الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> عمر ابن أبي ربيعة >> أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟ >>
قصائدعمر ابن أبي ربيعة
- أتحذرُ وشك البينِ، أم لستَ تحذرُ؟
- وَذو الحَذَرِ النِّحْرِير قَدْ يَتَفَكَّرُ
- ولستَ موقى ً إن حذرتَ قضية ً،
- وَلَيْسَ مَعَ المِقْدَارِ يُكْدِي التَّهَوُّرُ
- تَذَكَّرْتُ إذْ بَانَ الخَلِيطُ زَمَانَهُ
- وقد يسقمُ المرءَ الصحيحَ التذكرُ
- وكان ادكاري شادناً قد هويتهُ،
- له مقلة ٌ حوراءُ، فالعينُ تسحر
- كأني لما أنْ تولت به النوى ،
- من الوجدِ، مأمومُ الدماغِ، محير
- إذا رُمْتُ عَيْني أَنْ تُفيقَ مِنَ البُكَا
- تَبَادَرَ دَمْعي مُسْبِلاً يَتَحَدَّرُ
- لَقَدْ سَاقَني حَيْنٌ إلى الشَّادِنِ الَّذي
- أَضَرَّ بِنَفْسي أَهْلُهُ حِينَ هَجَّرُوا
- وَلَوْ أَنَّهُ لا يُبْعِدُ اللَّهُ دَارَهُ
- وَلاَ زِلْتُ مِنْهُ حَيْثُ أَلْقَى وأُخْبَرُ
- لَقَدْ كَانَ حَتْفي يَوْمَ بَانُوا بِجُؤذَرٍ
- عليه سخابٌ فيه درٌّ وعنبر
- فَقُلْتُ: أَلا يا أَيُّهَا الرَّكْبُ إنَّني
- بكم مستهامُ القلبِ، عانٍ، مشهر
- بلي كلُّ ودٍّ كانَ في الناس قبلنا،
- ووديَ لا يبلى ولا يتغير
- فَقَالوُا لَعَمْري: قَدْ عَهِدناكَ حِقْبَة ً
- وأنتَ امرؤ من دونِ ما جئتَ تخطر
- وقالت لأترابٍ لها، حين عرجوا
- عَلَيَّ قليلاً إنَّ ذا بِي يُسَخَّرُ
- وَقَالَتْ: أَخَافُ الغَدْرُ مِنْهُ وَإنَّني
- لأعلمُ أيضاً انه ليسَ يشكر
- فقلتُ لها: يا همَّ نفسي ومنيتي،
- أَلاَ لا وَبَيْت اللَّهِ إنِّي مُهَبَّرُ
- مُصابٌ عَمِيدُ القَلْبِ أَعْلَمُ أَنَّني
- إذا أنا لم ألقاكمُ، سوفَ أدمر
- وشكريَ أن لا أبتغي بكِ خلة ً،
- وكيفَ، وقد عذبتِ قلبي، أغدر؟
- وَإنِّي هَدَاكِ اللَّهُ صَرْمي سَفَاهَة ٌ
- وَفِيمَ بلا ذَنْبٍ أَتَيْتُهُ أُهْجَرُ
- وَقَد حَالَ دُونَ الكُفْرِ والغَدْرِ أَنني
- أُعَالِجُ نَفْساً هَلْ تُفِيقُ وَتَصْبِرُ
- فقالت: فإنا قد بذلنا لكَ الهوى ،
- فَبکلطَّائِرِ المَيْمُونِ تُلْقَى وَتُحْبَرُ
- فقلتُ لها: إنْ كنتِ أهلَ مودة ٍ،
- فميعادُ ما بيني وبينكِ عزور
- فقالتْ: فإنا قد فعلنا، وقد بدا
- لَنَا عِنْدَ ما قَالَتْ بَنانٌ وَمِحْجَرُ
- فَرُنِّحَ قَلْبي فَهْوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ
- سيهلكُ قبلَ الوعدِ، أو سوف يفتر
المزيد...
العصور الأدبيه