قصائدبهاء الدين زهير



لكُمْ أينَما كُنتمْ مكانٌ وَإمكانُ
بهاء الدين زهير



  • لكُمْ أينَما كُنتمْ مكانٌ وَإمكانُ

  • ومَلْكٌ لهُ تَعنو المُلوكُ وسُلطانُ

  • ضربتمْ من العزّ المنيع سرادقاً

  • فأنتمْ به بين السماكين سكانُ

  • ولَيسَتْ نجُوماً ما تُرَى وسَحائِباً

  • ولكِنّها منكُمْ وُجُوهٌ وأيمَانُ

  • وفَوْقَ سَريرِ المُلْكِ أرْوَعُ قاهِرٌ

  • نبيهُ المعالي في الملماتِ نبهانُ

  • هوَ الملكُ المسعودُ رأياً وراية ً

  • له سطوَة ٌ ذلّتْ لها الإنسُ وَالجانُ

  • غدا ناهضاً بالملكِ يحملُ عبأه

  • وَأقرانُهُ مِلء المكاتِبِ وِلدانُ

  • وتهتزّ أعوادُ المنابرِ باسمهِ

  • فهَلْ ذكرَتْ أيّامَها وهيَ قُضْبانُ

  • وَإن نَفَثتْ في الطِّرْس منه يَرَاعُهُ

  • رأيتَ عصى موسى غدتْ وهي ثعبانُ

  • يروقكَ سحرُ القولِ عند خطابهِ

  • ويعجبُ من قرطاسه وهوَ بستانُ

  • وكمْ غاية ٍ من دونها الموْتُ حاسِراً

  • سما نحوها والموتُ ينظرُ خسرانُ

  • بحيثُ لسانُ السّيفِ بالضرْبِ ناطقٌ

  • فصيحٌ وطرْفُ الرّمح للطّعن يقظانُ

  • وَكمْ شاقَهُ خَدٌّ أسيلٌ مُوَرَّدٌ

  • وَما ذاكَ إلاّ مُرْهَفاتٌ ومُرّانُ

  • جزَى الله بالإحسانِ سُفْناً حمَلنَهُ

  • لقد حلّ معروفٌ لهنّ وإحسانُ

  • حوينَ جميعَ الحسنِ حتى كأنما

  • يَلوحُ بها في وَجنَة ِ اليَمّ خِيلانُ

  • وَما هاجَ ذاكَ البحرُ لمّا سرَى بهِ

  • وَلكنْ غدا من خوْفه وَهوَ حَيرَانُ

  • لقد كانَ ذاكَ الموْجُ يرْعدُ خِيفة ً

  • ويَخْفُقُ قَلْبٌ منهُ بالرّعبِ مَلآنُ

  • أيا ملكاً عمّ الأنامَ مكارماً

  • فلَيسَ لهُ في غيرِ مكْرُمة ٍ شانُ

  • قدِمتَ قُدومَ اللّيثِ واللّيثُ باسلٌ

  • وَجئتَ مجيء الغَيثِ والغَيثُ هَتّانُ

  • وما برحتْ مصرٌ إليكَ مشوقة ً

  • وَمثلُكَ مَن يَشتاقُ لُقياهُ بُلدانُ

  • تحنّ فيذري نيلها لكَ دمعة ً

  • وَيُعوِلُ قُمرِيٌّ على الدّوْحِ مِرْنانُ

  • ولَمّا أتاهُ العِلْمُ أنّكَ قادِمٌ

  • تهللَ منهُ وجههُ وهوَ جذلانُ

  • ووافاكَ فيها العيدُ يشعرُ أنهُ

  • دَليلٌ على طولِ المسَرّة ِ بُرْهانُ

  • وها هيَ في بشرٍ بقربكَ شاملٍ

  • قد انتظمتْ دمياطُ منهُ وأسوانُ

  • تُصَفّقُ أوْراقٌ وتَشدو حَمائِمٌ

  • وترقصُ أغصانٌ وتفترّ غدرانُ

  • وقد فرشتْ أقطارها لكَ سندساً

  • له من فنونِ الزّهرِ والنَّورِ ألْوانُ

  • يُوافيكَ فيها أينَما كنتَ رَوْضَة ٌ

  • ويلقاكَ أنى كنتَ روحٌ وريحانُ

  • وَإنْ تكُ في سُلطانِها من مَحاسِنٍ

  • ستَزْدادُ حُسناً إنْ قدِمتَ ويزدانُ

  • فحسبكِ قد وافاكِ يا مصرُ يوسفٌ

  • وَحَسبُكَ قد وَافاكَ يا نيلُ طوفانُ

  • ويشرقُ وجهُ الأرضِ حينَ تحلها

  • كأنكَ توحيدٌ حوتهُ وإيمانُ

  • لأنكَ قدْ برئتَ منْ كلّ مأثمٍ

  • وأنكَ في الدينِ الحنيفي غيرانُ

  • فقُدْتَ إلَيهِ الخَيلَ بالخَيرِ كُلّهِ

  • وَطارَتْ بأُسْدِ الغابِ منهنّ عِقبانُ

  • بعزمٍ تخافُ الأرضُ شدة َ وقعهِ

  • ويَرْتاعُ ثَهْلانٌ لهُ وهوَ ثَهلانُ

  • وَتُمْلأ أحشاء البِلادِ مَخافَة ً

  • وترتجّ بغدادٌ لهُ وخراسانُ

  • فأمنتَ تلكَ الأرضَ من كل روعة ٍ

  • وقد عمها ظلمٌ كثيرٌ وطغيانُ

  • وكانَ بها من أهلِ شعبة َ شعبة ٌ

  • من الجَوْرِ والعُدوَانِ بَغيٌ وَعُدوَانُ

  • فسكنتها حتى متى هبتِ الصبا

  • بنعمانَ لم يهتزّ بالأيكِ نعمانُ

  • فلم يكُ فيها مُقلة ٌ تعرِفُ الكَرَى

  • فلو زارها طيفٌ مضى وهوَ غضبانُ

  • تَقَبّلَ فيكَ الله بالحَرَمَينِ مَا

  • دَعَا لكَ حُجّاجٌ هُناك وقُطّانُ

  • أيُذكَرُ عَمروٌ إن سطَوْتَ وَعَنترٌ

  • وهيهاتَ من كسرى هناكَ وخاقانُ

  • وَهُمْ يَصِفونَ الرّمحَ أسْمَرَ ظامياً

  • فَها هُوَ مُحمَرٌّ لديكَ وَرَيّانُ

  • لقد كنتُ أرجو أن أزوركَ في الدجى

  • وَإنّي على ما فاتَني منكَ نَدمانُ

  • أعللُ نفسي بالمواعيدِ والمنى

  • وَقَدْ مَرّ أزْمانٌ لذاكَ وَأزْمانُ

  • أرى أنْ عزي من سواكَ مذلة ٌ

  • وَأنّ حَياتي مِنْ سِواكَ لحِرْمانُ

  • وقالتْ لي الآمالُ باليمنِ والمنى

  • وما بعدتْ أرضُ الكثيبِ وغمدانُ

  • وكنتُ أرَى البرْقَ اليَمانيَ مَوهِناً

  • فأهْتَزّ مِن شَوْقي كأنّيَ نَشْوَانُ

  • وَأستَنْشِقُ الرّيحَ الجَنُوبي وَأنْثَني

  • وَلي أنّة ٌ منها كَما أنّ وَلْهَانُ

  • وما فتنتْ قلبي البلادُ وإنما

  • نَدَى المَلِكِ المَسعودِ للنّاسِ فتّانُ

  • فتى ً مثلما يختارهُ الملكُ ماجدٌ

  • وَمَرْعًى كما يختارُهُ الفالُ سَعدانُ

  • وَلَيسَ غَريباً مَن إليكَ اغترابُهُ

  • لهُ منهُ أهلٌ حيثُ كانَ وَأوْطانُ

  • وَقد قَرّبَ الله المَسافة َ بَينَنا

  • فها أنا يحويني وإياهُ إيوانُ

  • أشكّ وقدْ عاينتهُ في قدومه

  • وَأمسَحُ عَنْ عَينيّ هلْ أنا وَسْنانُ

  • فهلْ قانعٌ مني البشيرُ بمهجتي

  • على ما بها من دائِها وَهيَ أشجانُ

  • سَأشكُرُ هذا الدّهرَ يَوْمَ لِقائِهِ

  • وَإن كانَ دَهراً لم يزَلْ وَهوَ خوّانُ

  • وحلبة ِ نصرٍ لا أرى فيه لاحقاً

  • وَقد سَبَقَتهمْ في الفَضائلِ فُرْسانُ

  • لقد عدمَ الغبراءُ فيها وداحسٌ

  • وَلم يَعدَمِ الأعداءُ عَبسٌ وَذُبيانُ

  • لَعَمْرُكَ ما في القوْمِ بَعدِيَ قائلٌ

  • فهَذا مَجَالٌ للجِيادِ ومَيدانُ

  • فدَعْ كلّ ماءٍ حينَ يُذكَرُ زَمْزَمٌ

  • ودعْ كلّ وادٍ حينَ يذكرُ نعمانُ

  • وما كلّ أرض مثلُ أرضٍ هي الحمى

  • وَما كلّ نَبتٍ مثلُ نَبتٍ هوَ البانُ

  • ومثلي وليٌّ هزّ عطفيكَ مدحهُ

  • وَإنْ شئتَ سلمانٌ وَإن شئتَ حسّانُ

  • ألا هكذا فليحسنِ القولَ قائلٌ

  • وَمثلُ صَلاحِ الدّين قد قلّ سلطانُ



أعمال أخرى بهاء الدين زهير



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط