قصائدجاسم محمد الصحيح



زيارة إلى شعورٍ هرم
جاسم محمد الصحيح



  • مِنْ أقاصي جسدي عُدْتُ ..

  • فهل تذكرني روحُ الزُقَاقْ ؟

  • هل بِوِسْعِ الرَملِ أنْ يشتمَّ أقدامي

  • لِتصحو خطوتي الأولى على قارعة العُمْرِ

  • وتنسلَّ من الغيبِ (ثلاثوني) العِتَاقْ

  • عَلّني أعرفُ أين اختبأَتْ أعواميَ البِكْرُ

  • غداةَ انفرطَتْ مسبحةُ العُمْرِ

  • وضاعت خَرَزَاتُ الاتِّسَاقْ

  • وأرى كيفَ استقالَتْ حارتي من خُضرة الروحِ

  • وكيف انسلَخَ العنوانُ من لحمي

  • غداةَ انتَصَرَ الدهرُ على قلبي انتصاراً لا يُطَاقْ

  • هاهُنا العُمْرُ تقاويمُ غبارٍ

  • لم يزلْ يكتبُها الدهرُ لِكَيْ تسحقَها ممحاتُهُ/الريحُ ..

  • فما يبقىَ من الأيَّامِ غير الانْسِحَاقْ

  • عدتُ في سَاقَيْنِ مملوءَيْنِ مَسْخاً ..

  • فَمِنَ الإسممنتِ ساقٌ

  • ومن الإسفلتِ سَاقْ

  • أقتفي خيطاً من الأصداءِ

  • يمتدُّ إلى صرختيَ الأُولىَ نحيلاً كالفِرَاقْ

  • سَبَقَتْني حسرتي

  • فانفرجَ الدربُ .. وأطلقتُ حنيني في السِبَاقْ

  • وتلقَّتْني البيوتاتُ

  • توابيتَ مُسَجَّاةً على الأرضِ

  • وفي أسوارِها تنبضُ أرواحُ الوصايا ..

  • كيف لي أن أتهجَّى الحجرَ المسكونَ بالمعنى

  • وأن أقرأَ في الطينِ أحاديثَ الرِّفَاقْ

  • آهِ ما أبعدَ ما سافرتُ في الفولاذِ

  • سافرتُ إلى آخِرِ وديانِ المُحَاقْ

  • كيف لي أنْ أبلغَ الأعتابَ

  • لا بوَّابةٌ تضحكُ للشمسِ

  • ولم يبقَ من الخُطْوَاتِ ما يُذكي شهاباً لِغريب الدارِ ..

  • أينَ انطوَتِ الشُهْبُ / الخطُى .. أينَ ؟

  • وأينَ العَتَبَاتُ الزُهْرُ .. بَلْ أينَ السماواتُ الطِبَاقْ ؟

  • أينَ طفلٌ رقرقَ الأحلامَ في سطحِ المساءاتِ

  • وأغرَى شهوةَ الميزابِ للبوحِ ..

  • فَسَالَ البوحُ في الشارعِ أحلاماً دِهَاقْ

  • الطيوفُ انبعثَتْ

  • وانفتَقَ الظِلُّ

  • وقامَتْ أُمَّةٌ من ذكرياتٍ بين عينيَّ

  • إلى الحشرِ تُسَاقْ

  • اهدئي يا كائناتي

  • ليس في المحشرِ إلاَّ جَنَّةٌ

  • أسَّسَها الشوقُ هنا واتَّسَعَتْ في الاشتياقْ

  • ----------------------

  • أينَ منِّي وجهيَ الأَوَّلُ ؟

  • هل ما زال مدفوناً هُنا تحت رمادِ الموتِ

  • منذ انطفأَت ناصيتي فيهِ ...

  • وأصبحتُ أنا من قبضةِ الأعرافِ محلولَ الوِثَاقْ

  • كيف ماتَتْ دارُ جدِّي ؟

  • لا أرى في (الحيِّ) إلا جُثَّةَ الدارِ

  • عليها يربضُ الوحش الحضاريُّ

  • ويمتصُّ من الجُثَّةِ حُلْمَ الانعتاقْ

  • دارُنا ـ قارورةً ـ كانتْ ..

  • وأُمِّي عطرُها المأسورُ بالنشوةِ حَدَّ الانطلاقْ

  • عندما تخرج أمِّي

  • تنحبُ الأحجارُ في السورِ ...

  • يئنُّ الخشبُ المجروحُ في الأبوابِ ..

  • تشكو الغُرَفُ الثكلى من اليُتْمِ ..

  • وأشواقي طوابيرُ انتظارٍ في الرواقْ

  • عندما تخرج أمِّي

  • تخرج الدارُ من الدارِ ..

