قصائدجاسم محمد الصحيح



مهرة من ساحة ( اليرموك )
جاسم محمد الصحيح



  • قبلَ أنْ تُعلنَ ميلادَ جناحَيْهَا

  • وتنضمَّ إلى جِنْسِ البلابِلْ

  • أَنْفَقَتْ من ياسمينِ العُمْرِ ما يكفي

  • لِتَسْتَنْبِتَ في الحُلْمِ

  • من الوَرْدِ شعوباً ومن التينِ قبائِلْ

  • وانتهَتْ في أُمَّةٍ

  • يبكي بِها التينُ على أغصانهِ والوردُ ثاكِلْ

  • أينَ تُؤوي حُلْمَهَا ..

  • والبندقيَّاتُ ضيوفُ اليأسِ في الأُفْقِ

  • ولم يبقَ على الأرضِ قطافٌ خَيِّرٌ

  • تُغري بهِ جوعَ المَنَاجِلْ

  • غربةٌ تزحفُ في الأشياءِ كالأفعَى

  • وقهرٌ هائجٌ يهوي على الروحِ كأسنانِ المقاصِلْ

  • نَقَّبَتْ كلَّ التضاريسِ على خارطةِ الكونِ

  • ولكنْ لم تجدْ رأسَ ( فلسطينَ ) على تلكَ الهياكِلْ

  • كلُّ شيءٍ حولها سلسلةٌ تعتقلُ الجوهرَ في الروحِ ..

  • ولكنْ حُلْمُها الأخضرُ يلتفُّ

  • ربيعاً ناعساً حَولَ السلاسِلْ

  • لم تَجِدْ من وطنٍ أغلى من الإيمانِ بالوعدِ ..

  • ومن يخرجُ من إيمانهِ

  • يخرجُ منفيّاً من التاريخِ ، محروقَ المراجِلْ

  • أيُّ أُنثىَ طلعَتْ في موسمِ الثورةِ

  • كي تكنسَ من واحتهِ كلَّ الرجولاتِ المزابِلْ

  • عَلَّقَتْ تاريخَها في طَرَفِ الكوفيّةِ الشهباءِ

  • وانقضَّتْ على الحاضرِ غضْبَاتٍ صَواهِلْ

  • --------------

  • بِحِزامَيْنِ حبيبينِ من الثورةِ والإيمانِ

  • شدَّتْ خصرَها الناسفَ حُسْناً

  • وأدارَتْ شعرَها للبحرِ في ( غَزَّةَ )

  • كي تستبدلَ الشطَّ بِشَطٍّ من جدائِلْ

  • ثمَّ مالَتْ جهةَ النهرِ

  • وأهدَتْهُ يَدَيْهَا

  • ضِفَّتَيْنِ امتدَّتَاَ بالعُشُبِ الأحمرِ من مَرْجِ الأنامِلْ

  • هاهُنا خارطةُ الجرحِ ..

  • هُنا تمتدُّ بينَ ( البحرِ ) و ( النهرِ )

  • سُلالاتِ براكينَ وتاريخَ زلازِلْ

  • وهُنا ( آياتُ ) ما بينَ الحزامينِ الحبيبينِ

  • بَدَتْ جملةَ عشقٍ بينَ قوسينِ ..

  • وهيهاتَ

  • فمَا في جُملةِ العشقِ فواصِلْ

  • حَلَّقَ ( النحوُ ) بِها

  • فاجتهَدَ ( الرفعُ ) كما لم يجتهدْ من قبلُ

  • وانحازَ إليها كلُّ ( مفعولٍ بهِ )

  • يرفعُهُ المقلاعُ بالعزّةِ كي يصبحَ ( فاعِلْ )

  • أيُّ درسٍ عاصفٍ ينتظرُ الشرحَ

  • أفيقي يا كراريسُ

  • فهذي حصّةٌ من خارجِ المنهجِ

  • ما مرَّتْ على ذهنِ الجداوِلْ

  • لَبَسَتْ أقمارَها طرحةَ عرسٍ..

  • والنجومُ اتَّخَذَتْ موقعهَا الأجملَ في العينينِ..

