الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> أطاعَ غناءَ الحوريّاتِ >>
قصائدسعدي يوسف
أطاعَ غناءَ الحوريّاتِ
سعدي يوسف
- هو لم يخسرْ شيئاً حينَ أطاعَ نداءَ الحوريّاتِ …
- لقد غامَرَ حقّاً :
- حطَّمَ مركبَهُ ، عَمْداً ، عند صخورِ الشاطيءِ ،
- فاضطُرَّ إلى أن يسبحَ
- كي يمسكَ جِذعاً أنقَذَهُ من غرقٍ حَتْمٍ …
- - كان غناءُ الحوريّاتِ يهدهدُهُ حتى في الغرقِ الماثلِ –
- كان سعيداً ؛
- أغفى ، ملتَفّاً بالرملِ الدافيءِ
- والأصدافِ
- وهدهدةِ الحوريّاتِ ؛
- ولم يستيقظ إلاّ بعدَ ثلاثِ ليالٍ من حُلُمٍ …
- في ليلتهِ الأولى
- سارَ إلى سفْحٍ وتَمدّدَ في كوخ رُعاةٍ ،
- في ليلته الثانيةِ
- استَلقى بين زهورِ الخشخاشِ ،
- وفي ليلته الثالثةِ
- اختارتْه الحوريّاتُ السَّبعُ لِيُمسي الأُضْحِيةَ …
- …………........................
- ….....…………………….
- …………………………..
- البَحّارُ أفاقَ
- -كما في القَصصِ الأولى –
- يفرِكُ عينيهِ ، ويشعرُ بالجوعِ وبالعطشِ …
- الوقتُ ضحىً
- والبحرُ الهاديءُ كان يُوَشوشُ … وِشْوِشُ … وِشْوِشُ … وِشْوِشُ
- ثمّتَ عينٌ يترقرقُ فيها الماءُ
- ويكشفُ عن حصباءَ ملوّنةٍ وحصىً أزرقَ ؛
- واللوتُسُ طافٍ
- يلمعُ إذْ يتضوّعُ :
- هل تقطفُني يا بحّارُ ؟
- اقطفْني يا بَحّارُ
- اقطفْني أُطعِمْكَ من الجوعِ
- اقطفْني !
- …………………….
- ……………………
- ……………………
- لم يعُدِ البَحّارُ يرى غيرَ صخورِ جزيرتِهِ
- غيرَ السمكِ الميْتِ
- وغيرَ طيورٍ متوحشةٍ قد تأكلُهُ يوماً …
- لكنّ البحّارَ يفكرُ ثانيةً :
- أوَلستُ أرى الآنَ المِرآةَ ؟
- إذاً وَهْماً كانت سنواتُ الرِّحلةِ …
- وهماً كان نشيدُ البحر !
المزيد...
العصور الأدبيه