الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ >>
قصائدالبرعي
أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ
البرعي
- أغيبُ وذو اللطائفِ لا يغيبُ
- و أرجوهُ رجاءً لا يخيبُ
- وأسألهُ السلامة َ منْ زمانٍ
- بليتُ بهِ نوائبهْ تشيبُ
- وأنزلُ حاجتي في كلِّ حالٍ
- إلى منْ تطمئنُّ بهِ القلوبُ
- ولا أرجو سواهُ إذا دهاني
- زمانُ الجورِ والجارُ المريبُ
- فكمْ للهِ منْ تدبيرِ أمرٍ
- طوتهُ عنِ المشاهدة ِ الغيوبُ
- وكمْ في الغيبِ منْ تيسيرِ عسرٍ
- و منْ تفريجِ نائبة ٍ تنوبُ
- ومنْ كرمٍ ومنْ لطفٍ خفيٍّ
- و منْ فرجٍ تزولُ بهِ الكروبُ
- و ماليَ غيرُ بابِ اللهِ بابٌ
- و لا مولى سواهُ ولا حبيبُ
- كريمٌ منعمٌ برٌّ لطيفٌ
- جميلُ السترِ للداعي مجيبُ
- حليمٌ لا يعاجلُ بالخطايا
- رحيمٌ غيثُ رحمتهِ يصوبُ
- فيا ملكَ الملوكِ أقلْ عثاري
- فإني عنكَ أنأتني الذنوبُ
- و أمرضني الهوى لهوانِ حظي
- ولكنْ ليسَ غيركَ لي طبيبُ
- و عاندني الزمانُ وقلَ صبري
- وضاقَ بعبدكَ البلدُ الرحيبُ
- فآمنْ روعتي واكبتْ حسوداً
- يعاملني الصداقة َ وهوَ ذيبُ
- وعدِّ النائباتِ إلى عدوى
- فانَّ النائباتِ لها نيوبُ
- وآنسني بأولادي وأهلي
- فقدْ يستوحشُ الرجلُ الغريبُ
- ولي شجنٌ بأطفالٍ صغارٍ
- أكادُ إذا ذكرتهمُ أذوبُ
- ولكني نبذتُ زمامَ أمري
- لمنْ تدبيرهُ فينا عجيبُ
- هو الرحمنُ حولي واعتصامي
- بهِ وإليهِ مبتهلاً أنيبُ
- إلهي أنتَ تعلمُ كيفَ حالي
- فهلْ يا سيدي فرجٌ قريبُ
- و كم متملقٍ يخفي عنادي
- وأنتَ على سريرتهِ رقيبُ
- و حافرِ حفرة ٍ لي هارفيها
- وسهمُ البغى يدري منْ يصيبُ
- و ممتنعِ القوى مستضعفٍ لي
- قصمتَ قواهُ عني ياحسيبُ
- و ذي عصبية ٍ بالمكرِ يسعى
- إلى َّ سعى بهِ يومٌ عصيبٌ
- فيا ديانَ يومِ الدينِ فرجْ
- هموماً في الفؤادِ لها دبيبُ
- وصلْ حبلي بحبلِ رضاكَوانظرْ
- إلى َّ وتبْ على َّ عسى أنوبُ
- وراعي حمايتي وتولى نصري
- وشدَّ عرايَّ إن عرتِ الخطوبُ
- وأفنِ عدايَ واقرن نجم حظي
- بسعدٍ ما لطالعهِ غروبُ
- وألهمني لذكركَ طولَ عمري
- فإنَ بذكركَ الدنيا تطيبُ
- وقلْ عبدُ الرحيمِ ومنْ يليهِ
- لهمْ في ريفِ رأفتنا نصيبُ
- فظني فيكَ يا سيدي جميلٌ
- و مرعى ذودُ آمالي خصيبُ
- وصلِّ على النبيِّ وآلهِ ما
- ترنمَ في الأراكِ العندليبِ
المزيد...
العصور الأدبيه