الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الشماخ بن ضرار >> أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا >>
قصائدالشماخ بن ضرار
أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا
الشماخ بن ضرار
- أتَعْرِفُ رَسْماً دارِساً قَدْ تَغَيّرا
- بِذَرْوة َ أَقْوى بَعْدَ ليلى وأَقْفَرا
- كما خطَّ عبرانية ً بيمينهِ
- بتيماءَ حبرٌ ثمّ عرضَ أسطرا
- أقولُ وقد شدّتْ برحليَ ناقتي
- ونَهْنَهْتُ دمعَ العينِ أنْ يتحدّرا
- على أمَّ بيضاءَ السلامُ مضاعفاً
- عديدَ الحصى ما بين حمصَ وشيزرا
- و قلتُ لها : يا أمَّ بيضاءَ إنهُ
- كذلك بينا يعرفُ المرءُ أنكرا
- فَقَوْلُ ابْنَتي أَصْبَحْتَ شيخاً ومن أكُنْ
- لهُ لدة ً يصبحْ من الشيبِ أوجرا
- كأنَّ الشَّبابَ كانَ رَوْحة راكبٍ
- قضى أرباً من أهل سقفٍ لغضورا
- لقومٌ تصاببتُ المعيشة َ بعدهمْ
- أعزُّ عليَّ من عِفاءٍ تَغَيَّرا
- تَذكَّرْتُ لمّاأثقلَ الَّدينُ كاهلي
- وصانَ يَزيدُ مالَهُ وتَعَذَّرا
- رجالاً مضوا مني فلستُ مقايضاً
- بِهِمْ أبداً منْ سائرِ الناسِ مَعْشراً
- ولمّا رأيتُ الأَمْرَ عَرْش هَوِيَّة ٍ
- تَسلَّيْتُ حاجاتِ الفؤادِ بِشَمَّرا
- فقربتُ مبراة ً تخالُ ضلوعها
- من الماسخياتِ القسيَّ المؤترا
- جُماليّة ٌ لو يُجعلُ السَّيفُ غَرْضَها
- على حدهِ - لاستكبرتْ أن تضورا
- ولا عَيْبَ في مكروهِها غيرَ أنّهُ
- تَبَدَّلَ جَوْناً بَعْدما كانَ أَزْهرا
- كأنَّ ذراعيها ذراعا مدلة ٍ
- بُعَيْدَ السِّبابِ حاوَلَتْ أنْ تَعذَّرا
- مُمجَّدة ِ الأعْراقِ قال ابنُ ضَرَّة ٍ
- عليها كلاماً جارَ فيهِ وأهجرا
- تقولُ لها جاراتُها إذْ أَتَيْنها
- يحقُّ لليلى أنْ تعانَ وتنصرا
- يَغَرْنَ لِمِبْهاجٍ أزالَتْ حَليلَها
- غَمامة ُ صيْفٍ ماؤُها غيرُ أكدَرا
- من البيضِ أعْطافاً إذا اتّصلتْ دَعتْ
- فِراسَ بنَ غَنْمٍ أو لَقيطَ بنَ يَعْمُرا
- بِها شَرَقٌ من زَعْفرانٍ وعَنْبرٍ
- أَطارَتْ من الحُسْنِ الرِّداءَ المُحبَّرا
- تقولُ وقد بلَّ الدموعُ خِمارَها:
- أبى عِفّتي ومَنْصِبي أَنْ أُعَيّرا
- كأنَّ ابنَ آوى موثقٌ تحت غرضها
- إذا هُوَ لم يَكلِمْ بِنابيْهِ ظَفَّرا
- كأنَّ بذفراها مناديلَ قارفتْ
- أَكُفَّ رِجالٍ يعصِرُون الصَّنَوْبَرا
- وتَقْسِمُ طرفَ العيْنِ شطراً أمامَها
- و شطراً تراهُ خشية السوطِ أخزرا
- لها مَنْسِمٌ مِثْلُ المَحارة ِ خُفُّهُ
- كَأَنَّ الحصى من خَلْفِهِ حَذْفُ أعْسَرا
- إذا وردتْ ماءً هدوءاً جمامهُ
- أَصاتَ سَدِيساها بِهِ فَتَشَوَّرا
- و قد أنعلتها الشمسُ نعلاً كأنهُ
- قلوصُ نعامٍ زفها قدْ تمورا
- سرتْ من أعالي رحرحانَ فأصبحتْ
- بفيدٍ وباقي ليلها ما تحسرا
- إذا قطعتْ قفاً كميتاً بدا لها
- سماوة ُ قفًّ بين وردٍ وأشقرا
- و راحتْ رواحاً من زرودَ فنازعتْ
- زبالة َ جلباباً من الليلِ أخضرا
- فأضحتْ بصحراءِ البُسَيْطة ِ عاصِفاً
- تولي الحصى سمرَ العجاياتِ مجمرا
- و أضحتْ على ماءِ العذيبِ وعينها
- كوقبِ الصفا جلسيها قدْ تغورا
- فلمّا دَنَتْ للبطنِ عاجَتْ جِرانَها
- إلى حارِكٍ يَنْمي بِه غيرُ أَدْبرا
- وقد أَلْبَسَتْ أعلى البُرَيْدينِ غُرَّة ً
- من الشَّمسِ إلباسَ الفتاة ِ الحَزَّورا
- و أعرضَ من خفانَ أجمٌ يزينهُ
- شماريخُ باهي بانياهُ المشقرا
- فروَّحَها الرجَّافَ خَوْصاءَ تَحْتَذي
- على اليمَّ باريَّ العراقِ المضفرا
- تحنُّ على شطَّ الفراتِ وقدْ بدا
- سُهيلٌ لها من دونِهِ سَرْوُ حِمْيَرا
- ففاءتْ إلى قومٍ تريحُ رعاؤهمْ
- عليْها ابنَ عِرسٍ والإِوَزَّ المُكَفَّرا
- إِذا ناهَبَتْ وُرْدَ البراذِينِ حَظَّها
- من القتَّ لم ينظرنها أنْ تحدرا
- كأنَّ على أنيابها حينَ تنتحي
- صياحَ الدجاجِ غدوة ً حينَ بشرا
- إذا ارتدفاها بعد طولِ هبابها
- أَبَسّابِها من خَشْية ٍ ثمَّ قَرْقَرا
- وقد لَبِسَتْ عِنْدَ الإلهة ساطعاً
- منَ الفَجرِ لمّا صاحَ بالليلِ بَقَّرا
- فلما تدلتْ من أجاردَ أرقلتْ
- و جاءتْ بماءٍ كالعنية أصفرا
- فكلُّ بعيرٍ أحسنَ الناسُ نعتهُ
- و آخرُ لم ينعتْ ، فداءٌ لضمزرا
المزيد...
العصور الأدبيه