الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> كلُّ شيءٍ منكمْ عليكمْ دليلُ >>
قصائدالبرعي
كلُّ شيءٍ منكمْ عليكمْ دليلُ
البرعي
- كلُّ شيءٍ منكمْ عليكمْ دليلُ
- وضحَ الحقُّ واستبانَ السبيلُ
- أحدثَ الخلقَ بينَ كافٍ ونونٍ
- منْ يكونُ المرادُ حينَ يقولُ
- منْ أقامَ السماءَ سقفاً رفيعاً
- يرجعُ الطرفُ عنهُ وهوَ كليلُ
- و دحا الأرضَ فهيَ بحرٌ وبرٌ
- ووعورٌ مجهولة ٌ وسهولُ
- و جبالٌ منيئة ٌ شامخاتٌ
- و عيونٌمعينة ٌ وسيولُ
- و رياحٌ تهبُ في كل ِجوٍ
- و سحابٌ يسقي الجهاتِ ثقيلُ
- و رياشٌ بكمٌ وشمسٌ وبدرٌ
- و نجومٌ طوالعٌ وأفولُ
- حكمة ٌ تاهتِ البصائرُ فيها
- و اعتراها دونَ الذهولِ ذهولُ
- فالسماواتُ السبعُ والعرشُ والكر
- سيُّ والحجبُ ذكرها التهليلُ
- و جميعُ الوجودِ يسجدُ شكراً
- لمبيدِ الوجودِ جلَّ الجليلُ
- ممسكُ الطيرِ في الهواءِ ومحي
- الحوتَ في الماءِ فهو كافٍ كفيلُ
- سرمدى ُّ البقاِ أخيرٌ قديمٌ
- قصرتْ عنْ مدى علاهُ العقولُ
- حيثُ لمْ يشتملْ عليهِ مكانٌ
- يحتويهِ أو غدوة ٌ وأصيلُ
- منْ لهُ الملكُ والملوكُ عبيدٌ
- و لهُ العزُّ والعزيزُ ذليلُ
- كلُّ شيءٍ سواهُ يبلي ويفني
- و هَو حيٌّ سبحانهُ لا يزولُ
- ألفتْ برهُ البرايا فهمْ في
- رحمة ٍ ظلها عليهمْ ظليلُ
- سيدي أنتَ مقصدي ومرادي
- أنت حسبيَ وأنتَ نعمَ الوكيلُ
- أحيِ قلبي بموتِ نفسي وصلني
- و أنلني إنَّ الكريمَ ينيلُ
- و أجرني منْ كلِّ خطبٍ جليلٍ
- قبلَ قولِ الوشاة ِ صبرٌ جميلُ
- و افتقدني برحمة ٍ واقلني
- من عثارى فإنني مستقيلُ
- كيفَ يظمأُ قلبي وعفوكَ بحرٌ
- زاخرٌ طافحٌ عريضٌ طويلُ
- ربِّ صفحاً فإنًّ ذنبي كبيرٌ
- و اصطباري على العذابِ قليلُ
- لا تؤاخذْ عبدَ الرحيمِ بقولٍ
- أو بفعلٍ وأنتَ برٌّ وصولُ
- فهوَ يرجو رضاكَ عنهُ وعن ذي
- رحمٍ همْ فروعهُ والأصولُ
- كلهمْ خائفونَ منك فآمنْ
- خوفهمْ إن ألمَّ هولٌ مهولُ
- و الرجا فيكَ والرضاَ منكَ فضلٌا
- و لكَ المنُّ والعطاءُ الجزيلُ
- وعلى المصطفى النبيِّ صلاة ٌ
- أحمدَ الهاشميِّ نعمَ الرسولُ
- و على الآلِ ما سرى برقُ نجدٍ
- أو تثنى في الاثلِ غصنُ يميلُ
المزيد...
العصور الأدبيه