الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني، >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- أرقتُ ولم آرق لسقمٍ أصابني،
- أراقبُ ليلاً ما يزولُ طويلا
- إذا خَفَقَتْ مِنْهُ نُجُومٌ، فَحَلَّقَتْ،
- تبينتُ من تالي النجومِ رعيلا
- فلمّا مضتْ من أوّلِ اللّيلِ هجْعَة ٌ،
- وأيقنتُ من حسّ العيونِ غفولا
- دخلتُ على خوفٍ، فأرقتُ كاعباً،
- هَضِيمَ الحَشا، رَيَّا العِظامِ، كَسولا
- فَهَبَّتْ تُطيعُ الصَّوْتَ نَشْوَى مِنَ الكَرَى ،
- كَمُغْتَبِقِ الرّاحِ المُدام شَمُولا
- فعضتْ على الإبهام منها مخافة ً
- عَلَيَّ، وَقَالَتْ: قَدْ عَجِلْتَ دُخولا
- فَهَلاَّ، إذا کسْتَيْقَنْتَ أَنَّكَ دَاخِلٌ،
- دَسَسْتَ إلَيْنَا، في الخَلاءِ، رَسولا
- فَنَقْصُرَ عَنَّا عَيْنَ مَنْ هُوَ كَاشِحٌ
- وتاتي، ولا نخشى عليكَ دليلا
- فقلتُ: دعاني حبكم، فأجبتهُ
- إلَيْكِ، فَقَالَتْ: بَلْ خُلِقْتَ عَجُولا
- فلما أفضنا في الهوى نستبثهُ،
- وَعَادَ لَنَا صَعْبُ الحَدِيثِ ذَلُولا
- شَكَوْتُ إلَيْهَا، ثُمَّ أَظْهَرْتُ عَبْرَة ً،
- وأخفيتُ منه في الفؤادِ غليلا
- فَقُلْتُ: صلي مَنْ قَدْ أَسَرْتِ فُؤادَهُ،
- وَعَادَ لَهُ فِيكِ النَّصوحُ عَذولا
- فصدتْ، وقالت: ما تزالُ متيماً،
- بِنَجْدٍ، وإنْ كُنْتَ الصَّحِيحَ، قَتيلا
- صدودَ شموسٍ، ثم لانتْ، وقربتْ
- إليّ، وقالت لي: سألتَ قليلا!
- قدرتَ على ما عندنا من مودة ٍ،
- ودائمِ وصلٍ، إنْ وجدتَ وصولا
- لقد حليتكَ العينُ اولَ نظرة ٍ،
- وأعطيتَ مني، يا ابنَ عمِّ، قبولا
- فَأَصْبَحْت هَمَّاً لِلْفُؤَادِ، وَمُنْيَة ً،
- وَظِلاًّ مِنَ النُّعمى عليّ، ظَليلا
- أَميراً عَلَى ما شِئْتَ مِنّي مُسَلَّطاً
- فَسَلْ، فَلَكَ الرَّحْمَنُ يُمْنَحْ سُولا
- فقلت لها: يا سكنَ إني لسائلٌ
- سؤالَ كريمٍ، ما سألتُ، جميلا
- سَأَلْتُ بِأَنْ تَعْصي بِنَا قَوْل كَاشِحٍ،
- وإنْ كان ذا قربى لكم، ودخيلا
- وَأَنْ لا تَزَالَ النَّفْسُ مِنْكِ مضيفَة ً
- عَلَيَّ، وَتُبْدي، إنْ هَلَكْتُ، عَويلا
- وَأَنْ تُكْرِمي، يَوْماً، إذا ما أَتَاكُمُ
- رسولٌ، لشجوٍ، مقصراً ومطيلا
- وأَنْ تَحْفَظي بِکلْغَيْبِ سِرّي وَتَمْنَحي
- جليسكِ طرفاً، في الملامِ، كليلا
المزيد...
العصور الأدبيه