الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> خليل حاوي >> في جوف الحوت >>
قصائدخليل حاوي
- ومتى يُمْهِلُنا الجَلاَّدُ والسَّوطُ المُدَمَّى?
- فنموتْ
- بين أيدٍ حانياتٍ,
- في سكوتٍ, في سكوتْ
- ومتى يَخْجَلُ مصباحُ الخفيرْ
- من مخازي العارِ
- والدمعِ المدوِّي من سريرٍ لسريرْ?
- ومتى يُحْتَضَرُ الضوءُ المقيتْ
- ويموتْ
- عن بقايا خِرَقٍ شوهاءَ,
- عنَّا, عن نُفاياتِ المقاهي والبيوتْ?
- حُشِرَت في مِصْهَرِ الكبريتِ,
- في مستَنْقعِ الحمَّى,
- رَسَتْ في جَوفِ حوتْ
- مُضْغَةً يجْترُّها الغازُ الجحيميُّ السعيرْ,
- حشرجاتٍ تَتَعالى
- سُحُبًا صفراءَ في وجه القديرْ
- والضميرْ
- ذلك الصوت المُرائي
- كم يُرائي المستَجيرْ,
- ذلك الجوُّ الجحيميُّ السعيرْ
- في مداه لا غدٌ يُشرِقُ,
- لا أمسٌ يفوت
- غيرَ آنٍ ناءَ كالصَّخر على دنيا تموتْ
- أتُراهُ كان لي دنيا سِواها,
- كانَ لي يومٌ نضيرْ
- وعرفتُ الحلمَ والإيمانَ والحبَّ القريرْ:
- نَبْضُ قلبينِ, وَزنْدٌ لَيِّنٌ,
- وصدًى يهمسُه دفءُ الحريرْ,
- وَصليبٌ وَرِعٌ فوق السريرْ
- وخيالٌ يتحدَّى
- عَتْمَةَ المجهولِ والسرَّ الكبيرْ.
- أتُراهُ كانَ لي يومٌ معافًى ونضيرْ
- أم حكاياتُ ثلوجٍ مَدَّها
- البُحْرانُ في وَهْجِ الهجيرْ?
- كل ما أذكرُه أنِّي أسيرْ,
- عُمْرُهُ ما كان عُمْرًا,
- كان كهفًا في زواياهُ
- تدبُّ العنكبوتْ
- والخفافيشُ تطير ْ
- في أسى الصمتِ المريرْ
- وأنا في الكَهف محمومٌ ضريرْ
- يتمطَّى الموتُ في أعضائِهِ,
- عُضوًا فعُضوًا, ويموتْ
- كلُّ ما أعْرفه أنِّي أموتْ
- مُضغَةً تافهةً في جوف حوتْ
المزيد...
العصور الأدبيه