الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> زياد آل الشيخ >> زواج صديق >>
قصائدزياد آل الشيخ
- ها أنا أمشي على الظل وحيداً كانت الخِطًّة ُ
- أن نمشي سوياً نحو أصفى جدولٍ قبل الأصيل ْ
- كانت الخيل على علم ٍ بما يجري
- ولكني اكتشفت ُ النية البيضاءَ من غسل الأواني
- و العبير الزيزفونيِّ الذي يملأ ُ أرجاء المكانْ
- عندها رتبت ُ أشيائي و آثرت الرحيلْ
- كانت الشقة لاثنين ولا تصلح ُ للسكنى لأنثى
- لا زهورٌ من جبال الهملايا ، لا أغاني ، لا عصافيرَ ، ولا حتى مرايا ،
- بينما السقف من الجص وهدَّاب النخيل ْ
- كنت تحكي عن ليالي الشوق ِ
- عن صفصافة تنبت في الساحل في الليل ِ على حزن أهالي البر ِّ ،
- عن مخطوطة للأرض ِ أخرى ما رأيناها ،
- وعن منطقةٍ نعبرها بعد قليل ْ
- خطوة ً تسبقني ، ها أنت ذا تزرع غير الشعر ،
- تبني غير ما تعرف من ذاكرةٍ ذاكرة ً أخرى،
- وموالاً جديداً ما صنعنا مثلهُ ، تكبر قبلي ،
- تحتسي الحب سليم القلب مرتاحاً
- وترمي جسداً للغيم منهَّداً من الشوق و أوزان الخليل ْ
- أتُرى تأتي بلا قلبٍ وفي كفك لي جورية ً كسلى ؟
- أتنسى لغة ً تشبهنا أكثر من أي غدير ٍ ،
- لغة ٌ تشرب من جرة راعيْ ،
- ترتوي من نايه حتى تغني،
- وردة ٌ حمراء لا تذبل في شعر الصبايا
- عندما يحملها العشاق جيلا ً بعد جيل ْ
- كلما مرت بنا قبَّرة ٌ سلمتها قافية ً تزرعها في أي وقتٍ
- ربما صادفتَها في كوب شاي أو على جيد فتاة ٍ ،
- ولقد تلحظها في جيبك الأيمن أو في عينك اليسرى
- فهلَّا عدت للشرفة كي تستنشق الذكرى على ليل امرئ القيس الطويل ْ
- ربما أنت َ لي المرآة أم أنت لي المشكاة َ من دربٍ إلى دربٍ
- ومن ليلٍ إلى ليلٍ وهل أنت لي النورُ الذي في آخر الدهليز
- أم عين بكتْ لي حين أبكتني الليالي ،
- ربما أنت وقود الفنِّ في الدنيا ، الدليلُ الاصطلاحيُّ ،
- مغنينا الخرافيُّ ، أم الخلُّ الوفيُّ المستحيل ْ
- إنه الوقت الذي تكشف عيناه لنا عن سرِّ معناك الجميلْ
- وحده السر الجميلْ
- وحده الوقت الجداريُّ الصقيلْ
- تحت أوراق الخريف الصفر في الدرب المؤدي
- نحو أصفى جدولٍ قبل الأصيل ْ
المزيد...
العصور الأدبيه