  • وامتدَّتْ على أطرافِها كلُّ السواحِلْ

  • وانثنَتْ ( آياتُ ) تختالُ ..

  • وكوفيّتُها تختصرُ البُعْدَ الفلسطينيَّ في خارطةِ الكونِ

  • وتجلُو طفلةً كاملةَ الوعيِ ..

  • على جبهتِها قامَتْ قياماتُ المشاعِلْ

  • عُمْرُها ( ستٌّ و عشرٌ ) من سنينٍ

  • وألوفٌ من بواريدَ

  • وجيلٌ من قنابِلْ

  • وجنتاهَا بيرقانِ ارتفعَا في أَلَقِ النصرِ على كفَّيْ مُقاتِلْ

  • قَدُّها ..

  • يا نهرُ حدِّثْ عن تَثَنِّيكَ و يا نخلُ تطاوَلْ

  • مُقلتَاهَا ..

  • هل رأيتَ الشمسَ تنصبُّ ينابيعَ من الجمرِ

  • وهل أبصرتَ في الطوفانِ أمواجاً تقاتِلْ

  • ومُناهاَ :

  • هاهُنا التاريخُ يرتدُّ إلى أعراسِ ( بابِلْ )

  • أيُّ وعيٍ ثائرٍ هبَّ كما الريحِ

  • لكي يطفئَ إشراقةَ تفَّاحِ الخياناتِ بِبُستانِ المهازِلْ

  • طلعَتْ تحدو مطايا رحلةِ الصيفِ

  • على إيقاع ممشَاها

  • وتمتصُّ لُهاثَ الدربِ من صدر القوافِلْ

  • حَدَّقَ الدهرُ

  • فألفَى ( خولةً ) تبعثُ للأجيالِ من حُفرتِها إحدَى الرسائِلْ

  • مهرةٌ قادمةٌ من ساحةِ ( اليرموكِ )

  • ظلَّتْ تعبرُ الأصلابَ من فحلٍ إلى فحلٍ

  • وتمتصُّ الفحولاتِ إلى قعرِ المفاصِلْ

  • كلَّمَا شدَّتْ خُطاها

  • كَسَرَتْ ظهرَ المسافاتِ وأضلاعَ المراحِلْ

  • غَمَزَ الخُلْدُ لها

  • وَهْيَ تقودُ الريحَ في دربِ الرسالاتِ ..

  • ومُهْرُ الريحِ جافِلْ

  • غُضَّ منْ طرفِكَ يا خُلْدُ ..

  • فما كنتَ تُجيلُ الطرفَ

  • لو أدركتَ منْ كنتَ تُغازِلْ

  • ضَحِكَ الدربُ

  • غداةَ المهرةُ البِكْرُ أحسَّتْ بِجنينِ الفتحِ

  • في أحشائها يهتزُّ ..

  • فاهتزَّتْ

  • وراحَتْ تنظمُ الشارعَ عقداً:

  • خيطُهُ الأرضُ وحبَّاتُ لآليهِ المنازِلْ

  • وتدلَّى الغيمُ قرطينِ بِأدنى أُذُنَيْهاَ ..

  • والعصافيرُ

  • علَى أقدامِها صارَتْ خلاخِلْ

  • وتَهادَتْ وَحْدَها

  • لولاَ حقولُ القمحِ تنصبُّ على الظهرِ بِشَلاَّلِ سنابِلْ

  • وحدَها كانَتْ

  • ولكنْ غابةُ الزيتونِ في أعطافِها ترقُصُ ..

  • والمجدُ غصونٌ تتمايَلْ

  • وَحْدَهَا كانَتْ ..

  • فقلبي الفاجرُ الكافرُ

  • لا يبصرُ في الفستانِ إلاَّ زهرةً واحدةً

  • حجَّبَها اللهُ بإكسيرِ الفضائِلْ

  • يا إلهي .. يا إلهي ..

