الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الشماخ بن ضرار >> عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها >>
قصائدالشماخ بن ضرار
عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
الشماخ بن ضرار
- عفتْ ذروة ٌ من أهلها فجفيرها
- فَخَرْجُ المروراة ِ الدواني فَدُورُها
- على أنَّ للميْلاءِ أَطْلالَ دِمْنَة ٍ
- بأسقُفَ تُسديها الصَّبا وتُنيرُها
- و خفتْ خباها من جنوبِ عنيزة ٍ
- كما خفَّ من نيلِ المرامي جفيرها
- فإنْ حلّتِ المَيْلاءُ عُفانَ أو دنتْ
- لحرة ِ ليلى أوْ لبدرٍ مصيرها
- لِيَبْكِ على المْيلاءِ من كان باكياً
- إذا خرجتْ من رحرحانَ خدورها
- و ماذا على الميلاءِ لو بذلتْ لنا
- من الوِدِّ ما يخفى وما لا يُضيرُها
- أرتْنا حِياضَ الموتِ ثُمَّتَ قَلَّبَتْ
- لنا مُقلة ً كَحْلاءَ ظلّتْ تُديرُها
- كأنَّ غَضيضاً من ظِباءِ تَبالَة ٍ
- يساقُ بهِ يومَ الفراقِ بعيرها
- لها أقحوانٌ قيدتهُ بإثمدٍ
- يَدٌ ذاتُ أَصْدافٍ يُمارُ نَؤورُها
- كأنَّ حَصَاناً فضَّها القَيْنُ غُدْوة ً
- لدى حيثُ يُلقى بالفِناءِ حَصيرُها
- كأنَّ عُيونَ الناظرينَ يَشوقُها
- بها عَسَلٌ ، طابتْ يدا مَنْ يَشورُها
- تناولْنَ شَوْباً من مُجاجاتٍ شُمَّذٍ
- بأعجازها فبٌّ لطافٌ خصورها
- كِنانِيّة ٌ شطّتْ بها غُربة ُ النوى
- كدلْوِ الصَّناَعِ رَدَّها مُستعيرُها
- وكانتْ على العِلاّتِ لو أنَّ مُدْنفاً
- تداوى بِرّياها شَفاهُ نُشُورُها
- تعوذُ بحبل التغلبيَّ ولو دعتْ
- عليَّ بنَ مسعودٍ لعزَّ نصيرها
- فإنْ تَكُ قد شَطَّت وشطَّ مَزارُها
- و جذمَ حبلَ الوصلِ منها أميرها
- فما وَصْلُها إلاّ على ذاتِ مِرّة ٍ
- يقطعُ أعناقَ النواحي ضريرها
- جُماليّة ٌ في عِطْفِها صَيْعريّة ٌ
- إذا البازلُ الوَجْناءُ أُردِفَ كُورُها
- عَلَنداة ُ أسْفارٍ إذا نالَها الوَنى
- و ماجتْ بها أنساعها وضفورها
- يردُّ أنابيبُ الجِرانِ بُغامَها
- كما ارتدَّ في قَوْس السَّراءِ زفيرُها
- لجوجٌ إذا ما الآلُ آضَ كأنهُ
- أعاصيرُ زَرّاعٍ بِنَخْلٍ يُثيرُها
- كأَنَّ قُتُودي فوقَ أحْقَبَ قارِبٍ
- أطاعَ لهُ مِنْ ذي نُجارٍ غَميرُها
- وقد سُلَّ عنها الضِّغنُ في كلِّ سَرْبخٍ
- لهُ فورُ قدرٍ ما تبوخُ سعيرها
- تربعَ ميثَ النيرِ حتى تطالعتْ
- نجومُ الثُريّا واستقلّتْ عَبورُها
- فلمّا فنى الأسمالَ غاضَتْ وقلَّصتْ
- ثمائلُها وتابعَ الشمسَ صُورُها
- فظلَّ على الأَشْرافِ يَقسِمُ أَمْرَهُ
- أَينظُرُ جُنحَ الليلِ أم يَسْتثيرُها
- فأزمعَ من عينِ الأراكة ِ مورداً
- لَهُ غارَة ٌ لَفّاءُ صافٍ غديرُها
- فصاحَ بقُبٍّ كالمقالي يشُلها
- كما شلَّ أجمالَ المصلي أجيرها
- يزرُّ القَطا مِنْها فتضربُ نحرَهُ
- و مجتمعَ الخيشومِ منهُ نسورها
- على مِثْلِها أقضي الهمومَ إذا اعترتْ
- إذا جاشَ همُّ النفسِ منها ضميرُها
المزيد...
العصور الأدبيه