الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الشماخ بن ضرار >> بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ >>
قصائدالشماخ بن ضرار
بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
الشماخ بن ضرار
- بانتْ سُعادُ فنوْمُ العينِ مملولُ
- و كانَ من قصرٍ منْ عهدها طولُ
- بَيْضاءُ لا يجتوي الجيرانُ طَلْعَتَها
- ولا يَسُلُّ بِفيها سيفَهُ القيلُ
- وحالَ دونَكِ قومٌ في صدورهمُ
- من الضَّغينة والضَبِّ البَلابيلُ
- و قدْ تلاقي بيَ الحاجاتِ دوسرة ٌ
- في خلقها عن بناتِ الفحلِ تفضيلُ
- غلباءُ ركباءُ عُلكومٌ مُذَكَّرة ٌ
- لدفِّها صَفْصَفٌ قُدّامُها مِيلُ
- تمَّ لها ناهِضٌ في صَدْرِها تَلِعٌ
- و حاركٌ في قناة الصلب معدولُ
- كأنما فاتَ لحييها ومذبحها
- مُشَرْجَعٌ من عَلاة ِ القَيْن مَمْطولُ
- ترمي الغيوبَ بمرآتين من ذهبٍ
- صلتينِ ضاحيهما بالشمسِ مصقولُ
- وحُرَّتين هِجانٍ ليسَ بينَهما
- إذا هما اشتأتا للسمعِ تمهيلُ
- في جانبيْ درة ٍ زهراءَ جاءَ بها
- محملجٌ من رجالِ الهندِ مجدولُ
- على رجامينِ من خطافِ ماتحة ٍ
- يَهدي صُدورَهما أُرْقٌ مراقيلُ
- وجِلدُها مِن أَطُومٍ ما يؤيِّسُهُ
- طِلْحٌ كضاحِيَة ِ الصَّيْداءِ مَهْزولُ
- تَذُبُّ ضَيْفاً من الشَّعراءِ مَنْزِلُهُ
- منها لبانٌ وأقرابٌ زهاليلُ
- أَوْ طَيُّ ماتِحة ٍ في جِرْمها حَشَفٌ
- و منثنى َ من شويَّ الجلدِ مملولُ
- تهوي بها مكرباتٌ في مرافقها
- فُتْلٌ صِيابٌ مياسيرٌ مَعاجيلُ
- يَدا مَهاة ٍ ورِجْلا خاضبٍ سَنِقٍ
- كأنّهُ مِن جَناهُ الشَّريَ مخلولُ
- هَيْقٌ هِزَقٌّ وزَفّانيّة ٌ مَرَطى
- زَعْراءُ رِيشُ ذُناباها هَراميلُ
- كأنّما منثنى أقماعِ ما مَرَطتْ
- من العِفاءِ بِلِيتَيْها ثآليلُ
- تروحا منْ سنامِ العرق فالتبطا
- إلى القنانِ التي فيها المداحيلُ
- إذا استهلاّ بشُؤْبوبٍ فقد فُعِلَتْ
- بما اصابا من الأرضِ الأفاعيلُ
- فصادفا البيضَ قد أبدتْ مناكبها
- منهُ الرئالُ لها منهُ سرابيلُ
- فَنَكّبا يَنْقُفانِ البيْضَ عن بَشَرٍ
- كأنهُ ورقُ البسباسِ مغسولُ
- ثمَّ استمرا بحفانٍ لهُ زجلٌ
- كالزَّهوِ أرجُلُها فيها عقابيلُ
- كأنَّ رحلي على حَقْباءَ قاربَة ٍ
- أحمى عليها الأبانَيْنِ الأَراجيلُ
- حامَتْ ثلاثَ ليالٍ كلّما وَرَدَتْ
- زالتْ لها دونَهُ منهُمْ تماثيلُ
- قد وَكَّلَتْ بالهدى إنسانَ صادقة ٍ
- كأنّهُ من تمامِ الظِّمْءِ مَسْمولُ
- فأيقنتْ أنَّ ذا هاشٍ منيتها
- وأَنَّ شرْقيَّ إِحْليلاءَ مشغولُ
- فطَّرقَتْ مشرَباً تهوي ومَوْرِدُها
- منَ الأسيحمِ فالرنقاءِ مشمولُ
- حتى استغاثتْ بجونٍ فوقهُ حبكٌ
- تدعو هديلاً بهِ الورقُ المثاكيلُ
- ثمَّ استمرتْ على وحشيها وبها
- مِنْ عَرْمَضٍ كَوخيفِ الغِسْل تَحْجيلُ
المزيد...
العصور الأدبيه