الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> مكة؟! >>
قصائدمحمد حسن فقي
- شَجانا مِنْكِ يا مَكَّةُ ما يُشْجى المُحِبِّينا!
- فقد كُنْتِ لنا الدُّنيا
- كما كنْتِ لنا الدِّينا!
- وكنْتِ المَرْبَعَ الشَّامخَ
- يُرْشِدُنَا ويَهْدِينا!
- وكنْتِ الدَّارةَ الشَّمَّاءَ
- تُكْرِمُنا وتُؤْوِينا!
- وكنْتِ الرَّوضَةَ الغَنَّاء
- تُلْهِمُنا وتُعْلِينَا!
- فما أَغْلاكِ يا مكَّةُ أَنْجَبْتِ المَيامِينا!
- وما أَحْلاكِ يا مكَّةُ
- ما أحلا القرابينا!
- نُقَدِّمُها لِمجْدِ الله
- يُسْعِدُنا ويُدْنينا!
- * * *
- أيا مَوْطِنَ مِيلادي
- لقد شَرَّفْتِ مِيلادي!
- كأَنِّي وأنا النُّطْفَةُ
- كُوشِفْتُ بِأعْيادي!
- وكانَ صِبايَ تغريداً
- كأَنِّي البُلبُلُ الشَّادي!
- يَرى في الرَّوْضِ والغُدْرانِ
- ما يَنْشُدُه الصَّادي!
- وما كانت سوى الأَّقْداسِ
- أَوْدَعَها بِها الهادي!
- فَسُبْحانَ الذي كَرَّمَ منها الطَّوْدَ والوادِي!
- فكانا سادةَ الأَرْضِ
- بأغوارٍ وأَنْجادِ!
- فَهَلِّلْ يا صِبايَ الغَضَّ
- أَنْتَ سَلِيلَ أَمْجادِ!
- * * *
- وكانَ شَبابيَ المَجْدُودُ
- بين ظِلالِها يًنْمُو!
- ويَمْرَحُ بَيْنَ أَتْرابٍ
- شمائِلُهم هي الغُنمُ!
- فَكلُّ سِماتِها شَمَمٌ
- وكُلُّ لِداتِها شُمُّ!
- هي الأُمُّ التي احْتَضَنَتْ
- فبُورِكتِ النَّدى. الأُمُ!
- فَلَيْس لَنا بِها هَمٌّ
- سِواها فهي الهَمُّ!
- يُزيدُ لها حياةَ المَجْد
- وهي المَجْدُ والكَرَمُ!
- سَقَتْها السُّحْبُ
- ما يَخْضَرُّ منه القاعُ والأكَمُ!
- فما أَكْرَمَ ما أَشدَتْهُ
- ما يَسْمو به القلم!
- * * *
- أَلا يا مَكَّةُ العَصْماءُ
- يا حب الملايين!
- وذات المَجْدِ في الدُّنيا
- وذات المجْدِ في الدِّينِ
- لقد أَنْجَبتِ من أَنْجَبْتِ
- من غُرِّ المَيامِين
- فَكانُوا النُّورَ لِلْعالَمِ
- في كُلِّ الميَادينِ!
- وكانوا الخُلُق السَّاِميَ
- يَعْلُوا بالمَساكينِ!
- فَيَرْفَعُهم إلى الذُّرْوَةِ
- تَصْبو لِلْمضَامِين..!
- فما يَعْنُونَ بالأَشْكالِ
- تَسْخَرُ بالمجانِين!
- كُفينا بِكِ يا مَكَّةُ
- مِن شَرِّ الشَّياطِينِ!
- * * *
- يا حَنِيني لِمًكَّتي رَغْمَ بُعْدي
- عن ثراها الزَّكِيِّ.. عن أَبنائِهْ!
- أنا مِن ذلك الثَّرى قد تكَوَّنْتُ
- وفي ظِلّهِ وظِلِّ سَمائِهْ!
- كيف لا أَسْتَعِرُّ مِن حُبِّه الهادِي
- ولا أَسْتَطيلُ مِن إطْرائِهْ؟!
- هُولِي خَيْرُ ما أَسْتَحِلُّ من الحُبِّ
- وما أَسْتَطيبُ من آلائِهْ!
- ذِكْرياتي مُنْذْ الصِّبا عَنْه حَتَّى
- شِبْتُ. كانَتُ لِلقلبِ خيْرَ غّذائِهْ!
- لًيْتَني ما ارْتَحَلْتُ.. ولا غَابَ عَنِ العَيْنِ سَرْمَدِيُّ سَنائِهْ!
- تِلْكَ كانَتْ مَرَابعُ العِزِّ والصَّبْوةِ
- في ناسه. وفي أندائِهْ!
- أَتمَنَّى البَطْحاءَ تِلْكَ لِمَثْوَايَ ندِيّاً في صُبْحِه ومَسائِهْ!
- بّيْن أَهْلي وَبَيْن صَحْبي فما أَطْيَبَ هذا الرُّقادَ في بَطْحائِهْ!
- رَبِّ إنَّ اللِّقاءَ أَمْسى قَريباً
- فأَرِحْنِي بِمَنِّه وعطائِهْ!
- إنَّ رُوحي مِن الآثامِ تَلَظىَّ
- فهو يَخْشى مِن جُرْمِهِ واجْتِرائِهْ!
- فَعَساهُ يَلقى بِعَفوِكَ عَنْه
- ما يُرِيحُ الأَثيمَ مِن بُرَحائِهْ!
- كانَ إيمانُهُ قَوِيّاً نَقِيّاً..
- لم يُعَكِّرْ جُنُوحُهُ مِن صَفائِهْ!
- أّنْتَ تَدْرِي به.. وتَعْرَفُ نَجْواهُ
- فَخَفِّفْ عنه شَدِيدَ بَلائِهْ!
- * * *
- أَيُهذا الإيمانُ.. يا بَلْسَمِي الشَّافي شَفَيْتَ السَّقيمَ مِن أَدْوائِة!
المزيد...
العصور الأدبيه