الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بهاء الدين زهير >> جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا >>
قصائدبهاء الدين زهير
جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
بهاء الدين زهير
- جعلَ الرقادَ لكيْ يواصلَ موعدا
- من أينَ لي في حبهِ أنْ أرقدا
- وَهوَ الحَبيبُ فكيفَ أصْبَحَ قاتِلي
- وَالله لوْ كانَ العدوُّ لَمَا عَدَا
- كم راحَ نَحوي لائِمٌ وَغَدا وما
- راحَ الملامُ بمسمعيّ ولا غدا
- في كلّ معتدلِ القوامِ مهفهفٍ
- حلوِ التثني والثنايا أغيدا
- يحكي الغزالَة َ بَهجَة ً وَتَباعُداً
- ويقولُ قومٌ مقلة ً ومقلدا
- وكذاكَ قالوا الغُصنُ يشبهُ قدَّهُ
- يا قدَّهُ كلُّ الغُصُونِ لكَ الفِدَا
- يا رامياً قلبي بأسهمِ لحظهِ
- أحسبتَ قلبي مثلَ قلبكَ جلمدا
- وهَوَاكَ لوْلا جورُ أحكامِ الهوَى
- ما باتَ طَرْفي في هَواكَ مُسَهَّدَا
- وَإلَيكَ عاذِلُ عن مَلامة ِ مُغرَمٍ
- ما أتهمَ العذالُ إلاّ أنجدا
- أو ما ترى ثغرَ الأزاهرِ باسماً
- فرحاً وعريانَ الغصونِ قد ارتدى
- وَقَفَ السّحابُ على الرُّبى مُتَحَيّراً
- ومشى النسيمُ على الرياض مقيدا
- ويَشُوقُني وَجهُ النّهارِ مُلَثَّماً
- وَيَرُوقُني خَدُّ الأصيلِ مُوَرَّدَا
- وكأنّ أنفاسَ النسيمِ إذا سرتْ
- شكرتْ لمجدِ الدينِ مولانا يدا
- مولى ً لهُ في الناسِ ذكرٌ مرسلٌ
- ونَدًى رَوَتْهُ السُّحبُ عنهُ مُسنَدَا
- ألِفَ النّدى وَالسيفَ راحة ُ كَفّهِ
- فهما هُناكَ مُعرَّباً وَمُهَنّدَا
- وإذا استَقَلّ على الجوادِ كأنّهُ
- ظامٍ وقد ظَنّ المَجَرَّة َ مَوْرِدَا
- جعلَ العنانَ لهُ هنالكَ سبحة ً
- وغدا لهُ سرجُ المطهمِ مسجدا
- مولى ً بدا من غيرِ مسألة ٍ بما
- حازَ المُنى كرَماً وعادَ كَما بَدَا
- وأنالَ جوداً لا السحابُ ينيلهُ
- يوماً وإن كانَ السحابُ الأجودا
- يُعزَى لقَوْمٍ سادَة ٍ يَمَنيّة ٍ
- أعلى الوَرَى قَدْراً وأزْكى مَحتِدَا
- الحالبينَ البدنَ من أوداجها
- وَالمُوقِدينَ لهَا القَنَا المُتَقَصِّدَا
- والغالبينَ على القلوبِ مهابة ً
- والواصِلينَ إلى القُلوبِ تَوَدُّداً
- وَإذا الصّريخُ دَعاهُمُ لُملِمّة ٍ
- جعلوا صَليلَ المُرْهَفاتِ له صَدَى
- يا سَيّداً للمَكرُماتِ مُشَيِّداً
- لا فلّ غربكَ سيداً ومشيدا
- لكَ في المعالي حجة ٌ لا تدعى
- لمُعانِدٍ وَمحَجّة ٌ لا تُهتَدَى
- وافاكَ شهرُ الصومِ يا من قدرهُ
- فينا كليلة ِ قدرهِ لن يجحدا
- وَبَقيتَ حَيّاً ألفَ عامٍ مثلَهُ
- متضاعفاً لكَ أجرهُ متعددا
- والدهرُ عندكَ كلهُ رمضانُ يا
- مَن لَيس يَبرَحُ صائِماً مُتَهجّدَا
المزيد...
العصور الأدبيه