الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> تنويع صعب >>
قصائدسعدي يوسف
- سلامٌ على هضَباتِ العراق
- وشَطَّيهِ ، والجُرفِ ، والمنحنى
- على النخلِ...
- والقريةُ الإنجليزيةُ الآنَ صارت تجرجرُ ، هُوْناً ، سحائبَها
- والمساءُ ادَّنى
- فهي تدفأُ ، كالقطِّ ، في نومها
- وتذودُ الكوابيسَ عن شجرٍ أغرقتْه البحيراتُ ...
- يأتي المساء
- بطيئاً
- ومنتظماً ( سوف تحصي ثوانيَهُ مرّةً )
- هل ستغمضُ عينيكَ ؟
- عند نهايةِ ذاك المَمَرِّ
- ومن مُرْتبى النافذةْ
- نهضتْ دوحةُ الجوزِ ...
- يأتي المساء
- بطيئاً
- ويزحفُ حتى يهدهدَ جفنيكَ :
- هل تبصرُ السعفةَ المستحيلةْ ؟
- سلامٌ على هضباتِ العراق
- وشطَّيهِ ، والجرفِ ، والمنحنى ...
- هل كنتُ أدري أنّ وجهي ، بعدكَ ، الطرقاتُ ؟
- ابواباً مغلّقةً تركتُ ، ومنزلاً للريحِ . لم تكنِ
- البلادَ ، ولم تكنْ أمواهُكَ الخضراءُ جابيتي . لقد
- خلّفْتَني في قلعةِ الصحراءِ . ماذا أرتجي
- منكَ ، العشيّةَ ؟ في الصباحِ خذلتَني ، ودخلتَ
- في الثُّكُناتِ . قلتَ :" الحربُ أجملُ " . لن ترى
- قدمَيَّ بعد اليوم . إني منْشِدُ الطرقاتِ والحاناتِ ،
- إني الشاعرُ الأعمى . لديّ من الخريفِ الجَهْمِ
- موسيقى لألوانٍ . ومن مرأى الغروبِ غضارةُ الوردِ .
- وأسألُ عنكَ ، أسألُ عنكَ ، لكنْ مثل ما يتساءلُ الملدوغُ
- عمّا حلَّ في دمهِ . سلاماً ... لا أريدكَ أن تردّ ...
- اقرأْ على الوشَلِ السلام !
- وسلامٌ على هضَباتِ العراقِ ...
- الذبيحةُ في العيدِ ، بغدادُ في العيدِ ؛
- تلك المقاهي: لها الشايُ مُرّاً ،
- وتلك الفنادقُ : سكّانُها الأبعدونَ.
- الصلاةُ أقيمتْ
- صحونُ الحساءِ بها مرَقٌ من عظامٍ
- ومن لحمِ سُحْليّةٍ ...
- والمساجدُ مغصوبةُ الأرضِ
- أبوابُها للجنودِ ، مشاةً ، وبحّارةً
- وملائكةً طائرينَ
- .............
- .... ........
- ............
- سلامٌ على...
المزيد...
العصور الأدبيه