الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> ياصاحبَ القبرِ المنيرِ بيثربِ >>
قصائدالبرعي
ياصاحبَ القبرِ المنيرِ بيثربِ
البرعي
- ياصاحبَ القبرِ المنيرِ بيثربِ
- يا منتهى أملي وغاية َ مطلبي
- يا منْ بهِ في النائباتِ توسلي
- و إليهِ منْ كلِّ الحوادثِ مهربي
- يا منٍ نرجيهِ لكشفِ عظيمة ٍ
- ولحلِ عقدٍ ملتوٍ متصعبِ
- يا منْ يجودُ على الوجودِ بأنعمٍ
- خضرٍ تعمُّ عمومَ صوبِ الصيبِ
- يا غوثَ منْ في الخافقينِ وغيثهمْ
- وربيعهمْ في كلِّ عامٍ مجدبِ
- يا رحمة َ الدنيا وعصمة َ أهلها
- و أمانَ كلَّ مشرقٍ ومغربِ
- يا منْ نؤملُ منهُ كلَّ كرامة ٍ
- و نلوذُ في حرمِ الجنابِ الأغلبِ
- يا منْ نناديهِ فيسمعنا على
- بعدِ المسافة ِ سمعَ أقربِ أقربِ
- يا منْ هوَ البرُّ النقيُّ المنتقى
- سرُّ السرارة ِ طيبُ منْ طيبِ
- يامنْ سرى منْ مكة ٍ للمسجدِ
- الأقصى على ظهرِ البراقِ المنجبِ
- يامنْ تلقتهُ ملائكة ُ السما
- بخطابِ أهلا بالحبيبِ ومرحب
- يامنْ تناهى فوقَ سدرة ِ منتهى
- لعناية ٍ سبقتْ وحقٍّ موجبِ
- يامنْ يحنُ العرشُ والكرسيُّ إذ
- نودي لقربٍ فاقَ كلَّ مقربِ
- إنْ كانَ رؤيتكَ الرفيعة ُ في العلى
- منصوبة ً فالفعلُ فعلُ تعجبِ
- الحجبُ ترفعُ والجهاتُ أنيسة ٌ
- و المجتبى يغشاهُ نورُ المجتبى
- ولسانُ حالِ الوصفِ يهتفُ قائلاً
- يا نازلاٌ بجنابنا كالأجنبي
- سلْ يا محمدُ تعطَ وادعُ تجبْ وقلْ
- تسمعْ غداة َ الحشرِ وادنُ تقربِ
- ولكَ الوسيبلة ُ والفضيلة ُ فافتخرْ
- بشفاعة ٍ لخلاصِ كلِّ معذبِ
- والرسلُ تحتَ لواءِ عزكَ في مقا
- مِ الحمدِ ذي الحوضِ الهنىء ِ المشربِ
- ولقدْ بعثتَ لأمة ٍ أمية ٍ
- نوراً على الأكوانِ غيرَ محجبِ
- رأتِ الفضائلَ منكَ في حملٍ وفي
- طفلٍ ومقتبلِ الشبابِ وأشيبِ
- لما تلوثَ الوحى َ معجزة ً لهم
- سمعوا فبين مصدقٍ ومكذبِ
- وأقمتَ فيهمْ منذراً ومبشراً
- بتعطفٍو تلطفٍ وتأدبِ
- وعموا وصمموا واعتدوا فوعظتهمْ
- بالسيفِ يرعفُ والعتاقِ الشزبِ
- فأجابَ دعوتكَ الذي في سمعهِ
- وقرٌ إجابة َ خائفٍ مترقبِ
- و انقادَ ممتنعُ القيادِ مذللاً
- منْ بعدِ عزٍّ قاهرٍ متغلبِ
- فعلاَ منارُ الدينِ حينَ منعتهُ
- و رفعتهُ وقرنتهَ بالكوكب ِ
- فالحمدُ للهِ القرانُ شريعة ٌ
- و اللهُ ربٌ وابنُ آمنة ٍ نبي
- و الحقُّ متضحُ السبيلِ بأحمدٍ
- و لمذهبُ الإسلامِ أشرفُ مذهبِ
- ياسيدي إني رجوتكَ ناصراً
- منْ جورِ دهرٍ خائنٍ متقلبِ
- و جعلتُ مدحي فيكَ ياعلمَ الهدى
- سبباً وأنتَ وسيلة ُ المتسببِ
- فأقلْ عثارَ عبيدكَ الداعي الذي
- يرجوكَ إذْ راجيكَ غيرُمخيبِ
- و اكتبْ لهُ ولوالديهِ براءة ً
- منْ حرِّ نارِ جهنمَ المتلهبِ
- و اقمعْ بحولكَ مبغضيهِ وكلَّ منْ
- يؤذيهِ منْ متمردٍ متعصبِ
- و أجزِ بها عبدَ الرحيمِ كرامة ً الدَّ
- دارينِ خيرَجزاء نظمٍ معربِ
- و اشفعْ لهُ ولمنْ يليهِ وقمْ بهمْ
- في كلِّ حالٍ ياشفيعَ المذنبِ
- و عليكَ صلى ذو الجلالِ أتمٍّ ما
- صلى وسلمَ يا رفيعَ المنصبِ
- و على صحابتكَ الكرامِ وآلكَ ال
- أعلامِ أهلِ الفضلِ كلِّ مهذبِ
- ما غردتْ ورقُ الحمامِ وما انثنتْ
- عذبِ البشامِ ضحى بروحِ الزرنبِ
المزيد...
العصور الأدبيه