قصائدجاسم محمد الصحيح



الفارس والصهيل المكسر
جاسم محمد الصحيح



  • أراكَ فأَسمو في قداسةِ ما أَرَى

  • كأنَّ الليالي جدَّدَتْ فيكَ (حيدرَا)

  • كأنَّ الليالي في صدَى عُنْفُوَانِها

  • أَرَادَتْ لِذاكَ الوِتْرِ أنْ يتكرَّرَا

  • فَأَلْقَتْكَ في أتُّونِ دُنْيَاهُ خَامَةً

  • وصاغَتْكَ من أسمى معانيهِ جوهرَا

  • وَخَطَّتْ لكَ المضمارَ عبر جراحِهِ

  • لِتجري على سيفِ المنايا كما جَرَى

  • وبَيْنَكُمَا التاريخُ نَهْرٌ مُدَلَّلٌ

  • أَسَالَتْهُ أعناقُ المحبِّينَ أحمرَا

  • وشَدَّتْكُمَا شريانَ عشقٍ تَدَفَّقَتْ

  • دماءُ الأضاحي في أقاصيهِ مَحْشَرَا

  • فَكُلُّ خلاصٍ في الحياةِ قيامةٌ

  • تهزُّ الثرى الغافي فَيَسْتَيْقِظُ الثرَى

  • سلاماً (أبا الهادي) على قلبِكَ الذي

  • تَنَاثَرَ في الوادي طيوراً وأَنْهُرَا

  • سلاماً على السِنِّ الضَحوكِ إذا اخْتَفَتْ

  • وراءَ التحدِّي تشعلُ الحرفَ مجمرَا

  • سلاماً على رُؤْيَاكَ في كلِّ فكرةٍ

  • دَحَوْتَ بِها في (دَبْشَةٍ) بابَ (خيبرَا)

  • مؤامرةُ الأصفارِ ضدَّكَ لم تَلِدْ

  • سوى الصفرِ.. يا رَقْماً من الدهرِ أكبرَا

  • تَنَاسَخْتَ في صُلْبِ الجماهيرِ ، هازئاً

  • بِمنْ حَسِبوا صُلْبَ الجماهيرِ أبترَا

  • تُحَرِّضُ في الماءِ الأجنَّةَ زارعاً

  • ( فلسطينَ ) في الأصلابِ عهداً مُطَهَّرَا

  • فَتَنْمُو بطونُ الأُمَّهاتِ بِبَيْعَةٍ

  • على العهدِ .. تَجْنِيهَا سلاحاً وعسكرَا

  • *

  • *

  • أُعيذُكَ منِّي .. من هوىَ كلِّ عاشقٍ

  • يعيشُكَ شكلاً لا يعيشُكَ مخبرَا

  • فما حبَسَ الأبطالَ مثلُ حكايةٍ

  • تُشَيِّدُ من أسطورةِ العشقِ مَخْفَرَا

  • أُعيذُكَ من ( غرناطةٍ ) بعدَ ( طارقٍ )

  • فأمجادُهُ صارتْ رخاماً ومَرْمَرَا

  • غداً يرصدُ التاريخُ ذكراكَ شاهراً

  • يراعتَهُ يجلو السؤالَ المُشَمِّرَا:

  • ومَنْ هُوَ ( نَصْرُ اللهِ ) .. هَلْ هُوَ فاتحٌ

  • أضافَ إلى طولِ المجرَّةِ خُنْصُرَا ؟

  • أَمِ البَطَلُ الشعبيُّ في قَصَصِ الهوى

  • - قديماً – بأعماقِ الغواني تَجَذَّرَا ؟

  • بِماذَا يجيبُ العاشقونَ إذا انْتَهَى

  • بِكَ العشقُ رمزاً في الأساطيرِ مُبْحِرَا

  • أَقَامَتْ حكاياتُ البطولةِ سورَها

  • عليكَ فلا ألقاكَ إلاَّ مُسَوَّرَا

  • قفزتُ على سورِ الحكاياتِ علَّني

  • أراكَ طليقاً من هواها ، مُحَرَّرَا

  • وجئتُكَ بالنخلِ المقاومِ مالئاً

  • مساحةَ روحي عنفواناً ومفخَرَا

  • معي قُبُلاتٌ باتِّساعِ مَجَرَّةٍ

  • من الشوقِ .. فَامْنَحْني جبينَكَ محورَا

  • وفي كلِّ سطرٍ من عروقيَ جمرةٌ

  • من الحبِّ فَاقْرَأْني جحيماً مُسَطَّرَا

  • تَسَمَّرْتُ للنجوى كأنّيَ عاشقٌ

  • فَتِيٌّ لميعادِ الهوى قد تَسَمَّرَا

  • أطوفُ بأحداقي طوافاً مُقَدّساً

  • على كلِّ حقلٍ فوقَ هامكَ أزهرَا

  • تجلَّيْتَ لي في وجهِ ( آذارَ ) سنبلاً

  • وفاجَأْتَني في كفِّ ( أَيَّارَ ) بيدرَا

  • وكوَّرْتَ آلافَ المواسمِ عِمَّةً

  • على الرأسِ ، فارتاحتْ على زندِكَ القُرَى

  • وحَفَّتْكَ من كلِّ النواحي مهابةٌ

  • تناثرَ منها العزُّ ورداً وعنبرَا

  • إذا سَقَطَتْ في هُوَّةِ الجوعِ قريةٌ

  • مَدَدْتَ لها كفَّيكَ خُبزاً وزعترَا

  • فَقَامَتْ تُصَلّي فجرَها مُطْمَئِنَّةً

  • وتتلو على الأرضِ الأمانَ المُطَهَّرَا

  • وتشعلُ تنَّورَ الصباحِ تحيّةً

  • تكادُ من الإشراقِ أنْ تَتَجَوْهَرَا

  • *

  • *

  • أُحَدِّقُ في التقويمِ .. والحزنُ شاخصٌ

  • على كلِّ يومٍ صارَ عيداً مُزَوّرَا

  • تزاحَمَتِ الأعيادُ في عُمْرِ أُمَّةٍ

  • هيَ الحزنُ .. بلْ أشقى من الحزنِ عُنصرَا

  • ألَمْ تَرَها منقوعةً في دمائِها

  • قروناً .. أَلَمْ تُمْطِرْ عليها التحسُّرَا ؟؟

  • أَلَمْ تُعْطِها عهداً على السيفِ ، قاطعاً

  • رقابَ الخياناتِ التي تملأُ الثرَى؟

  • أتيتَ .. وكانَ الشوطُ يهفو لِفارسٍ

  • يشدُّ بِيُمْنَاهُ الصهيلَ المُكَسَّرَا

  • تَمَخَّطَتِ الدنيا فسالَ مُخَاطُها

  • بـ ( صهيونَ ) سيلاً في الليالي تبعثرَا

  • و ( لبنانُ ) سربٌ من خيوطٍ تَشَاجَرَتْ

  • لِتَنْسِجَ للأعرابِ بُرْداً ومئزرَا

  • و ( بيروتُ ) .. ليلى الحُبِّ .. ما عادَ إسمُه

  • تحجُّ إليهِ الأبجديَّاتُ ، مشعرَا

  • وكانتْ ليالي الوصلِ في كلِّ خلوةٍ

  • مزاداً بهِ ( ليلى ) تُباعُ وتُشْتَرَى

  • وثَمَّةَ طوفانٌ من القهرِ واقفٌ

  • على صمتهِ الرسميِّ حتّى تَحَجّرَا

  • إذا همَّ أنْ يجري أعاقَتْهُ صخرةٌ

  • من الذكرياتِ السُودِ فارتدَّ لِلْوَرَا

  • أتيتَ .. وفجرُ التضحياتِ مُدَجَّنٌ ..

