الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الشماخ بن ضرار >> رأيتُ وقد أتى نَجْرانُ دوني >>
قصائدالشماخ بن ضرار
- رأيتُ وقد أتى نَجْرانُ دوني
- و ليلى دونَ أرحلها السديرُ
- لليلى بالفحيمِ ضوءَ نارٍ
- يلوحُ كأنّهُ الشِّعرى العَبورُ
- إذا ما قلتُ خابية ٌ زهاها
- سوادُ الليلِ والريحُ الدبورُ
- فما كادتْ وقدْ رفعوا سناها
- ليبصرَ ضوءها إلاّ البصيرُ
- فبتُّ كأنني شافهتُ خمراً
- معتقة ً حمياها تدورُ
- فقلتُ لصحبتي : هل يبلغني
- إلى ليلى التهجرُ والبكورُ ؟
- و إدلاجي إذ الظلماءُ ألقت
- مَراسِيَها وهادٍ لا يَجورُ
- وقولي كلَّما جاوَزْتُ خَرْقاً
- إلى خَرْقٍ لأُخرى َ القومِ: سيروا
- بناجية ٍ كأنَ الرحلَ منها
- وقد قَلِقَتْ من الضُّمْرِ الضُّفورُ
- على أصْلاب جَأْبٍ أخْدَرِيٍّ
- من اللاّئي تَضَمَّنهنَّ إِيرُ
- رعى بهُمى الدَّكادِكِ من أَريكٍ
- إلى أُبْلى مُناصيهِ حَفيرُ
- فلما أن رأى القريانَ هاجتْ
- ظواهرها ولاحتهُ الحرورُ
- و أحنقَ صلبهُ وطوى معاهُ
- و كشحيهِ كما يطوى الحصيرُ
- دَعاهُ مَشْرَبٌ مِنْ ذِي أَبانٍ
- حساءٌ بالأباطحِ أو غديرُ
- فظلَّ بهنَّ يحدوهنَّ قصداً
- كما يحدو قلائصهُ الأجيرُ
- أَقَبَّ كأنَّ مَنْخِرَهُ إذا ما
- أَرَنَّ على تواليهِنَّ كيرُ
- لهُ زَجَلُّ تقولُ: أصوتُ حادٍ
- إذا طلبَ الوسيقة أو زميرُ
- مُدِلُّ شَرَّدَ الأقرانَ عَنْهُ
- عراكٌ ما تعاركهُ الحميرُ
- و أصبحَ في الفلاة ِ يديرُ طرفاً
- على حذرٍ توجسهُ كشيرُ
- له زَجَلٌ كأنَّ الرِّجْلَ منهُ
- إذا ما قامَ معتمداً كسيرُ
- فأوردهنَّ تقريباً وشداً
- شرائعَ لم يكدرها الوقيرُ
- فخاضَ أمامهنَّ الماءَ حتى
- تبيّنَ أَنَّ ساحتَهُ قَفِيرُ
- فلما أن تغمرَ صاحَ فيها
- و لما يعلهُ الصبحُ المنيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه