الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> الملهمة >>
قصائدمحمد حسن فقي
- لمَّا رأّيْتُك في المَنام
- رأَيْتُ أحْلامي الغَوالي!
- تلك التي كانتْ تُريني
- جَنَّتي بَيْن الرِّمالِ!
- كانتْ حياتي كالرّمالِ
- جَديبةً جَدْبَ الخَيالِ!
- فلقد حُرِمتُ من الخيالِ
- كما حُرِمْتُ من الوِصالِ!
- كالجَلْمَدِ المُتَحَجَّرِ المَنْحُوتِ مِن صُمَّ الجِبالِ!
- يَطْوِي اللَّياليَ في عَمَاوَتِهِ وتَطْويهِ اللَّيالي!
- أَدْمَتْه أَشتاتُ المقادِرِ بالسَّهام وبالنَّصالِ!
- ورأى الرِّجال تُغادِرُ
- الدُّنْيا لأَشْباهِ الرِّجال!
- بَقِيَ الزَّعانِفُ يَمْرَحُونَ
- وراحَ أَصْحابُ الخِلالِ!
- ورأى الرَّشادَ يَغُولُه
- ويَصُدَّ عنه أُولوا الضَّلالِ!
- هذا . وقد كانتْ طُفُولَتُه
- تَئِنُّ من التَّيَتَّم والكَلالِ!
- فَحَبا إلى عَهْد الشَّبابِ
- حُطامَ أحمالٍ ثقالِ!
- أَبواهُ قد رَحَلا ولم يأْنَسْ بعَمَّ أو بِخالِ!
- فَمضَى يَشُقُّ طريقه
- شَقَّ المُؤَمَّلِ في المُحالِ!
- يَطْوِي الفيافيَ في الهَجِيرِ
- بلا غديرٍ أَو ظِلالِ!
- ويرى الرِّفاق.. عَنِ اليَمينِ
- طَرِيقُهُمْ .. وعن الشَّمالِ!
- فَرَشَتْهُ أَنْواعُ الأزاهِرِ
- والجداول والغِلالِ!
- يَتَرنَّمُونَ .. ويهزجون
- بلا لُغُوبٍ واعْتِلالِ!
- ما ساءَهُمْ حالٌ أراح
- ولن يُساؤوا بالمآلِ!
- وأَنا اللَّغُوبُ .. كأنَّما
- عَلِقتْ بأقدامي حِبالي!
- ما أَشَتْكِي.. ولَئِنْ شَكَوْتُ.. أماتَني شَرفُ النَّضَالِ!
- ولِمَنْ؟! وحَوْلي كالذَّبابِ
- الطُّلسِ مُطْلَقَةِ العِقال!
- يَطْوُونَ أَحقاداَ عَلَيَّ
- تَضِيقُ بالسَّحْر الحَلال!
- هذا هو السَّحرُ الذي
- سَحَرَ الأَواخِرَ والأَوالي!
- ويُنيلُه الغِيدُ الحِسانُ
- بِكُلَّ أَشْتاتِ النَّوالِ!
- يَهْوى الجَمالَ فَتَسْتَجِيبُ
- له أفانِين الجمَالِ!
- فالحُسْنُ يَسْعَدُ مِن قَصائِدِه القِصارِ أو الطَّوالِ!
- خَلَدَتْ به هِنْدٌ
- ولام تلْقَ الرَّبابُ سِوى المِطالِ!
- كم سُرَّ بالحُسْنِ الظَّهورِ
- وسِيءَ بالحُسْنِ المُذالِ!
- ***
- يا أَنْتِ .. يا لَيْلايَ
- يا أَلَقاً يُضِيءُ كما الهِلال!
- يا أَنْتِ.. يا حُلُمي السَّعيدُ
- وفَخْرُ رَبَّاتِ الحِجالِ!
- أَكْرِمْ بِلَيْلَتِة الهنيئةِ
- مَن غَدَتْ خَيْرَ اللَّيالي!
- أَسْعَدْتِ من بُؤْسي الطُّفُولَةِ والشَّبابِ. فما أُبالي!
- وغَدَوْتِ في شَيْبي السَّلاحَ
- المُنْتَضى يَوْمَ النَّزالِ!
- وحَلَلْتِ مَوْهِبَتي
- فَرُحْتُ أَجُودُ بالدُّررِ الغَوالي!
- مِن بَعْدِ دامِيةِ القيود
- وبَعْدِ ضائِقةِ الخَبَالِ!
- أَنتِ الجمالْ لنا وإلاَّ
- لَيْسَ نَحْفَلُ بالجَمالِ!
- فهو الجلاَلُ على ذُراهُ
- الشُّمُّ يَرْفُلُ.. في دَلالِ!
- لَغَدَوْتِ فِكْري والشُّعُورَ
- بخير ما تَحْوِي سِلالي!
- ثَمَرٌ وأزهارٌ وغدران
- يُفِضْنَ من الزُّلال
- أًَعْجَزْتِني . فأنا العَيِيُّ
- فَلَيْسَ يَجْزِيكِ مَقَالي!
- ماذا أَقُولُ؟! فلا جَوابَ
- لَدَيَّ عن هذا السُّؤال؟!
المزيد...
العصور الأدبيه