَفْزَعَها
- بِذي العِضَاهِ أحَسَّتْ بَازِياً طَرَقا
- شهمٌ يكبُّ القطا الكدري مختضبُ الـ
- أظفار حرٌّ ترى في عينه زرقا
- بَاتَتْ له لَيْلَة ٌ جَمٌّ أَهاضِبُها
- وبَاتَ يَنْفُضُ عَنْه الطَّلَّ واللَّثَقَا
- حَتَّى إذَا ما انْجَلَتْ ظَلْماءُ لَيْلتِه
- وانْجابَ عنه بياضُ الصُّبحِ فانْفَلَقَا
- غَدَا على قَدَرٍ يَهْوِي ففاجَأَها
- فانْقَضَّ وهو بِوَشْكِ الصَّيْدِ قَدْ وَثِقَا
- لاشَيْءَ أجْوَدُ مِنْها وهي طيِّبَة ٌ
- نفساً بما سوف ينجيها وإن لحقا
- نفرها عن حياضِ الموتِ فانتجعتْ
- بِبَطْنِ لِينَة َ مَاءً لَمْ يَكُنْ رَنِقَا
- ياليت شعري وليتَ الطيرَ تخبرني
- أمثل عشقي يلاقي كلُّ من عشقا
- إذا سمعتُ بذكر الحبِّ ذكرني
- هِنْداً فَقَدْ عَلِقَ الأحْشَاءَ مَا عَلِقَا
- كم دونها من عدوٍ ذي مكاشحة ٍ
- بَادِي الشَّوَارَة ِ يُبْدِي وَجْهُه حَنَقَا
- ذِي نَيْرَبٍ نَزِعٍ لَوْ قَدْ نَصَبْتُ له
- وَجْهِي لَقَدْ قالَ كُنتَ الحائِنَ الْحَمِقَا
- كالكلب لا يسأم الكلب الهرير ولو
- لاَقَيْتَ بالْكلبِ لَيْثاً مُخْدِراً ذَرَقَا
- ومرهقٍ قد دعاني فاستجبت له
- أَجَزْتُ غُصَّتَهُ مِنْ بَعْدِ ما شَرِقَا
المزيد...
العصور الأدبيه