الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جاسم محمد الصحيح >> آخر مقامات العشق >>
قصائدجاسم محمد الصحيح
- لُغتي سفرجلةٌ تفوحُ بأبجديَّاتِ الغَرَامْ
- وأنا وأنتِ غوايتانِ سَخيَّتَانِ
- فما اكتفَى الشوقُ الحلالُ من الهوى
- إلاَّ هفَا الشوقُ الحرَامْ
- هل يعرفُ الشوقُ الحلالَ من الحَرَامْ ؟
- هِيَ تلكَ رغبتُنا تنُادِينا
- فَقُومي نعقدُ الجَسَدَيْنِ
- دائرةً من الصَبَوَاتِ مُغلقةً على زَوْجَيْ حَمَامْ
- مِن هاهُنا ابتدأَ (المَقامْ)
- مِن همسةٍ سَحَبَتْ على الزنْدَينِ طلسَمَها
- وسَيَّجَت الصبابةَ بالعِناقْ
- فالعشقُ أوَّلُه اشْتيَاقْ
- والعشقُ آخرُه احْترَاقْ
- ماذا إذنْ ، بينَ البدايةِ والخِتامْ ؟
- تُهْنَا بِوَادِي اللَّيل ما بينَ البدايةِ والخِتامْ
- كُنَّا نُفتِّشُ عن طريقٍ نحوَ جوهَرنا
- وكانَ الحُبُّ مثلَ عمودِ صُبْحٍ في جوانحِنا ، اسْتقَامْ
- ونَضَوْتِ عنكِ جريرةَ الفُستانِ
- في وَهَجِ التَجلِّي ..
- آهِ ما أحلاكِ يا لَهَباً تجسَّدَ في قُوَامْ
- مِن أينَ سالَ وميضُكِ القِدِّيسُ في صَدْرِي
- لِيَمْسحَ عن ترائبيَ ، الأَثَامْ ؟
- مازالَ يصقلُني شعاعُ الدهشَةِ اللُّجِيُّ
- حَتَّى صاغَني نجماً من الإغوَاءِ يسبَحُ في الهُلاَمْ
- وهُنا وقفتُ كعَابدِ اللَّهَبِ القديمِ وقد تعرّى للضّرَامْ
- كانَ الكلامُ مدارجَ الرُّوحَينِ
- في الأفُقِ الَّتي تُفْضِي لِفِردَوْسِ الهُيامْ
- كمْ وَرْدَةٍ سَقَطَتْ على خَدِّ الوِسَادَةِ
- حِينَمَا انتَفَضَ الكلامْ
- ثُمَّ انْطَلَقْنا عبرَ وَادِي اللَّيلِ
- يرفعُنا ويخفضنا ، الظلامْ
- وخريطةُ الجسَدَينِ تخرجُ من تضاريسِ الرتَابَةِ
- كُلَّما انقلَب الرُّخَامُ على الرُّخَامْ
- حَتَّى إذا الناقوسُ رَنَّ ..
- هُناكَ في أعْضائنا المُتَبَتِّلاتِ ..
- وَلَبَّتِ النبضَاتُ داعيَها
- وَحرَّرَتِ الرحيقَ من العِظَامْ
- آنَسْتُ فحلَ تَهَجُّدِي ينْسَلُّ من نَجْوَاهُ
- في تَعبٍ رَبيعيٍّ
- ويدخلُ في تجاويفِ المنَامْ
المزيد...
العصور الأدبيه