الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الشماخ بن ضرار >> نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا >>
قصائدالشماخ بن ضرار
نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا
الشماخ بن ضرار
- نظرتُ وسهبٌ من بوانة َ بيننا
- وأَفْيَحُ من رَوْضِ الرُّبابِ عميقُ
- إلى ظعنٍ هاجت عليَّ صبابة ً
- لهنَّ بأعلى القرنتينِ طريقُ
- فقلتُ : خليليَّ انظرا اليوم نظرة ً
- لعهدِ الصِّبا إذْ كنتُ لستُ أَفيقُ
- إلى بقرٍ للعينِ منظرٌ
- وملهى ً لمنْ يلهو بِهِنَّ أنيقُ
- رعين الندى حتى إذا وقدَ الحصى
- و لم يبقَ من نوءِ السماك بروقُ
- تصدَّعَ فيه الحيُّ وانشقَّتِ العَصا
- كَذاك النَّوى بين الخليط شَقوقُ
- ولمّا رأيتُ الدار قُفْراً تبادَرَتْ
- دموعٌ للومِ العاذلاتِ سَبوقُ
- فظلَّ غرابُ البيْنِ مؤتَبِضَ النّسى
- لهُ في ديارِ الجارتين نعيقُ
- خليليَّ إني لا تزالُ تروعني
- نَواعبُ تبدو بالفِراقِ تشوقُ
- إذا أنا عزيتُ الفؤادَ عن الصبا
- أبتْ عَبَراتٌ بالدموعِ تَفوقُ
- و أغبرَ ورادِ الثنايا كأنهُ
- إذا اشتقَّ في جوْزِ الفلاة ِ فَليقُ
- عَلْوتُ بِهَوْجاءِ النّجاءِ شِمِلَّة ً
- بها من عُلُوبِ النِّسعتينِ طُروقُ
- خَطورٍ بِرَيّانِ العسيب كأنَّهُ
- إهانُ عذوقٍ فوقهن عذوقُ
- تلطُّ به الحاذينِ طوراً وتارة ً
- له خلفَ أثواب الرديف بروق
- موترة َ الأنساءِ معوجة الشوى
- سفينة َ برٍّ بالنّجاءِ دَفُوقُ
- أمرتْ لقاحاً عن حيالٍ فدرصها
- لِشَهْرَيْنِ في ماءِ الحُلاقِ غَريقُ
- كأنّي كَسَوْتُ الرحلَ أحقبَ سَهْوقاً
- أطاعَ لهُ في رامتين حَديقُ
- يُطرِّدُ عاناتٍ ويَنْفي جِحاشَها
- كما كانَ شذانَ البكار فنيقُ
- أضرَّ بهِ التعداءُ حتى كأنهُ
- منيحُ قِداحٍ في اليدينِ مَشيقُ
- رَعَتْ بارضِ الوسميِّ حتى تَحمْلجَتْ
- وطُيِّرَ عنْ أقرابِهِنَّ عقيقُ
- كأنَّ نسالاً في المراغِ وفوقهُ
- شماطيطُ سربالٍ عليهِ مزيقُ
- يُصادي ذواتِ الضِّغن منها بِثائبٍ
- من الشدِّ ملهابُ الحِضار فتيقُ
- قطوفٌ شحوجٌ باليفاعِ كأنهُ
- لَما ردَّ لَحْياهُ السحيلَ خَنيقُ
- دؤولٌ إذا ما استافَ منها مصامة ً
- لهُ من ثرى أَبْوالِهِن نَشيقُ
- فقد لَصِقَتْ منها البُطونُ وتارة ً
- لهُ حينَ يستولي بِهِنَّ نهيقُ
- رأيْتُ سنا برقٍ فقلتُ لصاحبي:
- بعيدٌ بِفَلْجٍ ما رأيتُ ، سحيقُ
- فباتَ مهّماً لي يذكّرني الهوى
- كأنّي لِبَرْقٍ بالحجازِ صديقُ
- وبات فؤادي مستَخفّاً كأنّهُ
- خوافي عُقابٍ بالجَناحِ خَفوقُ
- يغردُ آناءَ النهارِ كأنهُ
- إذا ردَّ لحياهُ السحيلَ خنيقُ
- كروفٌ إذا ما استاف منها مصامة ً
- لهُ في ثرى أبوالهنَّ نشوقُ
- فقد لاقَ منهُ البطنُ بالصُّلبِ غَيْرة ً
- لهُ حينَ يَسْتَوْلي بِهنَّ نهيقُ
المزيد...
العصور الأدبيه