الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا >>
قصائدالبرعي
أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا
البرعي
- أراني ما ذكرتُ لكَ الفراقا
- و دمعكَ واقفٌ إلا هراقا
- بلحظكَ لا هجرتَ وأيِّ لحظٍ
- أراقَ دمي وأيِّ دمٍ أراقا
- لقدْ طالَ المطالُ على َّ لولا
- خيالكَ زارَ مضجعي استراقا
- و ما شيٌْ بأعظمَ منْ جسوم
- مفرقة ٍ وأرواحٍ تلاقى
- فكمْ سمحَ الهوى بدمي ودمعي
- و كلفني بكمْ ولهاً وشاقاً
- و أمرضني وأضرمَ نارَ وجدي
- و ذلكَ مذهبُ الحبِّ اتفاقا
- و لوْ كانَ الهوى العذريُّ عدلاَ
- لحملَ كلَّ قلبٍ ما أطاقا
- إذا هبَّ الصبا النجديُّ وهناُ
- بريحِ الرندِ أطربني انتشاقا
- و لمْ أهوَ الكثييبَ وساكنيهِ
- و لا مصرَ الخصيبِ ولا العراقا
- و لا شوقي لكاظمة ٍ ولكنْ
- إلى منْ سادَ أمتهُ وفاقا
- محمدٍ المخصصِ باسمِ أحمدْ
- منَ المحمودِ كانَ لهُ اشتقاقا
- إمامِ المرسلينَ ومنتقاهمْ
- و أكرمهمْ وأطهرهم نطاقا
- نبيٌّ أنزلْ الرحمنُ فيهِ
- تباركَ والضحى والانشقاقا
- كتاباً ذا صراطٍ مستقيمٍ
- مبينِ لا افتراءَ ولا اختلاقا
- فلا برحَ الغمامُ يجودُ أرضاً
- نرى لضياءِ قبتها ائتلاقا
- بها شمسٌ تفوقُ الشمسَ نوراً
- و بدرٌ يلبسُ البدرَ المحاقا
- هوَ الكرمُ الذي ملأ البرايا
- هوَ العلمُ الذي ركبَ البراقا
- نبيٌّ لمْ يزلْ يسمو علواً
- إلى أنْ جاوزَ السبعَ الطباقا
- نضاهُاللهُللإسلام ِ سيفاً
- أزالَ بهِ الضلالة َ والنفاقا
- فكانَ لأهلِ دينِ اللهِ عزاً
- و للهيجاءِ حينَ تقومُ ساقا
- أبادَ المشركينَ بكلِّ ثغرٍ
- و قادَ الخيلَ شاذبة ً وساقا
- و فرَّقَ شوكة َ الفرقِ الطواغي
- و أروى منهمُ القضبُ الرقاقا
- و أقدمَ والصوافنُ صافناتٌ
- و قدْ ضربَ العجاجُ لها رواقا
- و عادتْ شامخاتُ الفكرِ وهداً
- و أمشى فوقهُ الخيلَ العتاقا
- و منَّ على الأساري يومَ بدرٍ
- وفادى بعدَ ما شدَّالوثاقا
- و عمَّ الخلقَ مكرمة ً وجوداً
- فلماجادَفارقَما أذاقا
- أتقبلُ يا محمدُ عذرَ عبدٍ
- يحنُّ إليكَ منْ برعِ اشتياقا
- حججتُ ولمْ أزركَ لسوءِ حظي
- و عبدُ السوءِ يعتادُ الإباقا
- و منْ لي أنْ أسلمَ منْ قريبٍ
- و ألتثمُ الترابَ ولوْ فواقا
- و أنظرُ قبة ً ملئتْ جمالاً
- و أشبعُ منْ جوانبها عناقا
- أتاكَ الزائرونَ منَ النواحي
- يحثونَالسوابقَو النياقا
- و عاقتنيذنوبي عنكَ فاعلمْ
- بأنَّ الذنبَ أوقفني وعاقا
- فصلْ عبدَ الرحيمِ بحبلِ جودٍ
- تعمُّبهِالأحبة َ والرفاقا
- أتيتكَ سيدي بالعذرِ فاعطفْ
- على َّ إذا الفضاءُ عليَّ ضاقا
- قصرتْ خطاي عنكَ منَ الخطايا
- و ذنبي لمْ أطقْ معهُ انطلاقا
- فكنْ ظلي غداًو شفيعَ ذنبي
- و حوضكَ فاسقني منهُدهاقا
- و آنسْبالقبولِ غريبَ لفظي
- و نفسْ عنْ مؤلفهِالخناقا
- فقدْ ملكتني الأوزارَ عبداً
- و لكني رجوتُ بكَ العتاقا
- و كيفَ يخافُ لفحَ النارِ مثلي
- وجارُ حماكَ لمْ يخفِ احتراقا
- عليكَ صلاة ُ ربكَ ما تبارتْ
- رياحُ الجوِّ تستبقُاستياقا
المزيد...
العصور الأدبيه