الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> لِمَحَلِّكَ التَّرْفيعُ والتَّعْظِيمُ >>
قصائدالرصافي البلنسي
لِمَحَلِّكَ التَّرْفيعُ والتَّعْظِيمُ
الرصافي البلنسي
- لِمَحَلِّكَ التَّرْفيعُ والتَّعْظِيمُ
- ولوجهِكَ التقديسُ والتكريمُ
- وَلِرَاحتَيْكَ الحمدُ في أَرْزاقِنا
- والرِّزْقُ أَجْمَعُ منهما مَقْسُوْمُ
- يا مُنْعماً تَطْوِي البلادَ هِباتُهُ
- ومنَ الهِباتِ مُسافِرٌ وَمُقِيمُ
- إيهٍ ولو بَعْضَ الحديثِ عن التي
- حَيَّا بها ربعي أجشُّ هَزيمُ
- قد زارني فسقيتُ من وسميِّهِ
- فوقَ الذي أروَى به وأشيمُ
- سَرَتِ الجيادُ به إليَّ وفتية ٌ
- سفروا فقلتُ : أهلة ٌ ونجومُ
- نعماءُ جدتَ بها وإِنْ لم نلتقِ
- فيمنْ يُدَنْدِنُ حَوْلَها وَيَحْومُ
- وأَعَزُّ منْ سُقْيَا الحيا مَنْ لم يَبِتْ
- في الحيِّ يرقبُ برقهُ ويشيمُ
- ولقد أَضِنُّ على الحيا بِسُؤالِهِ
- والجوُّ أغبرُ والمرادُ هشيم
- وإِن استحبَّ القطرُ سُقْيا مَوْضِعِي
- فمكانُ مِثْلي عنده مَعْلومُ
- لما أَدَرْتُ إلى صنيعكَ ناظِري
- فرأَيْتُ ما أَوْلَيْتَ فهو عميم
- قلَّدتُ جيدَ الشكرِ من تلك الحُلَى
- ما شاءَهُ المنثورُ والمنظومُ
- وأَشَرْتُ قُدَّامِي كأنِّي لاثمٌ
- وكأنَّ كَفَّكَ ذلكَ المَلْثُومُ
- يا مُفْضِلاً سَدِكَ السَّخَاءُ بمالِهِ
- حتَّام تَبْذُلُ والزمانُ لَئيمُ
- تَتَلَوَّنُ الدنيا ورأيُكَ في العُلا
- والحمدُ دأبُكَ والكريمُ كريمُ
- ومنِ المتمِّمُ في الزمانِ صنيعة ً
- إِلا كريمٌ شأنُهُ التتميمُ
- مثلُ الوزيرِ الوَقَّشِيّ، وَمِثْلُهُ
- دونَ امتراءٍ في الوَرى مَعْدُوم
- رَجُلٌ يَدُوْسُ النَّيِّراتِ بِنَعْلِهِ
- قَدَمٌ ثَبُوتٌ في العلا وَأَرُوْمُ
- وَصَلَ البيانُ به المَدَى فكلامُهُ
- سهلٌ يشقُّ وغامضٌ مفهومُ
- مِنْ معشرٍ والاهمُ في سِلْكِهِ
- نسبٌ صريحٌ في العلاءِ صميمُ
- قومٌ على كتفِ الزمانِ لبوسهُمْ
- ثوبٌ بحسنِ فعالهمْ موسومُ
- آثارهمء في الحادثينَ حديثة ٌ
- وفخارهمْ في الأقدمينَ قديمُ
- لو لم يعدُّوا منْ دعائمِ بيتهمْ
- رمحَ السماكِ لخانهُ التقويمُ
- ماتوا ولكنْ لم يَمُتْ بكَ فَخْرُهُمْ
- فالمجدُ حيٍّ والعظامُ رميمُ
- يا أحمدَ الدنيا وقد يغنَى بها
- عن كنية ٍ واسمُ العظيمِ عظيمُ
- أُجْري حديثَكَ ثم أَعْجَبُ أَنَّهُ
- قَوْلٌ يقالُ وَعَرْفُهُ مَشْمُوْمُ
- فَبِكُلِّ أَرْضٍ من ثَنائِكَ شائِعٌ
- عبقٌ كما ولجَ الرياضَ نسيمُ
- يَجْري فلا يَخْفى على مُسْتَنْشِقٍ
- لو أَنَّهُ على أذنِهِ مكتومُ
- يُطْوَى فَيَنْشُرُهُ الثَّناءُ لطيبِهِ
- ذِكْرُ الكريم بِعَنْبَرٍ مَخْتُومُ
- صحبتكَ خالدَة ُ الحياة ِ ، وكلُّ ما
- يَحْتازُ بابُكَ جَنَّة ٌ ونعيمُ
- في ظلِّ عزٍّ دائمٍ وَكَرامة ٍ
- وفناء داركَ بالوفودِ زحيمُ
- من كلِّ ذي تاجٍ تعلَّة ُ قصدِهِ
- مَرْآكَ والإلمامُ والتَّسْليمُ
المزيد...
العصور الأدبيه