الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> يحيى السماوي >> أرحلوا عن وطني >>
قصائديحيى السماوي
- هذه الأرضُ التي نعشقُ
- لا تُنْبِتُ وردَ الياسمينْ
- للغزاةِ الطامعين
- والفراتُ الفَحْلُ
- لا ينجبُ زيتوناً وتينْ
- في ظلالِ المارقينْ
- فأرحلوا عن وطني المذبوحِ شعباً
- وبساتينَ. . .
- وأنهاراً وطينْ
- وأتركونا بسلامٍ آمنينْ
- نحن لا نَسْتَبدلُ الخنزيرَ بالذئبِ
- ولا الطاعونَ بالسُلِّ
- وموتاً بالجُذامْ
- فأرحلوا عن وطني. . .
- هذه الخوذةُ
- لا يمكن أنْ تصبحَ عشاً للحَمامْ
- فأرحلوا عن وطني. .
- والدمُ المسفوحُ لن يصبحَ أزهارَ خَزامْ
- فأرحلوا عن وطني. . .
- والبساتينُ التي غادرها النبعُ
- وما مرَّ عليها منذ جيلين الغمامْ
- تصرخ الآن : أرحلوا عن وطني
- وأرفعوا- قبل العقوباتِ- أياديكمْ
- عن الشعبِ المضامْ
- حَزّرونا منكم الآنَ. .
- ومن زيف الشعاراتِ. . .
- وتجارِ حروبِ - النفطِ والشفطِ-
- وأصحابِ حوانيتِ الشعبِ
- أدِلاّءِ جيوشِ الإحتلال
- فأرحلوا عن وطني. .
- وأشربوا نخبَ أنتصارِ القائدِ الَسَجَّانِ
- في الحربِ على الشعبِ السَجينْ
- نحن مهزومون حتى قبل أن تبتدئ الحربُ
- حقولٌ تشحذُ القمحَ
- وطينْ
- سال منه الدمُ من بوابة القصرِ
- إلى النهر الحزينْ
- فأرحلوا عن وطني
- وأمنحونا فرصةَ الدفنِ لموتانا
- وأنْ نَخْرِجَ من تحت الركامْ
- جُثَثاً ما بلغتْ عُمْرَ الفِطامْ
- فارحلوا عن وطني
- من قبل أنْ يَنْتَفِضَ النخلُ العراقيُّ
- ويستلَّ سيوفَ الإنتقامْ
المزيد...
العصور الأدبيه