الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> يحيى السماوي >> بغداد والخمسون >>
قصائديحيى السماوي
- ظميء.. واللهيب هَمِيْ
- فما يحسو سوى ضَرَمِ
- يُفتشُ في صحارى العشقِ
- عن مُستعذَبٍ شَبِمِ
- وفانوسٍ ينشُّ به
- عثارَ طريقه العَتِمِ
- يُقوِّسُ ظهرَهُ تعَبٌ
- يشدُّ يداً إلى قدَمِ
- ينامُ على ندى أمَلٍ
- فيوقظه لظى ألَمِ
- ويسْتجدي من الأيام
- صفواً بعد مُحْتدَمِ
- به شغفٌ.. ويُخجِلهُ
- تصابي العاشقِ الهَرِم
- يراودُهُ على شفتيه
- ثغرٌ للرحيق سمي
- رأى نبعاً.. فصاح القلبُ :
- ياهذا الذبيحُ صُم
- ومئذنة.. فقال لها :
- متى تكبيره الهِمَم ؟
- متى الإمساكُ عن جزعٍ
- وعن بَطرٍ وعن سأم؟
- وعن عَسَلِ الخنوع يشلُّ
- همَّة أشرفِ الأمم؟
- ظميء.. والنهارُ ظمي
- إلى شمسٍ من القيَمِ
- يَغُّذ إلى الديار السيرَ
- في صحوٍ وفي حُلم
- فما جازتْ ركائبُهُ
- سوى سطرين من كَلِم:
- إلهي جفّ طيقف العمر
- لا أقوى على سَقمِ
- إلهي صُنْ عراقَ الروحِ
- من هوجاءِ مُضطرَمِ
- تجيّشتِ الهمومُ عليه
- من سفحٍ إلى قمَمِ
- فمن جوع إلى وجع
- ومن ضيْم إلى ظلم
- ولا من حيلة فأحوْلُ
- بين أسى ومغتنم
- أنا الراعي، وعاطفتي
- عصاي.. وأضلعي غنمي
- دمي مرعايَ.. والينبوعُ
- دمعي.. والوجاقُ فمي
- أنادمُ في هزيع العمرِ
- ما أهرقتُ من ديم
- وقد مَلكَ الهوى مني
- ندى روحي ودفء دمي
- عشقنا.. فانتهينا
- بَيْن مُتَّهِمٍ ومُتَّهَمِ!
- كلانا نادمٌ.. والعشقُ
- قد يُفضي إلى ندَمِ!
- ***
- ***
- ويابغداد و«الخمسون»
- بدءُ صبا يدي نِعَم
- ونافذة ـ لذي ألم
- ولا أملٌ ـ على رِمَم
- نُحشِّمُ مَنْ وكلّ فيه
- جرحٌ غيرُ ملتئم؟
- فلا من حزم «هارونٍ»
- ولا من عزم «معتصم»
- لمن نشكو و«قاضي العصر»
- ما أبقى على قيم؟
- أضاع بصيرة وغفا
- على ريشٍ من الصَمَمِ
- ***
- ***
- ظميء.. والشراع ظمي
- إلى نهريك والنَسَمِ
- إلى نخل السماوة زُفَّ
- بعد الصبرِ للدِّيَمِ
- وفاختةٍ إذا هَدَلتْ
- أثار هديلها نغمي
- وحَفَّزت المِداد يصبُّ
- كأسَ الحبِ من قلمي
- سلاماً يانميرَ الروحِ
- من قلبٍ إليكَ ظمي
المزيد...
العصور الأدبيه