الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> يحيى السماوي >> بهمومنا لا بالخمور >>
قصائديحيى السماوي
- بهمومنا لا بالخمور سكارى
- وليأسنا لا للعداة أُسارى
- نمتار سُهداً حين يقربنا الدجى
- ونفرّ من ضوء الشموس نهارا
- نلقي على الينبوع زلّة نارنا
- أن ليس يطفىء لو غفونا نارا
- ونقيم بين قلوبنا ويقينا
- للشك سدّاً مانعاً وجداراً!
- نعدو وراء السافحين دماءنا
- أن يمنحوا بستاننا أمطارا
- كم مبدلٍ بالمكرمات خطيئة
- واختار في وضح النهار عِثارا
- يمضي نميراً للمبيح نجيعه
- ويدكّ فوق الأقربين ديارا
- زمن! رأينا فيه كلّ رزيئة
- ضِعنا به فوق الدروب نِثارا
- فكأننا لسنا عشير المصطفى
- هذا الذي رفع الجهاد شعارا
- وكأنما «الصديق» لم يغرس لنا
- شجراً أفاء بظله الأمصارا
- وكأنما «الفاروق» ما صلّى بنا
- في «القدس» لمّا فرّق الأشرارا
- وكأنما «عثمان» لم يسرح لنا
- من مقلتيه على دجى أنوارا
- وكأن «خيبر» لم يقوّض بابها
- يوماً «عليٌّ» حين كرّ وثارا
- وكأننا.. وكأننا.. وكأننا
- صرنا على دين اليهود غيارى!
- مدّ القريب يداً لغاصب أرضه
- أمّا البعيد فقد حباه مزارا!
- زمن! ينيب به الكبار صغارا
- كي يُرجعوا شرفاً لنا وذمارا!
- أمّا الأسنة والسيوف وخيلنا
- فلقد أنابت في الوغى أحجارا!
- زمن! يصير الجبن فيه بطولة
- والعار مجداً والكرامة عارا!
- زمن! تبيع به السياسة أمّة
- والقيد يصبح في الخنوع سوارا
- تخشى من الموت الجميل شهادة
- ونكاد نحسب شوك ذلّ غارا!
- نعدو لنرتشف السراب ونستقي
- ضرع الهجير ونأنف الأنهارا!
- فعلام هاتيك الجموع استشهدت
- إن كان قائدها أقام حوارا؟
- سقط القناع عن القناع فلم تعدْ
- تلك البيارق تلفتُ الأنظارا
- ربّاه قد شلّ اليسار يميننا
- ويميننا ربّاه شلّ يسارا!
- عَطُلَتْ سواعدنا وأوهن عزمنا
- خدرٌ وأدمنت الخيول خوارا
- ولقد نمجّد في السياسة فاجراً
- باسم النضال ونشتم الأبرارا!
- حتّام نلقي اللوم في أعدائنا
- إن كان صرح جهادنا منهارا؟
- ياقدس قد رخص النضال وأرخصت
- شهب المناصب باسمك الأسعارا!
- ياقدس قد باعوك سرّاً فاسألي
- طابا» عساها تكشف الأسرارا!
- ياقدس ما خان الجهاد.. وإنما
- خان الذي باسم الجهاد تبارى!
- أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست
- سرّاً وبايع باسمنا الأحبارا!
- لا تأملي باللائمين عدوّنا
- نصراً، ولا بعدونا إيثارا
المزيد...
العصور الأدبيه