الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> كعب بن زهير >> أمِنْ دِمْنة ِ الدَّارِ أَقْوَتْ سِنِينَا >>
قصائدكعب بن زهير
أمِنْ دِمْنة ِ الدَّارِ أَقْوَتْ سِنِينَا
كعب بن زهير
- أمِنْ دِمْنة ِ الدَّارِ أَقْوَتْ سِنِينَا
- بكيتَ فظلتَ كئيباً حزينا
- بها جرَّتِ الريحُ أذيالها
- فلم تبقِ من رسمها مستبينا
- فلما رأيتُ بأنّ البكاءَ
- سفاهٌ لدى دمنٍ قد بلينا
- زجرتُ على ما لديّ القلو
- صَ مِنْ حَزَنٍ وعَصَيْتُ الشُّؤونَا
- وكنت إذا ما اعترتني الهمومُ
- أكلِّفُها ذاتَ لَوْثٍ أمُونَا
- عُذَافِرَة ً حُرَّة ً اللِّيطِ لا
- سَقُوطاً ولا ذاتَ ضِغْنٍ لَجُونَا
- كأنِّي شَدَدْتُ بأَنْسَاعِها
- قويرحَ عامين جأباً شنونا
- يقلِّبُ حقباً ترى كلَّهنَّ
- قد حمَلتْ وأَسَرَّتْ جَنِينَا
- وحلأهن وخبّ السَّفا
- وهيجهنَّ فلما صدينا
- وأخلفهُنَّ ثمادَ الغمار
- وما كنّ من ثادقٍ يحتسينا
- جَعَلْنَ القَنَانَ بإبْطِ الشِّمَالِ
- وماءَ العُنَابِ جعَلْنَ اليَمِينَا
- وبصبصْنَ بين أداني الغضا
- وبينَ عُنَيْزَة َ شَأْواً بِطَينَا
- فابقين منه وأبقى الطِّرا
- دُ بَطْناً خَمِيصاً وصُلْباً سَمِينَا
- وعُوجاً خِفَافاً سِلاَمَ الشَّظَى
- ومِيظَبَ أُكْمٍ صَلِيباً رَزِينَا
- إذا ما انتحاهنّ شؤْبوبهُ
- رأيتَ لجاعرتيهِ غضونا
- يُعَضِّضُهُنَّ عَضِيضَ الثِّقا
- فِ بالسَّمْهَرِيَّة حتَّى تَلِينَا
- ويَكْدِمُ أَكْفَالَها عابِساً
- فبالشَّدِّ من شَرِّه يَتَّقِينَا
- إذا ما انتحتْ ذاتُ ضغنٍ لهُ
- أَصَرَّ فقد سَلَّ منها ضُغُونَا
- له خلفَ أدبارها أزملٌ
- مكانَ الرقيبِ من الياسرينا
- يحشرجُ منهنّ قيدَ الذراعِ
- ويَضْرِبْنَ خَيْسُومَه والجَبِينَا
- فأوردها طامياتِ الجمامِ
- وقد كُنَّ يأْجِنَّ أو كُنّ جُونَا
- يثرنَ الغبارَ على وجههِ
- كلَوْنِ الدَّوَاخِنِ فوقَ الإِرِينا
- ويَشْرَبْنَ من بارِدٍ قَدْ عَلِمْـ
- ـنَ أن لا دِخَالَ وأن لا عُطُونَا
- وتَنْفِي الضَّفَادِعَ أَنْفَاسُها
- فهُنَّ فُوَيْقَ الرَّجَا يُرْتَقِينَا
- فصادفنَ ذا حنقٍ لاصقٍ
- لصوقَ البُرامِ يظنُّ الظنونا
- قصيرَ البنانِ دقيق الشَّوى
- يقولُ أيأتينَ أم لا يجينا
- يوُّمُّ الغيابة مستبشرا
- يُصِيبُ المَقَاتلَ حَتْفاً رَصِينَا
- فجِئْنَ فأَوْجَسْنَ من خَشْية ٍ
- ولم يَعْتَرِفْنَ لَنفْرٍ يَقِينَا
- وتلقي الأكارعَ في باردٍ
- شَهِيٍّ مَذَاقَتُه تَحْتَسِينَا
- يُبَادرْنَ جَرْعاً يُوَاتِرْنَه
- كقرعِ القليبِ حصى القاذفينا
- فأَمْسَك ينظرُ حتّى إذا
- دَنَوْنَ من الرِّيِّ أو قد رَوِينَا
- تَنَحَّى بصَفْرَاءَ من نَبْعة ٍ
- على الكفِ تجمع أرزا ولينا
- معدَّا على عجْسها مرهفاً
- فَتِيقَ الغِرَارَيْنِ حَشْراً سَنِينَا
- فارسل سهماً على فقرة ٍ
- وهُنَّ شَوَارِعُ ما يَتَّقِينَا
- فمَرَّ على نَحْرِهِ والذِّرَاعِ
- ولم يكُ ذاكَ له الفعلُ دينا
- فلهّف من حسْرة ٍ أمَّهُ
- وولَّيْنَ من رهجٍ يكتسينا
- تَهَادَى حَوَافِرُهنّ الحَصَى
- وصمُّ الصُّخورِ بها يرتمينا
- فقلقلهن سراة َ العشا
- ءِ أسرعَ من صدرِ المصدرينا
- يزرّ ويلفظ أوبارها
- ويَقْرُو بهنّ حُزُوناً حُزُونَا
- وتحسبُ في البحرِ تعشيرهُ
- تَغَرُّدَ أَهْوجَ في مُنْتَشِينَا
- فأَصْبَح بالجِزْع مُسْتَجْذِلاً
- واصْبَحنَ مجتمعاتٍ سُكُونَا
المزيد...
العصور الأدبيه