الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> خليل حاوي >> ليالي بيروت >>
قصائدخليل حاوي
- ليالي بيروت
- في ليالي الضِّيقِ والحرمانِ
- والريحِ المدوِّي في متاهاتِ الدروبْ
- مَن يُقَوِّينا على حَمْلِ الصليبْ
- مَن يَقينا سَأمَ الصَّحْراءِ,
- مَن يَطْرُدُ عنَّا ذلك الوحشَ الرَّهيبْ
- عندما يزحَفُ من كَهفِ المغيبْ
- واجِمًا محتَقِنًا عبرَ الأزقَّهْ,
- أَنَّةٌ تُجْهِشُ في الريحِ, وَحُرْقَه,
- أعينٌ مشبوهَةُ الوَمضِ
- وأشباحٌ دَميمَهْ.
- ويثورُ الجنُّ فينا
- وتُغاوينا الذنُوبْ
- والجَريمهْ:
- "إنَّ في بيروتَ دنيا غيرَ دنيا"
- "الكَدحِ والمَوتِ الرتيبْ"
- "إنَّ فيها حانةً مسحورةً,"
- "خمرًا, سريرًا مِن طيوبْ"
- "للحيارى"
- في متاهات الصحارَى,
- في الدهاليزِ اللعينَهْ
- ومواخيرِ المدينَهْ
- (...)
- مَن يقوِّينا على حملِ الصليبْ
- كيف نَنجُو مِن غِواياتِ الذنوبْ
- والجَريمَهْ?
- مَن يقينا وهلةَ النَّوْمِ
- وما تَحملُ مِن حُمَّى النَّهارْ.
- أين ظلُّ الوردِ والرَّيْحانِ
- يا مِروحَةَ النوْمِ الرَّحيمَهْ?
- آهِ مِن نومي وكابوسي الذي
- ينفُضُ الرُّعْبَ بوَجْهي وَجَحيمَهْ
- مُخدعي ظلُّ جدارٍ يتداعى
- ثُمَّ ينهارُ على صَدْري الجِدارْ
- وغريقًا ميِّتًا أطفو على دَوَّامةٍ
- حرَّى ويُعميني الدُّوارْ
- آهِ والحقْدُ بقلبي مِصهرٌ
- أمتَصُّ, أجترُّ سمومَهْ
- ويدي تُمسِكُ في خِذْلانها
- خَنجَرَ الغَدرِ, وسُمَّ الانتِحارْ,
- رُدَّ لي يا صُبحُ وجهي المستعارْ
- رُدَّ لي, لا, أي وجهٍ
- وجحيمي في دمي, كيف الفِرارْ
- وأنا في الصبحِ عبدٌ للطواغيتِ الكبارْ
- وأنا في الصبحِ شيءٌ تافهٌ, آهِ من الصبحِ
- وجَبْروتِ النَّهارْ!
- أَنَجُرُّ العمرَ مشلولاً مدمًّى
- في دروبٍ هدَّها عبءُ الصليبْ
- دون جدوى, دون إِيمانٍ
- بفردوسٍ قريبْ?
- عمرُنا الميِّتُ ما عادتْ تدمِّيه الذنوبْ
- والنيوب
- ما علَيْنا لَوْ رَهنَّاهُ لدى الوحشِ,
- أو لدى الثعلَبِ في السوقِ المُريبْ
- ومَلأنَا جَوفَنا المَنْهومَ
- مِنْ وهجِ النُّضار
- ثُمَّ نادَمنا الطواغِيتَ الكبارْ
- فاعتَصَرْنا الخمرَ من جوعِ العَذارى
- والتَهمْنا لحمَ أطفالٍ صغارْ,
- وَغَفوْنا غَفْوَ دُبٍّ قُطُبيٍّ
- كهْفُه منطمِسٌ, أعمى الجِدارْ
المزيد...
العصور الأدبيه