  • ويبقى الاشتياقْ

  • ----------------------

  • دارُنا حَلْقَةُ عُشَّاقٍ

  • تلاقوا داخل الصمتِ غداةَ البوحُ ضاقْ

  • فالشبابيكُ ترعرعنَ على عشق الزقاقْ

  • وانتشى كلُّ جدارٍ في عناقٍ بجدارٍ

  • منذ أنْ شدَّهما الطيَّانُ بالحُبِّ

  • فما خانا مواثيقَ الهوى في غارةِ السيلِ

  • ولا زنداهما فرَّطَتا في لَذَّةِ الوصلِ

  • غداةَ انْصَبَّتِ الريحُ بِطوفانِ الفراقْ

  • آهِ .. كيف انخسفَ السقفُ على ذاك العناقْ ؟

  • أيُّ طوفانٍ أتى

  • فاندلعَتْ ألسنةُ الماءِ على أحلامِنَا الأُولى

  • ولم تُبْقِ من الأحلامِ باقْ

  • رُبَّما الجدرانُ أضحَتْ في شِقَاقْ

  • رُبَّما الأحلامُ لم تبلغْ سماءَ البيتِ

  • كيْ تسندَها بالازرقاقْ

  • فَتَهَاوى السقفُ مخذولاً

  • وراحت دارُنا تكشفُ عن سيقانِها

  • للشاعرِ النائمِ ما بين ضلوعي ... فَاسْتَفَاقْ

  • ----------------------

  • عدتُ من حيث تضيق الأرضُ بالأرضِ

  • فما أكثرَ ما تنزلقُ الأشياءُ في الوهمِ تمامَ الانزلاقْ

  • المرايا كلُّ ما أحملُ من أمتعةٍ ..

  • ما أثقلَ المرآةَ في الغربة

  • ما أجملَها تختزنُ الأطيافَ عذاراءَ المَذَاقْ

  • التسابيحُ التي تحرسُنا من ماردِ الليلِ ..

  • المساءاتُ التي تمشي الهُوَيْنَا ..

  • والحكاياتُ التي تكسر أوجاع المحبين ..

  • إلى آخر ذكرى نافَسَتْ ضُرَّتَهَا في خاطري ، حتَّى الطَلاَقْ

  • أيُّها الواطئُ صدرَ الدارِ

  • طاووساً عَتِيَّاً اسْمُهُ الموتُ :

  • تبرَّأْ من وصايا الزَّهْوِ في ذيلكَ .. وارفقْ ..

  • إنَّ كَوْناً تحت أقدامِكَ يَشكو الاختناقْ

  • آهِ يا دارُ ..

  • أرى هيكلكِ الخاوي مليئاً بالحكاياتِ

  • أرى صمتكِ صمتاً فوضويَّاً يُزعج الموتى

  • أرى عالمكِ المهجورَ مُكْتَضَّاً بأسرارٍ دِقَاقْ

  • هاهنا أنفاسُ أمِّي

  • تتدفَّى بالنسيج العنكبوتيِّ

  • وأطيافُ أبي تحضنُ أعشاشَ الخفافيشِ ..

  • عجيبٌ مَلَكُوتُ الموتِ إذْ يزرعُ في سُكَّانِهِ هذا الوِفَاقْ

  • هاهُنا مائدةٌ من قَصَصِ الليلِ

  • هنا أزهارُ بستانِ العناقاتِ

  • هنا ملحمةٌ من ضِحْكيَ المنثورِ

  • حيث الدارُ كانتْ علَّمَتْني

  • أنَّ ترتيبَ ابتساماتي نِفَاقْ

  • كلُّ أشيائيَ هذي

  • تمتطي الدهرَ وتحدوهُ إلى النسيانِ ..

  • ماذا يُوقِفُ الدهرَ إذنْ ؟

  • ماذا سوى التذكارِ يفتضُّ الدهاليزَ ويجتاحُ الممَّرات العِتَاقْ

  • أَذهلتني حكمةُ النملِ

  • وقد أبدعَ من قَشَّتِهِ مملكةً كُبرى

  • على جُثمانِ أحلامي الرِقَاقْ

  • واحتفالُ البومِ بالأوهامِ

  • في سردابِها المسجورِ بالعتمةِ حَدَّ الاحتراقْ

  • وانتهتْ أفراحيَ الأُولى

  • سُلالاتِ خرابٍ

  • تتناسلنَ انكساراً في زوايا العُمْرِ ..

  • ما أكثرَ ما تُوجِعُني الأفراحُ في العُمْرِ المُعَاقْ

  • عدتُ كيْ أبحثَ عمَّا ماتَ منِّي

  • والأساطير التي خلَّفْتُها تذرعُ أطوالَ الرِوَاقْ

  • عدتُ يا (دارُ) ..

  • لَعَلِّي ألتقي فيكِ شعوراً هَرِماً

  • قد فَرَّ من قلبي وناداني : اللِّحَاقْ



أعمال أخرى جاسم محمد الصحيح



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط