الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> بطرت .. فزلت >>
قصائدمحمد حسن فقي
- ساءلَتْني عن تَباريحِ الهوى
- في مَجاليهِ.. صُدوداً ووِصالْ!
- وهي تَرْنو لي بِطَرْفٍ ساحِرٍ
- يَصْطَفي. أو يجتوي شُمَّ الرِّجالْ!
- ساءَلَتْني فَتلعْثَمْتُ ولم...
- أَجِدِ الرَّدَّ على هذا السُّؤالْ!
- هي تَدْري بالذي تَسْألُني
- عنه.. تدريه عُيُوباً وخلالْ!
- وهي من طُغْيانِها في طَنَفٍ
- تَشْتَهي سُفْلاهُ رَبَّاتُ الحِجالْ!
- مُشْرِفٍ يَجْعلُها في نَجْوَةٍ
- عن يَمِينٍ تَحْتَويها أَوْ شِمالْ!
- تَتَجلىَّ من دَلالٍ قاهرٍ..
- يَدعُ الفِكْرَ مَهيضاً والخَيالْ!
- وبَدا في وَجهِها ما شَفَّني..
- فَتَهاوَيْتُ وأَوْجَزْتُ المقالْ!
- قُلْتُ يا فاتِنَتي إنِّي هَوَى..
- ضَلَّ في الدَّرْبِ وأعْياهُ الكلال!
- سار في رَكْبِكِ حِيناً واسْتَوى
- فَتْرَةً ثُمَّ هَوى بَيْنَ النِّصالْ!
- ضَرَّجَتْهُ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُ
- رأْفَةٌ مِنْكِ.. وما أَشْقى الضَّلالْ!
- ولقد شاهَدْتِهِ جُرْحاً نَأى
- عنه مَن يَضْمدُه قَبْلَ الوبالْ!
- فَتَبَسَّمْتِ وأعْرَضْتِ رِضىً
- مِنْكِ بالوَيْل اعْتَراني والخبالْ!
- فَتَمالكْتُ ولم أَشُكُ الضَّنى
- والهَجِيرَ الحارِقِي بَعْد الظِّلالْ!
- جَبَرُوتٌ يَشْتَفي مِن هالِكٍ
- كانَ يُولِيهِ اعْتِلاءً ونَوالْ!
- ما الذي تَبْغِينَهُ يا فِتْنَتي
- بعد أن ساء بِمُضْناكِ المآلْ؟!
- أَنْتِ من جَرَّعَه الكَأْسَ الَّتي
- صَرَعَتْهُ.. فهو سُقْمٌ واعْتِلالْ!
- كانَ مَرْمُوقاً فَحاوَلْتِ الذي
- سَوْف يُبْدِيه لَقىً بيْن الرِّمالْ!
- لا. فما أَخْسَرَها مِن رغبة
- لم تَنَلْ مِنِّي.. والحَرْبُ سِجالْ!
- أنا يا فاتِنَتي رَغْمَ الأَسى
- جَبَلٌ ما خَرَّ يَوْماً في النِّزالْ!
- ولقد عُدْتُ لرشدي فاجْتَوَتْ
- مُهْجَتي الحَرَّى ترانيم الجمال!
- لم أَنَلْ منه سوى أَرْزائِهِ
- وهي أرْزاءٌ على الحُرِّ ثِقالْ!
- صِرْتَ في عَيْنَيَّ. صِرْتي شَبحاً
- مَلَّهُ القَلْبُ. وما أَحْلى المَلالْ!
- وَتَنوَّرْتُ سَبيلي في الدُّجى
- بعدما كان الدجى يخفي النِّمالْ!
- أَنْتِ. ما أَنْتِ سوى أحبولة
- وأنا الكارِهُ أَوْهاقَ الحِبالْ!
- وأنا الشَّامِتُ في الحُسْنِ الذي
- شاخَ في قَلْبي صِباهُ واسْتَحالْ..!
- وأنا السَّالي فما يُرْجِعُني..
- لِلْهوى الماجِنِ شَوْقٌ وابْتِهالْ!
- فَهُما منها.. وما أكْذَبَها
- حِينما تُقْسِمُ.. مكْرٌ واحْتِيالْ!
- * * *
- إنَّما أقْدارُنا يا فِتْنَتي
- عادِلاتٌ. وهي أَغْلالٌ ثِقالْ!
- حرَّرتْني مِنْكِ ثم اسْتَحْكَمَتْ
- فيكِ لَمَّا أَنَسَتْ مِنْكِ السَّفالْ!
- فاصْبِري وامْتَثِلي يا طالَما
- كنْتِ لِلأَحْرارِ سِجْناً واعْتِقالْ!
- ولقد كنْتِ سُهاداً قاتِلاً..
- لِعُيُونٍ كابَدتْ هَوْلَ اللَّيالْ!
- فاذْكُرِيها.. فهي لم تَنْسَ الذي
- كانَ مِن عَسْفِكِ كالداء العُضالْ!
- فَسَيلْقاكِ سهادٌ مِثْلَها..
- وعُضالٌ لا يُعافِيكِ بِحالْ!
- فَتَسامِي رُبَّما تَلْقاكِ في
- غَدِكِ الحالِكِ أنْوارُ الهِلالْ!
- رُبَّما كانَ التَّسامي عِصْمةً
- بِدُمُوعِ غالِياتٍ كالَّلالْ!
- فاذْرِفيها.. إنَّها قَنْطَرَةٌ
- لحياةٍ طَهُرَتْ بعد انحِلالْ!
- إنّها البَلْسَمُ للجرح الذي
- قِيلَ أَنْ لا بُرْءَ منه وانْدِمالْ!
- يالَ مَجْدِ الله في عَلْيائِهِ
- إنه فَكَّ عن العَقْلِ العِقالْ!
- فَتَعَزِّي.. أنْتِ أَوْلى
- من فُؤادي بالعزاءْ!
- إنَّ لي من كِبْريائي
- ما يُذِلُّ الكِبْرياءْ!
المزيد...
العصور الأدبيه