الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البرعي >> ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ >>
قصائدالبرعي
ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ
البرعي
- ذرونيَ أبكي بعدَ جيرة ِ ثهمدِ
- و أحدثُ عهداً في بقية ِ معهدي
- و أندبُ آثارَ الفريقِ بلوعة ٍ
- و لاعجِ وجدٍ بعدهمْ متجددِ
- و مالي لا أبكي وقدْ عزموا النوى
- غداة َ افترقنا منْ مغيرٍ ومنجدِ
- فما ودعوني يومَ جدَّرحيلهمْ
- ولا زودوني نظرة َ المتزودِ
- و لا رحموا قلباً يحومُ على الحمى
- و لا حفظوا ميثاقَ عهدٍ مؤكدِ
- فليتَ الهوى العذريِّ أعقبَ راحة ً
- لمطلقِ دمعٍ عنْ غرامٍ مقيدِ
- و ليتَ زمانَ الوصلِ أرخى عنانهُ
- فتبلغني الآمالُ غاية َ مقصدي
- خليليَّ منْ حيَّ ابنِ خولانَ أسعدا
- رفيقكما فالدهرُ ليسَ بمسعدِ
- و لا تسألاني عنْ فؤادٍ مضيعٍ
- فإنَّ فؤادي في الطرافِ الممددِ
- و يا ممرضي بالغورِ غورِ تهامة ٍ
- أعدْ مرضي فيهمْ وعدْ لي تعودي
- و خلِّ عيونَ العينِ تسترقُ النهى
- و ترمي العميدَ الصبَّ في كلِّ معمدِ
- فقد لاحَ لي تحتَ الستائرِ طلعة ٌ
- أذابتْ بنورِ الحسنِ قلبي وأكبدي
- إذا نزلَ العشاقُ في عرصاتها
- رأوا عجباً منْ نورها المتصعدِ
- فكمْ حولها منْ هائمينَ بحبها
- و بينَ يديها منْ ركوعٍ وسجدِ
- رعى اللهُ أيامأ مضتْ بسويقة ِ
- و لذة َ عيشِ بالأباطحِ مرغدِ
- يقولونَ كمْ تحكى وكمْ تذكرُ الحمى
- و تستنشدُ الأشعارَ منْ كلِّ منشدِ
- فقلتُ لهمْ خلوا سبيلي فإنني
- أروحُ على حكمِ الغرامِ وأغتدي
- و ما شاقني برقٌ بأبرقِ رامة ٍ
- و لا نغماتٍ منْ حمامٍ مغردِ
- و لا نسماتُ الريحِ تنثرُ لؤلؤاً
- منَ الطلِّ عنْ زهرٍ كدرٍّ منضدِ
- بلى شاقني الوجهُ السعيدُ الذي به
- تشعشعَ نورُ الحقِّ فيِ كلِّ مشهدِ
- أعادَ علينا اللهُ منْ بركاتهِ
- و أوردنا منْ برهِ خيرَ موردِ
- فذلكَ يستسقى الغمامُ بوجههِ
- و يفتحُ فيِ أسرارهِ كلَّ موصدِ
- إذا ما رأتْ عيناكَ بهجة وجههِ
- رأت بدرَ تمّفي منازلِ أسعدِِ
- و إنْ لثمتْ يمناكَ يمناهُ فالتزمْ
- بركنٍ سوى ركنٍ منَ البيتِ أسودِ
- لهُ سيرة ٌ مرضية ٌ وسريرة ٌ
- تضيءُ بنور السنة ِالمتوقدِ
- إمامٌ بهِ الدنيا تجلى ظلامها
- و لاحَ سبيلُ الرشدِ عنْ خيرِ مرشدِ
- سما بشعارِ الصالحينَ وهديهمْ
- و أحيا منارَ الدينِ بعدَ محمدِ
- إذا ما ذكرنا الأكرمينَ فإنهُ
- هو الكوثرُ الفياضُ والعارضُ الندي
- و مهما امتدحنا الصالحينَ فمدحه
- بهِ نختمُ الذكرَ الجميلَ ونبتدي
- فللهِ منْ غوثٍ لكلِّ مؤملٍ
- و سيفٍ على الأعداءِ ليسَ بمغمدِ
- و معقلِ عزٍّ يلتجا بجنابهِ
- و يروى ببحرٍ منْ عطاياهُ مزبدِ
- فيا سيدي إنَّ الزمانَ معاندي
- و أنتَ لنا نورٌ بكَ الناسُ تهتدي
- وظلكَ ممدودٌ على كلِّ مسلمٍ
- وفضلكَ مبذولٌ لكلِّ موحدِ
- ولكنني أشكو إليكَ نوائباً
- يعزُّ لها صبري ويفنى تجلدي
- فلا قرَّ قلبي بلْ ولا كفَّ مدمعي
- ولا لذَّ لي عيشي وشربي ومرقدي
- و في بيتِ رغمٍ إخوتي وأحبتي
- مقيمونَ في ليلٍ منَ الهمِّ سرمدِ
- وإنَّ الفقيهَ المعجلى ضاقَ ذرعهُ
- لعتبكَ يا مصباحَ غورٍ وأنجدِ
- أتاهمْ كلامٌ منكَ يا با محمدٍ
- يهدُّ الرواسي فاقتصدْ وترودِ
- فإنْ كانَعنْ ذنبٍفعفوكَ واسعٌ
- و إنْ لمْ يكنْ ذنبٌ فلا ترضِ حُسَّدي
- و حاشاكَ تحمى الأرضَ شرقاً ومغرباً
- و تهملُ إخوتي وتظلمُ مسجدي
- فأسبلْ عليهمْ سترَ صفحكَ واحمهمْ
- بجاهكَ يا مولايَ منْ كلِّ معتدي
- و قمْ بي فإني وابنِ عمي وكلَّ منْ
- يلينا نرجي جاهَ وجهكَ سيدي
- و هاكَ منَ الدرِّ النضيدِغرائباً
- مؤلفها عبدُ الرحيمِ بنُ أحمدِ
- و لمْ أبغِ منكمْغيرَ صالحِ دعوة ٍ
- يطولُ بها باعي وتعلو بها يدي
- و بعدَ صلاة ُ اللهِ ثمَّ سلامهُ
- على خيرِ فرعٍ طالَ منْ خيرِ محتدِ
- محمدٍ السامي الفخارِ وآلهِ
- حماة ُ ثغورِ الدينِ منْ كلِّ ملحدِ
المزيد...
العصور الأدبيه