الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فدوى طوقان >> في ضباب التأمل >>
قصائدفدوى طوقان
- في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة
- تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة
- ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ
- مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري
- صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر
- فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله
- هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة
- وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد
- باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . .
- وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر
- متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . .
- تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا
- أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم
- ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم
- وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح
- دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . .
- وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي
- نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد :
- لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟
- املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟
- أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟!
- وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟!
- إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود
- صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . .
- فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية !
- عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية !
- هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي
- هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!
المزيد...
العصور الأدبيه