  • كمْ من الإيمانِ أحتاجُ لكي يدركَ قلبي

  • أنَّ في فستانِها ألفَ مناضِلْ ؟

  • -----------------

  • نَفَحَتْ وجهَ المَدَى

  • مثلَ نسيمٍ مُصبحٍ

  • هبَّ على أَوجهِ أشياخٍ تقاةٍ

  • أكملُوا تَوَّاً صلاةَ الفجرِ

  • وانسلُّوا منَ المسجدِ أرواحاً كوامِلْ

  • مالتِ الشمسُ لها

  • وانتصَبَ الظهرُ أذاناً

  • والمناراتُ اشرأبَّتْ في الصدَى ..

  • كلُّ جهاتِ الأرضِ حُبلَى بأذانِ الظُهرِ

  • إلاَّ جهةٌ واحدةٌ بالعُهْرِ حامِلْ

  • كرَّتِ المهرةُ كي تكملَ صوتَ اللهِ في الأبعادِ ..

  • هذي لحظةُ الوحيِ دَنَتْ

  • والأنبياءُ انتظروا ( الآياتِ )

  • فيمَا ( مريمُ ) العذراءُ كانتْ بانتظارِ ( التمرِ ) في ( المحرابِ ) ..

  • يا الله يا الله يا الله

  • ما أكثرَ ما أشعلَهَا الإلهامُ طُهراً

  • فاستقالَ الطينُ في أعضائهَا من عمَلِ الطينِ

  • وشَعَّ الوحيُ برقاً خاطفاً

  • فَجَّرَها في أَلَقِ الفَرْضِ تراتيلَ

  • كأنَّ ( الصُحُفَ الأولى ) تَجَلَّتْ دُفعةً واحدةً

  • واكتملَ التنزيلُ ..

  • ها قد حصحصَ الفجرُ فكلُّ الليلِ باطِلْ

  • من هُنا يا ( أختَ هارونَ ) خذي تمرةَ محرابكِ ..

  • هذي نخلةُ اللهِ

  • وهذَا تمرُها تَمرٌ إلهيُّ الشمائِلْ

  • -------------

  • هكذَا ( آياتُ ) لَبَّتْ داعيَ ( الجُمعةِ ) للذِكرِ

  • و صَلَّتْهاَ من القلبِ وجوباً ونوافِلْ

  • ثُمَّ عادَتْ بِربيعٍ شاعرٍ في دَمِها المنظومِ

  • واشتاقَتْ إلى تقفيَةِ الماءِ بِمنثورِ الجداوِلْ

  • وأحالَتْ من دَوِيِّ الجسَدِ الهادرِ

  • لحناً واحداً

  • وَزَّعَهُ الحبُّ تقاسيمَ على كلِّ ( الفصائِلْ )

  • هكذَا عادَتْ ..

  • وفي أقدامِها آخرُ أنباءٍ عن الأرضِ أذاعَتْهَا المعاوِلْ

  • صَفَّقَ الموتُ لَهَا

  • مِمَّا رأى من روعةِ الجرأةِ

  • واهتزَّتْ من الإعجابِ روحُ الأرضِ ..

  • فاحتارَ المدَى :

  • هلْ كانتِ الأرضُ تُداجيها

  • وهلْ كانتْ يدُ الموتِ تُجامِلْ ؟

  • آهِ يا ( آياتُ ) ..

  • يا بوصلةَ القِمَّةِ ..

  • يا موهبةَ الينبوعِ ..

  • يا فجراً على السفحِ تُؤاخيهِ الأيائِلْ

  • يا ( حديثاً ) في ( صحيحِ ) الطيرِ ( تَرويهِ ) العنادِلْ

  • سامحيني حين أتلوكِ

  • وأستأذنُ فيكِ الشرفَ السامي ..

  • فما من عربيٍّ شاعرٍ يجرؤُ

  • أن يرفَعَ في عينيكِ عينيهِ

  • وأن يختطَّ حرفينِ عنِ العشقِ ..

  • فهذَا دمُكِ الزاحفُ عبر الوطنِ الأكبرِ

  • مازالَ يُعرِّي الشعرَ والعشقَ ..

  • أَراني قامةً من خجلٍ في حضرةِ الصمتِ..

  • اعذُريني في انتماءٍ مسَّهُ العُقمُ ..

  • كِلانَا يأكلُ الحنظلَ من فاكهةِ القُربىَ

  • وزقُّومُ العروباتِ علينا يتناسَلْ

  • طاشَ بي لُبِّي ..