  • هزيلٌ .. بأوراقِ الخيانةِ حُوصِرَا

  • وحينَ تَشَرَّبْتَ الحقيقةَ مُرَّةً

  • جريتَ بعنقودِ الحقيقةِ سُكَّرَا

  • وآمنتَ أنَّ البندقيَّةَ سُلَّمٌ

  • إلى الغيبِ تختطُّ المصيرَ المُقَدَّرَا

  • فما هِيَ إلاَّ وثبةٌ عبقريّةٌ

  • وأومأتَ للطوفانِ أنْ يَتَفَجَّرَا

  • هناكَ سُراةُ الليلِ شَدُّوا ركابَهُمْ

  • بقافلةِ الأحرارِ واستأنفوا السُرَى

  • وأهداكَ ( صِنِّينُ ) المعظّمُ رُكْبةً

  • إلهيَّةَ المسرى ، وزنداً مُظَفَّرَا

  • وسِرْتَ .. فما ألقى ( البراقُ ) رحالَهُ

  • ولا كانَ عن إرْثِ النبوّاتِ مُدْبِرَا

  • صعدتَ جبالَ الصَمْتِ .. والصَمْتُ شاهقٌ

  • لِتَبْني عليها بالقنابلِ منبرَا

  • إذا أشْعَلَتْ صوتَ المُؤَذِّنِ بحَّةٌ

  • قَبَسْتَ الصدى برقاً من الهديِ نَيِّرَا

  • وإنْ تَعِبَ الدربُ الطويلُ حملتَهُ

  • على قَدَمَيْكَ الماردينِ ، مُكَوَّرَا

  • فصاحتْ جهاتُ الأرضِ : يا سيّدَ المدى

  • تَنَبَّهْ .. فقد أضحى زمانُكَ أَعْورَا

  • لكَ الشمسُ خيطٌ والحقيقةُ إبرةٌ

  • فَفَصِّلْ على عينِ الخريطةِ محجرَا

  • هيَ الأرضُ للمستضعفينَ هديّةٌ

  • من الله.. ضاعتْ بينَ (كسرَى) و(قيصرَا)

  • فلا جِهَةٌ إلاَّ أعَارَتْكَ رِجْلَها

  • لِتَنْقَضَّ من كلِّ الجهاتِ غضنفَرَا

  • عباءتُكَ امتدَّتْ سهولاً شريدةً

  • وجُبَّتُكَ التفَّتْ تراباً مُهَجّرَا

  • وأنتَ مع الطوفانِ .. تُرخي عنانَهُ

  • فَيجري ، وتلوي بالعنانِ فَيُقْصِرَا

  • وتَبْلُو السرايا : موجةً بعدَ موجةٍ

  • تُقَوِّمُ من تيّارِها ما تعثَّرَا

  • مَشَتْ خلفَكَ الوديانُ ممشوقةَ الخُطى

  • صعوداً على متنِ ( الجنوبِ ) إلى الذُرَى

  • وكانَ صدى كعبيكَ في كلِّ خطوةٍ

  • يُطَيِّر ( للأقصَى ) حماماً مُبَشِّرَا

  • فَفَاضَتْ من الأجداثِ كلُّ حضارةٍ

  • مُعَتَّقَةً في قلبِ ( لبنانَ ) أَعْصُرَا

  • بَدَا حائراً ( باخوسُ ) من طعمِ خمرةٍ

  • بِها سَكِرَ الرملُ المُعَنّى ، وأَسْكَرَا

  • رآكَ وراءَ الغيبِ تجلُو كرومَهَا

  • شهيداً شهيداً : ( هادياً ) بعدَ ( أشمرَا )

  • عناقيدُكَ الثُوَّارُ ما زالَ وَحْيُهُمْ

  • بِخَابِيَةِ التاريخِ يشتاقُ سُمَّرَا

  • عناقيدُ في دَنِّ المنايَا عَصَرْتَها

  • وَرَوَّيْتَ شريانَ الترابِ التَحَرُّرَا

  • هُنا بَرِئَتْ ( عشتارُ ) من كلِّ عاشقٍ

  • سِواكَ ، وأهدَتْكَ الجمالَ المُصَوَّرَا

  • *

  • *

  • فَيَا سادناً دَيْرَ الفداءِ ، تَخَمَّرَتْ

  • قرابينُهُ مجداً كريماً ، ومَفْخَرَا

  • أتيتُكَ لم أثملْ بكأسِ كرامةٍ

  • مدى العُمْرِ .. فاسكبْ لي شهيداً مُخَمَّرَا

  • هُنا اللغةُ الفُصحى تجاهدُ في يدي

  • إذَا لَمعتْ في إصبعٍ صارَ خنجرَا

  • خذُوا أَيُّها الأحرارُ كلَّ أصابعي

  • فقدْ صغتُ منها للخناجرِ متجَرَا

  • ويا أَهْلَ وِدِّي .. أجِّروني عذابَكُمْ

  • دعوا الوِدَّ يحيا لَوْ عذاباً مُؤجَّرَا

  • أريدُ لِقلبي أنْ يُؤدّي جهادَهُ

  • إذا شَدَّ قوساً من هواكمْ ، وأَوْتَرَا

  • مَتَى الحبُّ يهديني .. لَعَلَّ قصيدةً

  • أُصوّبُها تفتضُّ للحقدِ منحرَا

  • أُرابطُ لو تُجدي مرابطتي على

  • ( ثغورِ ) القوافي .. أملأُ الشعرَ عسكرَا

  • وأَقْذِفُ بالإيمانِ كلَّ خرافةٍ

  • تشقُّ لها في جبهةِ الفكرِ مَعْبَرَا

  • تُوَجِّهُني ناري .. وناري ضريرةٌ

  • فما أرهنُ الأشياءَ إلاَّ لِأَخْسَرَا

  • وقد عَلَّقَتْني في عُرَى الليلِ يقظةٌ

  • تكادُ بِثِقْلِ الصَحْوِ أنْ تفصمَ العُرَى

  • ذَرَعْتُ المدَى ( خمسينَ ) عاماً ولم أجدْ

  • صباحاً على أُفْقِ العروبةِ نَوَّرَا

  • قِطارٌ من الضِحْكاتِ يجتاحُ قامتي

  • حزيناً إذا الدُورِيُّ بالصُبْحِ بَشَّرَا

  • لِماذَا ( أذَانُ ) الفجرِ يعلو .. أَمَا استحَى

  • المؤذِّنُ أنْ يُعْلي أَذَاناً مُزَوَّرَا؟

  • يُغَلِّفُ أيامي ظلامُ عُروبتي

  • إذَا ما ظلامُ الليلِ عنِّي تَقَشَّرَا

  • أنا لَمْ أُصَلِّ الفجرَ حتّى رَأَيْتُهُ

  • على أُمّتي من وجهكَ السَمْحِ أَسْفَرَا

  • أَشِعَّتُهُ كانتْ سراياَ بَنَادِقٍ

  • تُرَتِّلُ في الأُفْقِ الرصاصَ المُنَوَّرَا

  • إذا ( كَبَّرَ ) البارودُ في ثَغْرِ طَلْقَةٍ

  • أعادَ ( بلالاً ) في الأعالي ( مُكَبِّرَا )





  • فَيَا قَادِماً يحدُو ركابَ غمامةٍ

  • تفيضُ عصافيراً وقمحاً وكوثَرَا

  • رَأَتْكَ بساتينُ ( الجنوبِ ) فأَيْقَظَتْ

  • هديلَ السواقي شاحبَ الصوتِ ، أصفَرَا

  • بكى كلُّ بستانٍ تحرَّاكَ ساهراً

  • يُقَلِّمُ من أغصانهِ شهوةَ الكَرَى

  • وهَبَّتْ سِلاَلُ الفجرِ بعدَ صيامِها

  • على القحطِ تشتاقُ القطافَ لِتُفْطُرَا

  • وأنفاسُكَ الخضراءُ تنسابُ في الرُبَى

  • ملائكةً تذرو النسيمَ المُعَطَّرَا

  • وعيناكَ مجدافانِ في الأُفْقِ ، كُلّما

  • هَمَزْتَهُمَا شَقَّا عن الغَيْمِ مِئْزَرَا

  • وسالَتْ على الأبعادِ شهوةُ غيمةٍ

  • تَزَوَّجَها الوادي زواجاً مُبَكِّرَا

  • فَفَرَّ الجفافُ الوحشُ حين رَجَمْتَهُ

  • بِرائحةِ الليمونِ ، والقحطُ أدبرَا

  • كَسَوْتَ شفاهَ الأرضِ فستانَ ضحكةٍ

  • تهادَى على أطرافِها وتَبَخْتَرَا

  • ومِلْتَ على الألوانِ ترفعُ عرشَها

  • من السفحِ مُمْتَدّاً إلى هامةِ الذُرَى

  • وحولَ ذِرَاعَيْ كلِّ زيتونةٍ نَمَا

  • شهيدانَ من قَبْرَيْهِمَا ، وتَشَجَّرَا

  • فيا أَيُّها الزيتونُ : هلْ أنتَ غاضبٌ

  • غداةَ الضحايا أصبحُوا منكَ أكثَرَا؟



أعمال أخرى جاسم محمد الصحيح



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط