الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> زياد آل الشيخ >> رحيل بين قافيتين >>
قصائدزياد آل الشيخ
- أسافر من راحتيها بدون جناحينِ من نسْجِها،
- و حرير يديها و لكن على فزةِ الشوقِ في مقْلتيها
- أسافرُ في لغتي المرمريَّةْ
- إلى حيث أفقدُ تفَّاح وقتي و بوصلتي الذهبيَّةْ
- إلى عالمٍ لا يراهُ سوايَ إلى حيثُ ينبتُ قلبُ
- مرايا على رعشاتِ الغديرِ كجيدِ صبيَّةْ
- لأسقي البلاد كلاما
- فتمطر حولي سلاماً
- سلاما
-
- وحيداً أعدُّ رذاذَ المطرْ
- وكلٌّ يداري حبيبتَهُ عن رشاشِ الوحولْ
- تناظرُ عينايَ عينا فتاةٍ تسيرُ
- كأني أراها على هَوْدَجٍ تتهادى كغصنٍ رطيبْ
- وقافلتي في جوار القليبْ
- في انتظار السقايةْ
-
- على الشانزِ اجلسُ وحدي بطاولةٍ
- ليس فيها سوى شبحٍ لرفاقِ الرياضِ
- فاطلبُ قهوتي العربيةْ
- باني طلبتُ الذي يهربُ الناسُ منهُ
- فقلتُ المماتَ أم الذكرياتْ
- فيضحكُ ثمَّ يشيرُ بفنجالِيَ العربيّ
-
- وفي الهَيدِبَاركَ أسرِّحُ قلبي ليلعبَ عند البحيرةِ
- أرقدُ تحت سماءٍ تنشفُ خدِّي البليلْ
- كأني أنختُ المطايا بظل النخيلْ
- بمقربةٍ من دمشقْ
- وجفني المسهَّد في حبِّ ليلى يفسِّرُ قافيتي
- ففي مقلتيَّ ليالي الرياضِ
- تراثُ أبي الأسود الدؤليِّ براحلتي
- وصوتُ أبي الطيب المتنبي تسلَّقَ حنجرتي كحشيشةِ بحرٍ
- كلَّ ستين ثانيةٍ كَحمامةْ
- بقرطبةٍ فوق تلٍّ فسيحْ
- يخيَّلُ لي أنَّ مئذنةً أو فتاةً تصيحْ
- يمرُّ البكاءُ بسمعي كدفقةِ ماءٍ وهبَّةِ ريحْ
- فتأخذُني لفتةٌ في الفؤادِ و تغلبُني دمعةٌ في الوريدْ
- و يمسكني حجرٌ من يدي
- ويركضُ بي نحو سهلٍ بعيدْ
- " ألستَ ابن زيدونَ يا سيدي
- هنا في انتظاركَ تحت الحديقةْ "
-
- رحيلٌ طويلْ
- تعاني يدي في الكتابةِ ذاك الرحيلْ
- مذهبةٌ كلُّ أغنيةٍ من أغاني رحيلي
- بنرجسةٍ وصهيلْ
- أعود إليها على حجلٍ بين قافيتينِ
- ولي دجلةٌ من فراتٍ و نيلْ
- أعودُ لها موجةً ترتمي في يديها
- معللةً بخضابِ الأماني
- كأن الحياةَ تضيقُ و هذا الزمانُ بخيلْ
- رحيلٌ طويلْ
- تعاني يدي في الكتابةِ ذاك الرحيلْ
- مذهبةٌ كلُّ أغنيةٍ من أغاني رحيلي
- بنرجسةٍ وصهيلْ
- أعود إليها على حجلٍ بين قافيتينِ
- ولي دجلةٌ من فراتٍ و نيلْ
- أعودُ لها موجةً ترتمي في يديها
- معللةً بخضابِ الأماني
- مضرجةً بدماءِ الأصيلْ
- كأن الحياةَ تضيقُ و هذا الزمانُ بخيلْ
المزيد...
العصور الأدبيه