الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> زياد آل الشيخ >> الرجل ذو الساق الخشبية >>
قصائدزياد آل الشيخ
- [ كم قلت لكم إني لا أصلح طباخا ً في البحرية
- كفاي معطلتان بتقطيع الخضراوات وتغسيل الأطباقِ
- وتجميع ملابسكم فحري أن يأتي النور إليكم من هاتين
- العينين أضيء لكم ظلمات الأفلاك على الفلك الشرقية ْ ]
- البحر له وجهان من الفضة ْ
- وجه يتراءى للناس كسيف مصقول في (عرضةْ)
- أما الوجه الآخر يعرفه القبطان ْ
- [كم قلت لكم لا تثقوا في النورس ، لا ترموا الطحلبَ
- قد نحتاج إليه ، ولا تنسوا رأس الحكمة ، لا تفشوا أسرار
- الرحلة للبحارة و الميناء ، وقولوا نصف النية ْ ]
- الليل هنا في البحر تحول من ليلٍ لثلاث ليالْ
- ليل الليل ، وليل البحر ، وليل مدسوسٌ خلف الجفنينْ
- و الحكمة أن تدري في الظلمة أين يداكْ
- أن تنصت للنجمة و الأسماكْ
- وعلى أي الجنبين ينام الجار الآنْ
- [كم قلتُ لكم إني أعرفُ وجه القرصان وحجم يديهِ
- ولو بعد الموت ، ولم أتعلم كل لغات العالم لكني أفهمُ
- ما قال الدلفين وما لمحت الحيتان إليه وأفهم خفقة قلب
- القاتل قبل الإطلاق وأعرف هسهسة الغدر القادم من
- خلف الكتفين برغم الكتمان ورغم السرية ْ ]
- كفي سمكة ْ
- ليست للطب ولكن للحركة ْ
- ضد الأمواج ومن فك الشبكةْ
- [ كم قلت لكم إن الميناء خلاص الناس وليس خلاص البحارةِ
- والميناء لتغيير الأقنعة البحريةِ
- و الملح الباقي فوق الشفتين سيبقى
- لا يغسلُهٌ المطر القرويُّ ولا صابون المدن الصحراوية ْ ]
- النورس يسألني عن رملٍ أبيض يرتاح عليه ْ
- يتنفس تحتي البحر ولا أدري كم نحتاج إليهْ
- [كم قلت لكم إن الطوفان هو الحل الأمثل للقرصنة
- الإنسانية يركبها القرصان الرومانيُّ ويغزو فيها أرض الله
- على خيل لم نعهدها وبيارق من دمِّ الأجدادِ
- ليأتينا هدهدهم كي يخبرنا أن الطوفان أصاب الكرة الأرضية ْ ]
- وجه أذنيك إلى الساحل ْ
- أنصت لرياح الهندْ
- وتجاهل أنات المركب حتى تسمع نبضة قلبك في أذنيكَ
- الموج يقبل كف الرمل ، ضجيج الناس ، حفيف النخلِ ،
- و أنفاس الرائح و الغادي
- الراكب و الراجل ْ
- هل تسمع شيئاً يشبه صوت العجلات وهل تسمع صوْ ..
- إني أسمعهمْ
- ماء ٌ في كوزْ
- شيخٌ يتوسم في شبانٍ خيراً ، سيدة تبكي موت أخيها قرب النافورة ،
- لهجة إيطالي من جنوا يحكي قصته للتجار العرب الحكماءْ
- وأظن بأني أسمع صوت بناءْ
- أوتدري ما يبنونْ ؟
- لا ، لا أدري فالضوضاء ْ ...
- يبنون حصوناً من إكسير النور ومن حجر الجبل الجرنيتي المنحوتْ
- أقوى من عزم الريح ومن فك الموج ومن ناب الحوتْ
- فالطوفان الآن على الأبوابْ
- إما أن تفتح مفتاحك يا أستاذي وتميط رباط العينينْ
- أو يأتيك الطوفان من النيلين ومن هضبات الأورالْ
- [ كم قلت لكم مخطوطات ابن الهيثم و الجرجاني أماناتٌ
- لا ترموها في النهر ستغرق ثم تذوب فهل علمتم قلب الطفل
- الرمي وهل علمتم قلب الطفل الإبحار إذا وقفت أمواج البحر
- على قدميها أم هل علمتم قلب الطفل ركوب الخيل
- الريح/الصحراء/الإنترنت/ النظريات الفيزيائية ْ ]
- لا يكفي أن تحمل عينيك بريق عيون العباسيين ولا نبل الأيوبيينْ
- لا يكفي أن تسترخي كالماء ولا أن تشتدَّ كأشجار التينْ
- ليست كفاك بجمر كي تمسك جمراً
- أو ما حولك مشتعل ٌ كي تصبح من فِلينْ
- فمياه البحر الأحمر جامحةٌ ، و البحر المتوسط مشتبكٌ ،
- وجبال الأطلس كالتنينْ
- والساحل مسنونٌ يتعرج كالسكينْ
- إما أن تقطع منه وتيناً أو يقطع منك وتينْ
- إما أن ترحل عن غرناطة أو تبقى في حطينْ
- [ كم قلت لكم لكن لا ينفع قول في هذا العصر ِ
- القصديري المثقوب ، ولا في هذا الجو العذري المفضوضِ
- سأطلق نفسي في البحر لعلي أنجو من نتن المدنية علِّي
- أفلتُ من قبضة وقتي الفولاذية ْ ]
- نظفْ رئتيك من الكربون بهذا الورد البريْ
- ضع قمحاً في أذنيك َ ليمتص الإشعاع النوويْ
- شطف عينيك من الزرنيخ بهذا المحلول الملحيْ
- فغداً سنغوص وبعد غدٍ نبحر بحثاً عن هندٍ أخرى
المزيد...
العصور الأدبيه