الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> خليل حاوي >> الجسر >>
قصائدخليل حاوي
- وكفاني أَنَّ لي أطفالَ أترابي
- ولي في حُبِّهم خمرٌ وزادْ
- مِن حصادِ الحَقلِ عندي ما كفاني
- وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,
- أنَّ لي عيدًا وعيدْ
- كُلَّما ضَوَّأَ في القَريةِ مصباحٌ جديدْ,
- غَيرَ أَنِّي ما حملتُ الحب للموتى
- طيوبًا, ذهبًا, خمرًا, كنوزْ
- طفلُهُم يُولدُ خفَّاشًا عجوزْ
- أينَ مَنْ يُفني ويُحيي ويُعيدْ
- يتولَّى خَلْقَه طفلاً جديدْ
- غَسْلَهُ بالزيتِ والكبريت
- مِن نَتنِ الصديدْ
- أينَ مَن يُفْني ويُحيي ويُعيد
- يَتَولّى خَلْقَ فرخ النسرِ
- مِن نَسلِ العَبيدْ
- أنكَرَ الطفلُ أباهُ, أُمَّهُ
- ليسَ فيه منهُما شبْهٌ بَعيدْ
- ما لَهُ يَنْشَقُّ فينا البَيْتُ بَيْتَينِ
- وَيَجري البَحرُ ما بَيْنَ جديدٍ وعتيقْ
- صرخةٌ, تقطيعُ أرحامٍ,
- وتَمزيقُ عُروقْ,
- كَيفَ نَبقي تحتَ سَقفٍ واحدٍ
- وبحارٌ بيننا.. سورٌ..
- وصَحراءُ رمادٍ باردِ
- وجليدْ.
- ومتى نطفرُ مِن قبوٍ وسجْنِ
- ومتى, ربَّاهُ, نشتدُّ ونبني
- بِيَدينا بَيتنا الحُرَّ الجَديدْ
- يَعبرونَ الجِسرَ في الصبحِ خفافًا
- أَضلُعي امتَدَّتْ لَهُم جِسْرًا وطيدْ
- مِن كُهوفِ الشرقِ, مِن مُستنْقعِ الشَرقِ
- إِلى الشَّرقِ الجديدْ
- أَضْلُعي امْتَدَّتْ لَهُم جِسرًا وطيدْ
- "سوفَ يَمضونَ وتَبْقى"
- "صَنَمًا خلَّفَهُ الكهَّانُ للريحِ"
- "التي تُوسِعُهُ جَلْدًا وَحرْقًا"
- "فارغَ الكَفَّيْنِ, مصلوبًا, وحيدْ"
- "في ليالى الثَّلْجِ والأفقُ رمادٌ"
- "ورمادُ النارِ, والخبز رمادْ"
- "جامِدَ الدَّمْعَةِ في لَيْلِ السهادْ"
- "ويوافيكَ مع الصبحِ البريدْ:"
- ".. صَفحَةُ الأخبارِ.. كم تجترّ ما فيها"
- "تُفَلِّيها.. تُعيدْ..!"
- "سوفَ يَمضونَ وتبقى"
- "فارغَ الكَفَّيْن, مصلوبًا, وحيدْ".
- ***
- اِخرسي يا بُومةً تقرعُ صدري
- بومةُ التاريخِ مِنِّي ما تُريدْ?
- في صَناديقي كُنوزٌ لا تَبيدْ:
- فرحي في كُلِّ ما أَطعَمتُ
- مِن جَوهرِ عُمْري,
- فَرَحُ الأيدي التي أعْطَتْ وإِيمانٌ وذِكرى,
- إنَّ لي جَمْرًا وخَمْرًا
- إِنَّ لي أطفالَ أترابي
- ولي في حُبِّهم خَمْرٌ وزادْ
- مِن حصادِ الحَقْلِ عندي ما كفاني
- وكفاني أنَّ لي عيدَ الحصادْ,
- يا مَعادَ الثلجِ لَن أخْشاكَ
- لي خَمْرٌ وجَمْرٌ للمَعادْ
المزيد...
العصور الأدبيه