الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سعدي يوسف >> ايُّهذا الحنينُ ، يا عدوِّي >>
قصائدسعدي يوسف
ايُّهذا الحنينُ ، يا عدوِّي
سعدي يوسف
- لي ثلاثونَ عاماً معكْ
- نلتقي مثل لصّينِ في رحلةٍ لم يُلِمّا بكلِ تفاصيلها ؛
- عرباتُ القطار
- تتناقصُ عبرَ المحطاتِ
- والضوءُ يشحبُ ،
- لكنّ مقعدَك الخشبيّ الذي ظلَّ يَشغلُ كلَّ القطاراتِ ما زال محتفظاً بثوابتهِ
- بحُزوزِ السنين
- بالرسومِ الطباشيرِ
- بالكامراتِ التي لم يعدْ أحدٌ يتذكرُ أسماءَها
- بالوجوهِ
- وبالشجرِ النائمِ الآنَ تحت الترابِ…
- استرقْتُ إليكَ النظرْ
- لحظةً
- ثم أسرعتُ ألهثُ نحو المقاعدِ في العرباتِ الأخيرةِ ،
- مبتعداً عنكَ …
- ……………
- ……………
- ……………
- قلتُ : الطريقُ طويلٌ ؛
- وأخرجتُ من كيسيَ الخيشِ خبزاً وقطعةَ جبنٍ …
- وإذْ بي أراكَ
- تقاسمني الخبزَ والجبنَ !
- كيفَ انتهيتَ إليَّ ؟
- وكيف انقضضْتَ عليَّ كما يفعلُ الصقرُ ؟
- فاسمعْ :
- أنا لم أقطعْ عشراتِ الآلافِ من الأميالِ
- ولم أطَّوَّفْ في عشراتِ البلدانِ
- ولم أتعرَّفْ آلافَ الأغصانِ
- لكي تسلبني أنتَ … الكنزَ
- وتحبسني في زاويةٍ !
- فاترك المقعدَ الآنَ ، واهبطْ !
- قطاري سيسرعُ بي ، بعد هذي المحطةِ ؛
- فاهبِطْ
- ودعنيَ أمضي إلى حيثُ لن يتوقّفَ يوماً قطارْ …
المزيد...
العصور الأدبيه