الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> زياد آل الشيخ >> رأيت جرحي واقفاً >>
قصائدزياد آل الشيخ
- في قلبي الشهدُ كم من جرة كسروا
- وكم بقلبي رشاً من دمِّها سَكِروا
- غنَّوا له صوتُهم ريحٌ فما عزفوا
- لحناً يدندنُهُ في حُزْنِهِ وترُ
- خَطُّوا له، حِبْرهمْ ماءٌ، فما نقشوا
- شيئاً ليحفظَهُ في جذْعِهِ شجرُ
- ولا أضاؤوا فوانيساً بساحتِهِ
- سقوهُ أعذبَ ما يبكي به حجرُ
- و قطَّعوا ما تبقَّى من سحابتهِ
- و أشعلوا زيتَهُ من بعد أنْ ظهروا
- ذاقوا وما ذقتُ إلا مرّ قافيةٍ
- تحتَ اللسانِ وفي الفَودينِ تستعرُ
- العابرونَ دمي مجْذافهم هدبي
- المحرقون أغانيهم و قد عبروا
- حِنَّاؤهم من دمي فنٌّ ومن عنبي
- كحْلٌ ومن مقلتي يُسقون ما عصروا
- على ليالٍ مضتْ من أيِّ نافذة
- نظرتُ شوقاً رأيتُ القلب ينكسرُ
- فلا وقفتُ على أطلال ذاكرةٍ
- إلا تلألأ في أسْمالها أثرُ
- ولا مررتُ بها إلا وفاح لها
- شوقٌ ورفرفَ في أجْفانها سفرُ
- وما نسجْتُ على أستارها لغةً
- إلا و ثقَّب في أستارها النظرُ
- بكيتُ لم تبقَ من عينيَّ زاويةٌ
- إلا لها دمعةٌ في الركن تنتظرُ
- ولا سرى بعدهم فكري براحلةٍ
- إلا يُظَلِّلُهُ في سيره سهرُ
- فإن تكسَّر كوبي كل سوسنةٍ
- كوبٌ وكلُّ هوى من بعدهم خطرُ
- غداً سأمحو التضاريسَ التي نزلوا
- و أدفن الماءَ و البئرَ الذي حفروا
- نوارسٌ تركتْ في شاطئي أثراً
- لتَمحُهُ موجةٌ أو يُجِلِه مطرُ
- و زهرةٌ نَشرتْ في الصيفِ مهجتَها
- يأتي عليها شتاءٌ ثم تنتحرُ
- و نسمةٌ أخطأت عنوانَ ساقيةٍ
- لتلتقي دمعةً في الرمل تنتشرُ
- أحلى الفراقِ فراقٌ لستَ تفهمُهُ
- كالغيمِ يأتي ظلالاً ثم ينحدرُ
المزيد...
العصور الأدبيه