الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- يا ربِّ، إنكَ قد علمتَ بأنها
- أهوى عبادكَ كلهمْ إنسانا
- وأَلَذُّهُمْ نُعْمٌ إلَيْنَا وَاحِداً،
- واحبُّ من نأتي، ومن حيانا
- فَآجْزِ المُحِبَّ تَحِيَّة ً، وکجْزِ الَّذي
- يَبْغي قَطِيعَة َ حُبِّهِ هِجْرانَا
- آمين يا ذا العرشِ فاسمعْ واستجبْ
- لما نقولُ، ولا تخيبْ دعانا
- حملتُ من حبيكَ ثقلاً فادحاً،
- والحبُّ يحدثُ للفتى أحزانا
- لَوْ تَبْذُلِينَ لَنَا دَلالَكِ لَمْ نُرِدْ
- غَيْرَ الدَّلالِ، وَكَانَ ذَاكَ كَفانا
- وأطعتِ فيّ عواذلاً حملنكمْ،
- وَعَصَيْتُ فِيكِ الأَهْلَ والإخْوَانَا
- أُنْبِئْتُ أَنَّكِ، إذا أَتَاكِ كِتابُنا،
- وَأَشَعْتِ عِنْدَ قِراتِهِ عِصْيانا
- ونبذته كالعودِ، حين رأيته،
- فاشتدّ ذاكَ عليّ منكِ، وسانا
- وأخذتهِ بعد الصدودِ تكرهاً،
- وأشعثِ عند قراتهِ عصيانا
- قالت: لقد كذبَ الرسولُ فقدتهُ!
- أبقولِ زورٍ يرتجي إحسانا؟
- كَذَبَ الرَّسُولُ فَسَلْ مَعَادَة َ، هَكَذَا
- كَانَ الحَدِيثُ، وَلاَ تَكنْ عَجْلانا
- بل جاءني، فقرأته متهللاً
- وجهي وبعد تهلُّلٍ أبكانا
- قد قلت، حيت رأيته: لو أنَّه
- يا بشر منه سوى نصيرة جانا
- أرسلتَ أكذبَ من مشى وأنمهُ،
- مَنْ لَيْسَ يَكْتُمُ سِرَّنا أَعْدانا
- ما إن ظلمتُ بما فعلتُ، وإنما
- يَجْزي العَطِيَّة َ مَنْ أَرابَ وَخَانَا
- وصرمتُ حبلكَ إذ صرمتَ لأنني
- اخبرتُ أنك قد هويتَ سوانا
- هَذَا، وَذَنْبٌ قَبْلَ ذَاكَ جَنَيْتَهُ
- سلّ الفؤادَ، ومثله سلانا
- صرحتَ فيه، وما كتمتَ مجاهراً
- بِالقَوْلِ أَنَّكَ لا تُرِيدُ لِقانا
- قلتُ: اسمعي لا تعجلي بقطيعة ٍ،
- باللهِ، احلفُ صادقاً أيمانا
- إنَّ کلمُبَلِّغَكِ الحَدِيثَ لَكَاذِبٌ
- يسعى ليقطعَ بيننا الأقرانا
- لا تُجْمِعي صَرْمي وَهَجْرِيَ بَاطِلاً،
- وتفهمي، واستيقني استيقانا
- إنِّي لَمِنْ وَادَدْتُهُ وَوَصَلْتُهُ
- أُلْفِيتُ لا مَذِقاً، ولا مَنَّانا
- أصلُ الصديقَ، إذا أرادَ وصالنا،
- وأصدُّ مثلَ صدوده أحيانا
- إن صدّ عني كنتُ أكرمَ معرضٍ،
- وَوَجَدْتُ عَنْهُ مَرْحَلاً وَمَكَانا
- لا مُفْشِياً، عِنْدَ القَطِيعَة ِ، سِرَّهُ
- بل حافظٌ من ذاكَ ما استرعانا
المزيد...
العصور الأدبيه