قصائدخليل حاوي



السندباد في رحلته الثامنة
خليل حاوي



  • -1

  • دَاري التي أَبحرتِ غرَّبتِ معي,

  • وكنتِ خيرَ دارْ

  • في دوخةِ البحارْ

  • وغربةِ الديارْ,

  • والليلُ في المدينهْ

  • تمتصُّني صحراؤُه الحزينهْ

  • وغرفتي ينمو على عَتْبَتِها الغبارْ

  • فأَبتغي الفرارْ,

  • أَمضى على ضوءٍ خفيٍّ

  • لا أَعي يقينَهْ

  • فتزهر السكينهْ

  • وأَرتمي والليلَ في القطارْ

  • ***

  • رِحلاتيَ السبعُ وما كنَّزْتُهُ

  • مِنْ نعْمةِ الرحمانِ والتجارَهْ

  • يومَ صرعت الغُولَ والشيطَانَ

  • يومَ انشقَّتِ الأكفانُ عنْ جسمي

  • ولاحَ الشقُّ في المغارهْ,

  • رَوَيْتُ ما يَرْوُونَ عنِّي عادةً

  • كَتَمْتُ ما تعْيَا لهُ العِبارَهْ

  • ولم أَزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ

  • أُحسُّهُ عندي ولا أَعيهِ

  • وكيفَ أَنساقُ وأَدري أَنني

  • أَنساقُ خلف العري والخسارَهْ

  • أودُّ لو أَفرغتُ داري عَلّهُ

  • إن مرَّ تُغْويه وتدَّعيهِ

  • أُحسُّه عندي ولا أَعيهِ.

  • -2

  • وكان في الدارِ رواقٌ

  • رَصَّعَتْ جدرانَهُ الرسومْ

  • موسى يَرى

  • إزميل نارٍ صاعقَ الشرَرْ

  • يحفرُ في الصخْرِ

  • وصايا ربِّهِ العَشَرْ:

  • اَلزفتُ والكبريتُ والملحُ على سَدُومْ.

  • هذَا على جدارْ

  • على جدارٍ آخرٍ إطارْ:

  • وكاهنٌ في هيكلِ البعْلِ

  • يُرَبِّي أُفعُوَانًا فاجرًا وَبُومْ

  • يَفْتَضُّ سرَّ الخصبِ في العَذَارى

  • يهلِّلُ السكارى

  • وتُخصبُ الأرحامُ والكرومْ

  • تُفَوِّرُ الخمرةُ في الجِرَارْ.

  • على جدارٍ آخرٍ إطارْ:

  • هذا المعَرِّي,

  • خلف عينَيْهِ

  • وفي دهليزِهِ السحيقْ

  • دنياهُ كيدُ امرأَةٍ لم تغْتسِلْ

  • من دمِها, يشتمُّ ساقَيْها وما يُطِيقْ

  • شطَّي خليجِ الدنسِ المطليِّ بالرحيقْ

  • تكويرةُ النهدينِ من رغوتِهِ

  • وسوسنُ الجباهْ,

  • اَلمجرمُ العتيقْ

  • والثمرُ المرُّ الذي اشتهاهْ.

  • ***

  • من هذه الرسومْ

  • يرشحُ سيلٌ

  • مثقلٌ بالغَازِ والسمومْ

  • تمتصُّهُ الحيَّةُ في الأنثى

  • وما في دمها من عنصر الغَجَرْ

  • والنِمرُ الأعمى وحمَّى يدهِ

  • في غَيرةِ الذكَرْ:

  • "لوركا" و"عُرسُ الدمِ" في إسبانيا

  • وسيْفُ ديكِ الجِنِّ يوم ارتدَّ من حماهْ

  • اَلعُنُقُ العاجِيُّ نهْرٌ أَحْمَرٌ

  • يا هولَ ما جمَّدَهُ الموتُ على الشفاه.

  • هذا الدمُ المحتقنُ الملغُومُ في العُروقْ

  • تعضُّهُ, تكويهِ ألفُ حُرْقَهْ

  • وفي حنايا دَرَجٍ

  • في عَتْمَةِ الأَزقَّهْ

  • حشرجةٌ مخنوقةٌ وشهقَهْ.

  • ***

  • عاينتُ في مدينةٍ

  • تحترفُ التمويهَ والطهاره

  • كيف استحالتْ سمرةُ الشمسِ

  • وزهوُ العمرِ والنضارهْ

  • لغصَّةٍ, تشنُّجٍ, وضيقْ

  • عبرَ وجوهٍ سُلختْ من

  • سورها العتيقْ,

  • عاينتُ في الوجوهْ

  • وجهَ صبيٍّ ناءَ بالعمرِ

  • الذي أتلفَهُ أبوهْ

  • وأَطعمَ الجوعَ من الأفيونِ

  • رؤْيا خلَّفتهُ يعلكُ اللِّجامْ

  • وبعدَ حينٍ يحمدُ الصيامْ.

  • مدينةُ التمويهِ والطهارهْ

  • مدينةُ (...) تستفيقْ

  • فتبصرُ الأدغالَ تغْزو سورَها العتيقْ

  • وتبصرُ الحجارَهْ

  • تفرُّ في الطريقْ

  • ومن كهوفٍ شبعتْ مرارَهْ

  • تفورُ قطعانٌ جياعٌ

  • ليسَ يرويها سوى التدمير والحريقْ

  • ***

  • هذا الدمُ المحتقنُ الملغومُ في العروقْ

  • -3

  • بَلَوتُ ذلك الرِّوَاقْ

  • طِفلاً جَرَتْ في دمهِ الغازاتُ والسمومْ

  • وانْطَبَعتْ في صدرِهِ الرسومْ

  • وكنتُ فيه والصحابَ العتاقْ

  • نرفِّهُ اللؤْمَ, نحلِّي طعْمَهُ بالنفاقْ

  • بجُرْعةٍ من "عَسَلِ الخليفَهْ"

  • "وقهوة البشيرْ"

  • أُغَلِّفُ الشفاهَ بالحريرْ

  • بطانةِ الخناجرِ الرهيفَهْ

  • لحلوتي لحيَّةِ الحريرْ

  • ***

  • سلَختُ ذاكَ الرِّواقْ

  • خلَّيتْهُ مأْوى عتيقًا للصحابِ العِتاقْ

  • طهّرْتُ داري من صدى أشباحِهِمْ

  • في الليل والنهارْ

  • من إلِّ نفسي, خنجري,

  • لِيني, ولينِ الحيَّةِ الرشيقَه,

  • عشتُ على انتظارْ

  • لعَلّهُ إن مَرَّ أُغويهِ,

  • فما مرَّ

  • وما أرسلَ صوبي رعدَهُ, بروقَهْ.

  • طلبتُ صحوَ الصبح والأمطَارَ, ربِّي,

  • فلماذا اعتكرتْ داري

  • لماذا اختنقَتْ بالصمتِ والغُبارْ

  • صحراءَ كلسٍ مالحٍ بَوَارْ.

  • وبعدَ طعْمِ الكلسِ والبَوَارْ

  • اَلعَتْمَةُ العَتْمَةُ فارَتْ مِنْ

  • دهاليزي, وكانت رَطْبةً

  • مُنْتِنَةً سخينَهْ

  • كأَنَّ في داري التقَتْ

  • وانسكبَت أَقنيةُ الأوساخِ في المدينَهْ,

  • تَفُورُ في الليلِ وفي النهارْ

  • يعُود طعْمُ الكلس والبَوَارْ

  • وذاتَ ليلٍ أرْغَتِ العَتمةُ

  • واجترَّتْ ضلوعَ السقفِ والجدَارْ,

  • كيف انطوى السقفُ انطوى الجدارْ

  • كالخرقةِ المبتلَّةِ العتيقَهْ

  • وكالشراعِ المرتمي

  • على بحارِ العَتْمَةِ السحِيقَهْ,

  • حفُّ الرياحِ السودِ يُحْفيهِ

  • وموجٌ أَسودٌ يعلِكُهُ,

  • يرميهِ للرياحْ,

  • أغلقتِ الغَيْبوبةُ البَيْضاءُ عَيْنَيَّ

  • تركتُ الجَسدَ المطحونَ

  • والمعْجونَ بالجراحْ

  • للموجِ والرياحْ

  • -4

  • في شاطىءٍ من جُزُرِ الصَّقيعْ

  • كنتُ أَرى فيما يَرَى المُبَنَّجُ الصريعْ

  • صحْراءَ كلْسٍ مالحٍ, بَوارْ,

  • تمرجُ بالثلجِ وبالزهرِ وبالثِّمارْ

  • داري التي تحطَّمَتْ

  • تنهضُ من أَنقاضِها,

  • تختلِجُ الأخشابُ

  • تلْتمُّ وتحيا قُبَّةً خضراءَ في الرَّبيعْ

  • لن أَدَّعي أَنَّ ملاكَ الربِّ

  • ألقى خمرةً بكرًا وجمرًا أخضرًا

  • في جسدي المغْلُولِ بالصقيعْ

  • صفَّى عروقي من دمٍ

  • محتقنٍ بالغَازِ والسمومْ

  • عن لوحِ صدري مسحَ

  • الدمغَاتِ والرسومْ,

  • صحوٌ عميقٌ موجُهُ أُرجوحةُ النجومْ.

  • لن أَدَّعي, ولستُ أَدري كيفَ,

  • لا, لعَلَّها الجراحْ,

  • لعلَّهُ البحرُ وحفُّ الموجِ والرياحْ

  • لعلَّها الغَيْبوبةُ البيضاءُ والصقيعْ

  • شدَّا عروقي لِعُروقِ الأرضِ

  • كانَ الكفنُ الأبيضُ درعًا

  • تحتَهُ يختمرُ الربيعْ,

  • أَعشبَ قلْبي,

  • نبضَ الزنبقُ فيهِ,

  • والشراعُ الغَضُّ والجناحْ,

  • طفل يغَنّي في عروقي الجهلُ,

  • عريانٌ وما يُخلجني الصباحْ,

  • اَلنبضةُ الأولى,

  • ورؤْيا ما اهتدت للَّفظِ

  • غصَّتْ, أَبرقتْ وارتعَشَتْ دموعْ

  • هلْ دعوةٌ للحُبِّ هذا الصوتُ

  • والطيفُ الذي يلْمعُ في الشمس

  • تجسَّدْ واغْترفْ من جَسَدي

  • خبزًا وملْحًا,

  • خمرةً ونارْ,

  • وحدي على انتظارْ

  • أفرغتُ داري مرة ثانيةً

  • أَحيا على جمرٍ طريٍّ طَيبٍ وجوعْ

  • كأَنَّ أَعضائي طيُورٌ

  • عَبَرَتْ بحارْ

  • وحدي على انتظَارْ

  • -5

  • في ساحة المَدينهْ

  • كانَتْ خُطَاها

  • زورقًا يجيءُ بالهزيجْ

  • من مَرَحِ الأمواجِ في الخلِيجِ

  • كانَتْ خُطَاها تكسرُ الشمسَ

  • على البلَّورِ, تسقيهِ الظلالَ

  • الخضرَ والسكينهْ,

  • لمْ يَرَها غيري تُرَى

  • في ساحةِ الْمدينَهْ?

  • لم تَرَها عينٌ من العُيونْ.

  • اَلعُمرُ لن يقولْ

  • يا ليتَ من سنينْ

  • ملءُ دمي وساعدي

  • أَطيَبُ ما تزهو به الفصولْ

  • في الكرم والينْبوعِ والحقولْ,

  • اَلعُمرُ لن يقولْ

  • يا ليتَ من سنينْ.

  • -6

  • داري تعاني آخرَ انتظارْ

  • وقعُ الخطى الجَريئهْ

  • تُفتِّقُ المرجانَ والمرجَ

  • بأَرض الدارِ والجدارْ,

  • مرآةَ داري اغتسلي

  • من همِّكِ المعْقودِ والغُبارْ

  • واحتفلي بالحلوةِ البريئهْ

  • كأَنها في الصبحِ

  • شُقَّتْ من ضلُوعي

  • نبتتْ من زنبقِ البحارْ

  • ما عكَّرَ الشَّلالَ في ضحكتها

  • والخمرَ في حلْمَتِها

  • رعبٌ من الخطيئهْ

  • وما دَرَتْ كيْفَ تروغُ الحيَّةُ

  • الملْساءُ في الأقبيَةِ الوَطيئهْ,

  • اِحتفلي بالحلوَةِ البريئهْ

  • بالصحوِ في العيْنَيْنِ,

  • ما صحوُ الشعاعِ الغَضِّ

  • عَبْرَ النبعِ والثلوجْ,

  • بالصدرِ والخصرِ,

  • ترى ما تربةُ المسكِ

  • طريًّا دافئًا

  • ما بيْدرُ الحنطةِ والمروجْ

  • ما سُمْرةُ الصَّيْفِ على الثمارْ

  • ما نكهةُ البهارْ

  • ما كلُّ ما رَوَيْتْ

  • خلَّيْتُ للغَيرِ كنوزَ الأرضِ

  • يكفيني شبِعْتُ اليومَ وارتَوَيْتْ,

  • اَلحلوة البريئهْ

  • تُعْطي وتدري كلَّما أَعطَتْ

  • تَفُورُ الخمْرُ في الجِرَارْ

  • بريئةٌ جريئهْ

  • جريئةٌ بريئهْ

  • في شفَتيْها تُزبدُ الخمْرُ

  • وتصفُو الخمرُ في القَرارْ

  • لن يتخَلَّى الصُّبحُ عنا

  • آخِرَ النَهارْ.

  • -7

  • وليلُ أَمسِ كانَ ليلَ الجنِّ

  • والزوبعَةِ السوداءِ

  • في الغَاباتِ والدروبْ

  • مال إليْنا الزنبقُ العريانُ

  • أَدفأناهُ باللمسِ وزودْناهُ بالطيُوبْ

  • أَوَتْ إليْنا الطيرُ

  • من أعشاشِها المخرَّبَهْ

  • رُحْنا مع القافلَةِ المغَرِّبَهْ

  • في أرخبيلِ "الجُزُرِ الحِيتانِ"

  • حوَّلْنا استرحنَا والتحَفْنَا الليْلَ والغُيُوبْ,

  • غريبةٌ ومثلُها غريبْ

  • حيْثُ نَزلْنا ارتفعَتْ

  • دارٌ لنا ودَارْ

  • خَفَّ إليْنا ألفُ جارٍ مُتعَبٍ وجارْ

  • في دَوْخةِ البحارْ

  • وغُرْبةِ الديَارْ

  • -8

  • ولم أزَلْ أَمضى وأَمضى خلْفَهُ

  • أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ

  • أَودُّ لو أفرغتُ داري علَّهُ

  • إنْ مرَّ تُغْويهِ وتدَّعيهِ

  • أُحسُّهُ عنْدي ولا أَعيهِ.

  • ***

  • تمضي إلى غُرفتها

  • تعْثرُ في وَحْشتي,

  • وحدي,

  • مَدى عَتْمَتي

  • مَدى ليالى السهَادْ

  • دقَّاتُ قلْبي مثلُ دَلْفٍ أَسودٍ

  • تحفِّرُ الصمتَ

  • تزيدُ السوادْ,

  • وكانَ ما عاينتُ ممَّا ليْسَ

  • يُروى عادةً أَو يُعَادْ:

  • بئرٌ جفافٌ فوَّرَتْ,

  • وفورَتْ من عَتْمتى منارَهْ

  • أُعاينُ الرؤيا التي تصرعني حينًا,

  • فأَبكي,

  • كيْفَ لا أَقوي على البشارَهْ?

  • شهرانِ, طالَ الصمتُ,

  • جفَّتْ شَفَتي,

  • مَتَى مَتَى تُسعِفُني العبارَهْ?

  • وطالما ثُرْتُ, جلدتُ الغُولَ

  • والأَذنابَ في أَرضي

  • بصقتُ السم والسبابْ,

  • فكانتِ الأَلفاظُ تجري من فمي

  • شلاَّلَ قطْعَانٍ مِن الذئابْ,

  • واليَومَ, والرؤيا تغَنِّي في دمي

  • برعشَةِ البرق وصحو الصباحْ

  • وفطرةِ الطيرِ التي تَشْتَمُّ

  • ما في نيَّةِ الغاباتِ والرياحْ

  • تُحِسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ

  • تَرَاهُ قبلَ أن يولدَ في الفُصُولْ,

  • تُفَوِّرُ الرؤْيا, وماذَا,

  • سوف تأتي ساعةٌ,

  • أَقول ما أَقولْ:

  • -9

  • تحتلُّ عَيْنيَّ مروجٌ, مُدْخَناتٌ

  • وإلَهٌ بَعْضُهُ بَعْلٌ خصِيبٌ

  • بعْضُهُ جبَّارُ فحْمٍ ونارْ,

  • ملْيُونُ دارٍ مثلُ داري ودارْ,

  • تزهو بأَطفالٍ غصُونِ الكرمِ

  • والزيتونِ, جمرِ الربيعْ

  • غبَّ ليَالى الصَّقيعْ

  • يحتلُّ عيْنيّ رِواقٌ شمختْ

  • أَضلاعُهُ وانعَقَدَتْ عَقْدَ

  • زنودٍ تبتنيهِ, تبتني المَلْحَمَهْ

  • ومن غِنى تربتنا تستنبتُ

  • البلَّورَ والرخامْ

  • تكدَّسَ البلَّورُ من رؤيا عيُونٍ

  • ضوَّأَتْ واحترقتْ في حلَكِ الظَلامْ

  • وفرَّخَتْ أَعمدةُ الرخامْ

  • من طينَةِ الأَقبيَة المعْتِمَهْ

  • تلْك التي مصَّتْ سيُولَ الدمعِ,

  • مصَّتْ رَبَواتٍ

  • من طحينِ اللحْمِ والعِظَامْ

  • واختمرتْ لألفِ عامٍ أَسودٍ وعامْ

  • فكيْفَ لا يفرخُ منْها ناصعُ الرخامْ

  • أَعمدةً تنمو ويعْلوها رِواقٌ أَخضَرٌ

  • صَلْبٌ بوجهِ الريحِ والثلوجْ

  • اَلمِحورُ الهادىءُ والبرجُ الذي

  • يصْمدُ في دوَّامَةٍ تبتلِعُ البروجْ

  • ***

  • رؤيا يقين العَينِ واللمسِ

  • وليْست خَبَرًا يحدو به الرواةْ

  • ***

  • ما كانَ لي أن أحتفي

  • بالشمْسِ لو لم أرَكُمْ تغْتَسِلُونَ

  • الصُّبحَ في النِّيلِ وفي الأردنِّ والفُراتْ

  • من دمغَة الخطيئهْ

  • وكلُّ جسمٍ ربوةٌ تجوهرتْ في الشمْسِ,

  • ظلٌّ طيِّبٌ, بحيرةٌ بريئهْ.

  • أَمَّا التماسيحُ مَضَوا عن أرضِنَا

  • وفارَ فيهم بحرُنا وغَارْ

  • وخلَّفُوا بعْضَ بقايا

  • سُلِخَتْ جلُودُهُمْ,

  • ما نبتَتْ مطرحَها جلُودْ,

  • حاضرُهُم في عَفَنِ الأمس الذي

  • ولَّى ولنْ يَعُودْ

  • أَسماؤهمْ تحرقُها الرؤيا بعَينيَّ

  • دخانًا ما لها وجودْ.

  • ***

  • ربِّي, لماذَا شاع في الرؤيا

  • دخانٌ أحمرٌ ونارْ?

  • أَحببتُ لو كانت يدي سيْلاً,

  • ثلُوجًا تمسحُ الذنوب

  • من عَفَنِ الأمس تنمِّي الكرْمَ والطيُوبْ,

  • تضيعُ في بحري التماسيحُ

  • وحقدُ الأنهرِ الموحلَهْ

  • وينبعُ البَلْسَمُ من جرحٍ

  • على الجُلْجُلَهْ.

  • أَحببتُ, لا, ما زالَ حبّي مطرًا

  • يسخُو على الأخضَرِ في أرضي,

  • عداهُ حطَبٌ وَقودْ

  • تحرقها الرؤيا بعَينيَّ دخانًا

  • ما لها وجودْ,

  • وسوف يأْتي زمنٌ أَحتضنُ

  • الأرضَ وأَجلو صدرَها

  • وأَمسَحُ الحدودْ

  • -10

  • رِحلاتيَ السبْعُ رواياتٌ عن

  • الغُولِ, عن الشيطَانِ والْمَغارَهْ

  • عن حِيَلٍ تعْيا لها المَهارَهْ,

  • أُعيدُ ما تحكي وماذَا, عَبَثًا,

  • هيهاتِ أَستعِيدْ,

  • ضيَّعتُ رأس المالِ والتجَارَهْ,

  • ماذا حكى الشلاَّلُ

  • للبِئرِ وللسدودْ

  • لريشةٍ تجوِّدُ التمويه تُخفِي

  • الشحَّ في أقنِية العِبَارَهْ

  • ضيَّعْتُ رأس المالِ والتجارَه,

  • عدتُ إليكم شاعرًا في فمه بشارَه

  • يقولُ ما يقولْ

  • بِفِطرةٍ تحسُّ ما في رَحِمِ الفَصْلِ

  • تراهُ قَبْلَ أن يولدَ في الفُصُولْ



أعمال أخرى خليل حاوي



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