الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> إذهب وقلها للجبل >>
قصائدسعدي يوسف
- كيف؟
- أنت الساحةُ الآن ، ولا تدري بما يَحدُثُ في الساحةِ ؟
- ما أسهلَ أنْ تغمضَ عينيكَ …
- ولكنّ الرصاصَ انطلقَ ؛
- الدبابةُ " ابراهيمُ " في المفترَقِ الأولِ
- والرشّاشُ لا يهدأُ …
- ما كنتَ بعيداً ، حين كانت " ساحة التحرير " تلتَمُّ على أشلائها :
- الدبابةُ " ابراهيم " في المفترق الأولِ
- والسمْتيّةُ السوداءُ ، آباشي ، على رأسكَ
- والبرجُ يدورُ …
- انتبه العصفورُ
- والمقتولُ
- والحائطُ ،
- لكنك لم تنتبهِ
- الشمسُ على رأسكَ تحمرُّ ، ولم تنتبهِ
- الساحةُ بارودٌ من الأعلى
- دمٌ إهْرِيقَ في الأسفلِ
- طابورٌ من النملِ
- ولم تنتبهِ …
- الليلةَ ، يأتي طائفٌ من آخرِ القَصْباء .
- يأتينا الشِقِرّاقُ بما فاهت به جنّيةُ الهورِ
- وتأتي عبرَ مجرى الماءِ أفراسُ النبيّ .
- الطينُ من زقّورةِ المَنأى سيأتي
- والخُلاسيّونَ والجرحى ، وما تحمله الفاختةُ
- الأولى ، وما ينفثه الثورُ السماويُّ ،
- ويأتينا عليُّ بنُ محمد …
- هذه الأرضُ لنا
- نحن ، بَرأْناها من الماءِ
- وأعلَيْنا على مضطرَبٍ من طينها ، سقفَ السماءِ
- النخلَ
- والذاكرةَ الأولى…
- وكنّا أولَ الأسلافِ ، والموتى بها
- والقادمين ؛
- الأرضُ لن تتركنا
- حتى وإنْ كنّا تركناها …
- ستُرخي هذه الأرضُ ، لنا ، المَنْجاةَ ، مَرْساً من حريرِ الشَّعرِ
- مجدولاً ،
- ستعطينا ، أخيراً ، إسمَها :
- ويْلِي على الشطآنْ
- ويلي على أهلِ الحِمى والشانْ
- ويلي على أهلي
- ويلي على جسر المسيّبِ
- والزبيرِ
- وقريتي حمدان
- ويلي على ظلِّي الذي يمحوه أمريكانْ
- كيف؟
- أنت الساحةُ الآنَ
- فكُنْ أدرى بمن أنتَ
- وكنْ أدرى بما تفعلُ
- فالساحةُ ـ حتى لو تناستْ إسمَها أو غفلتْ عنه ـ هي الساحةُ
- أنت الآنَ معنىً ؛
- لا تحاورْ
- ولْتَدَعْ مَن خاننا يأكلْ طويلاً شجرَ الزقّومِ
- واثبُتْ …
- لا تحاورْ :
- هذه الأرضُ لنا
- هذه الأرضُ لنا
- هذه الأرضُ لنا
- منذُ بَرأْناها من الماءِ
- وأعلَينا ، على مضطرَبٍ من طينِها ، سقفَ السماء …
المزيد...
العصور الأدبيه