الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> إحساس مضطرب >>
قصائدسعدي يوسف
- أمسِ ،
- قلتُ : انتهتْ سنواتُ العذابْ
- أنا ظَهري إلى حائطٍ
- والقبورُ أمامي بغَربيِّ لندنَ
- والفجرُ ، دوماً ، ضَبابْ .
- ............
- ............
- ............
- أمسِ ، قلتُ...
- ولكنّ تلكَ الصنوبرةَ المستقيمةَ في البُعدِ ، لم تَتَّركْ لي ،
- ولو لحظةً ، شاطئاً للتأمُّلِ. تلكَ الصنوبرةُ استقدمتْ ،منذُ
- يومينِ كِيزانَها وثعالبَها والسّناجيبَ والطيرَ،
- واستقدمتْ غيمةً تستقرُّ على جبهتي ، ثم نَسراً بأجنحةٍ
- من هُلامِ ، ومَدّتْ على مَدخلِ البيتِ أغصانَها
- وهي مضفورةٌ كالشِّباكِ الخرابْ.
- انتظرتُ...
- الصباحُ انقضى. واستراحتْ على الشُّرُفاتِ الظهيرةُ.
- قَلَّتْ على الشارعِ الحافلاتُ.ولم يبقَ إلا المساءُ .
- اقتنعتُ بأني سجينٌ ، وأنيَ لا أكرهُ السجنَ
- ( فالمرءُ يألَفُ ) قالَ لنا المتنبِّيءُ. في بغتةٍ ألمحُ الشيبَ
- يَنبتُ في راحتَيَّ. الكلامُ العجيبُ ، إذاً، قد تَحقّقَ.
- ها أنذا ألمحُ الشيبَ، فعلاً، على راحَتَيَّ،بلونِ الترابْ.
- انتظرتُ...
- الصنوبرةُ استجمعتْ ، كالرياضيِّ، أنفاسَها. والصنوبرةُ
- اندفعتْ بثعالبِها والسناجيبِ والغيمِ والطيرِ والنَّسرِ ....
- وال...وال...
- وراحتْ تدقُّ على البابِ مجنونةً ، تتقاذَفُ كيزانُها؛
- والفروعُ على جبهتي إبَرٌ واضطرابْ.
- أنا ظَهري إلى حائطٍ...
- والقبورُ أمامي بغربيِّ لندنَ
- والفجرُ ، دوماً ، ضبابْ .
المزيد...
العصور الأدبيه