الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> زياد آل الشيخ >> مذكرات طفلة فلسطينية >>
قصائدزياد آل الشيخ
- أنا أحبُّ بابا
- أنا أحبُّ ماما
- ألعب في قلبي و احفظ الأناشيدْ
- أنشودتي الحلوة في البيتْ
- "عندك بيتٌ
- عندي بيتْ"
- عروستي ضاعت مع الحربْ
- أحفظُ أسماء النجومْ
- أرسم أشكال الغيومْ
- هذي الغيوم كالخرافْ
- وهذه الغيمة أرنبْ
- أتعب قبل النوم أتعبْ
- أحب أختي هي لا تتعب مثلي فهي نامتْ عند ربي
- أنا أحبُّ أن أنامَ عند ربي و أبي يغضب مني
- لو تكلمتُ عن الموتِ وعن أختي سميةْ
- يقول لي: "عيبٌ عليكِ إن تكلمتِ بمن ليس هنا"
- أختي هنا
- أمي تقول دائماً: "أختكِ في قلبي هنا"
- أمي تحبُّنا جميعاً وهي تبكي عندما أطلبُ ألعابَ سميَّةْ
- وهي التي تقولُ دائماً لنا: "لا تحرموا الأطفال من ألعابكم"
- ألعابُ أختي لم تزلْ جديدةً، ثيابُها نظيفةٌ معطرةْ
- سريرُها بجانبي، أقلامها المبعثرةْ
- غرفتنا بيضاءَ من صورتِها المشغولةِ الدورةْ
- وصوتها: "عندك بيتٌ
- عندي بيتْ"
- في كلِّ بيتْ
- سمعتُ مرة أبي يقول لي: "الأرض لنا
- وهذه القطة يا بنتي لنا
- وذلك السورُ على البيتِ لنا أيضاً فهل
- تنسينَ من أنتِ وهل تنسينَ من نحن هنا"
- يقول إنَّ الأرضَ لي لكنه يغضب لو ألعب بالرملِ
- ولو احفر أنفاقاً بها
- يقول: "ازرعي بها شيئاً مفيداً لفلسطينْ"
- سمعته يقول مرةً لأمي: "لا تخافي إنَّ ربي معنا"
- سألت أمي بعدها مِمَّ تخافينْ
- فجاوبتني: "إنني أخافُ أن يؤذوا سميةْ"
- دعوت ربي أمس أن نبقى بنفس البيتِ
- قد ترجع في الليل سميةْ
- قلتُ لأمي: "قد تعودْ
- إن سكن البيتَ سوانا عندما ترجع قد
- تحسبُ أنَّا قدْ تغيرنا و أصبحنا يهودْ
- إن لم تجد ألعابها إنْ لم تجد أسماءنا مكتوبةً في العشبِ
- أو إنْ لم تجد آثار تسبيحٍ وآثار سجودْ"
- ابتسمتْ لي ثمَّ قالت اذهبي و ساعدي
- أباك في النقلِ فلما عدت شفتُ الدمعَ
- في الغرفة مسكوباً كزيتْ
- رأيتُ أمي قبل أن نركب في رحلتنا
- تحفر في تينتنا
- سمعتُها تقول: "من قلبي إلى روح سميةْ
- أترك في البيت لك الروح و أيامي الهنيَّة
- إن عدت للبيت فلا تبكي فمشوارٌ قريب و نعودْ"
- قلت لأمي "سنعود؟"
- قال أبي: "حتماً فيوماً ستعودْ
- يوماً بلا شكٍّ تعودْ"
المزيد...
العصور الأدبيه