  • أَ هذي أُمَّةٌ أمْ كتلةٌ من عَدَمٍ أخرسَ ؟؟

  • ما أكبرَ هذا العدمَ الأخرسَ

  • ما أكبرَ هذا الخَرَسَ المعدمَ

  • صارَ القلبُ مِمَّا قَرَّحَ الحزنُ بهِ نبعَ دمامِلْ

  • كلَّما جُنَّ جنوني

  • رحتُ لِلَّوعةِ أستفتي

  • وحينَ اجتهدَتْ في دميَ اللوعةُ

  • زنَّرتُ ضلوعي بِعُبُوَّاتِ احتجاجٍ وحزامَينِ منَ الشَجْبِ ..

  • وحانَتْ ساعةُ النارِ فَخانَتْني الفتائِلْ

  • خِلْقَتي ناقصةُ التكوينِ ..

  • هل يكملُ مخلوقٌ بلاَ حُرِّيّةٍ ؟

  • هيهاتَ .. هذا ما تقولُ البندقيَّاتُ ..

  • فلا بُدَّ إِذَنْ من طلقةٍ تكملُ تكويني

  • وتسمو بي إلى أحسنِ تقويمِ من النخلِ تَمَنَّتهُ الفسائِلْ

  • ----------------

  • علِّمينا الحُلمَ يا ( آياتُ ) ..

  • هل حوصلةُ الطائرِ كونٌ من زغاريدَ ..

  • وهل ثمَّةَ طيرٌ خُلِقَتْ دونَ حواصِلْ ؟؟

  • كنتِ أعلَنتِ لنا عن موعدِ ( الطوفانِ ) بالأمسِ

  • وجثمانُكِ أهدَى أوَّلَ الألواحِ

  • كي نصطنعَ ( الفُلكَ )

  • ولكنْ لم يجئْ ( نوحٌ ) ..

  • هُنَا في الأُمَّةِ الغرقىَ

  • مُسُوخٌ لبَسََتْ هيئةَ ( نوحٍ )

  • فاستحالَ الدمُ نفطاً ..

  • والشعاراتُ أُصِيبَتْ في المقاتِلْ

  • من ( جِنينَ ) ابتدأََ ( الطوفانُ ) في السرِّ

  • ولا يعلمُ إلاَّ اللهُ

  • كيفَ ابتدأَ الطوفانُ في السرِّ

  • وماذَا كانَ يحتدُّ سوَى لحمكِ في ( التنُّورِ )

  • حتَّى ( فارَ ) غضبانَ

  • وكانت طلقةٌ واحدةٌ تكفي لأَِنْ تختصرَ الموتَ ..

  • لماذَا انشقَّتِ الأرضُ إذَنْ أنهارَ جَمْرٍ

  • والسماواتُ غَدَتْ تُمطرُ فولاذاً ؟؟

  • هنيئاً للحضاراتِ التي ترسمُ بالصاروخِ

  • وجهَ العالمِ الحُرِّ

  • هنيئاً هذهِ الحربُ على الجوهرِ في الإنسانِ

  • صارَ الكفَنُ الأبيضُ زِيَّ الخَلقِ

  • في صيحتهِ الكُبرى على ثغرِ القوابِلْ

  • هذهِ أرضُ ( جِنينَ ) ارتفعتْ للهِ

  • والموتُ تَمَشَّى عاطلاً من عمَلٍ ..

  • نَقَّبَ أشلاءَ الجنازاتِ

  • فألفَى كلَّ شلوٍ ضاحكاً يهزأُ بالطلقِ

  • فتَرْتَدُّ الرصاصاتُ إلى منجمِهَا خجلَى ..

  • هُنَا الوعدُ تَجلَّى

  • و ( جِنينُ ) ارتفعَتْ وارتفعَتْ ..

  • صارَتْ سماءً للعُلَى ثامنةً

  • والشهداءُ انتثرُوا شُهْباً على الأُفْقِ

  • وظلَّ الموتُ عاطِلْ



أعمال أخرى جاسم محمد الصحيح



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



ماذا يجب أن تعرف عند شراء شقتك؟